مجاميع نسائية حاشدة تؤم اللجان... ومركب العبور في «الثالثة» تصنعه «فاطمة»

أصوات «القوارير» تنعش «الصناديق» ... ويا بخت من ساندته «القوارير»!

1 يناير 1970 08:41 ص
كما هي أعراس الوطن...لوحة يرسمها الآلاف على أبواب الاقتراع وأضواء يزهو بها الناخب حيثما توجه فالأسهم في كل مكان تشير إلي المستقبل والمدارس يفوح عطرها ببخور الديموقراطية والأحاديث الجانبية بين الناس قراءات سياسية تنتشر بصوت مسموع «ان أصوات القوارير تنعش الصناديق ويا بخت من ساندته القوارير».

من مدرسة سعد بن عبادة اللجنة الرئيسة للدائرة الانتخابية الثالثة تدفقت المجاميع النسائية الحاشدة لاختيار من يمثلها في قاعة عبد الله السالم من مختلف الأعمار والفئات والشرائح والطوائف وفدت إلى مراكز الاقتراع وفق مجموعات منظمة كأنها أسراب الحمام المنقش بأعلام الكويت اندفعت من بينهن عجوز طاعنة في السن على مقعد الرعيل الأول ملبية نداء الوطن والضمير ولسان حالها يقول للحضور«أنا من يصنع مركب العبور إلى البرلمان أنا الأكثر حضوراً من كل الحضور والأعلى صوتاً من جميع الأصوات ورغم ذلك أنا الأدنى حظاً في المجالس النيابية على مر تاريخها».

فاطمة التي جاءت تنتخب على مقعد الشيخوخة تبحث اليوم من خلال صوتها عن حلول لعشرات العثرات النسائية التي كانت ولم تزل تنتظر قرارات المشرع على طاولة البرلمان دون تنفيذ.

فاطمة تبحث اليوم من خلال صوتها عن وطن يتسع للجميع وطن يخلو من البغضاء والتناحر يظللها وأحفادها في هجير العمر مثلما ظللها وآباءها في زمن الطيبين ووطن يستوعب كل الآراء وكفاه مبسوطتان كل البسط للطوائف والقبائل والمذاهب والأعراق دون طعن أو تخوين.

فاطمة التي جاءت متفائلة إلى مركز الاقتراع تنشد من خلال صوتها العيش الكريم لأبنائها وأحفادها وأبناء الآخرين وأحفادهم بأحضان أمهم الرؤوم الكويت.

تنشد المساواة في القروض الإسكانية والعدالة في تقلد المناصب والحق في المشاركة السياسية وفي تجنيس الأبناء والتكليف بالمهمات الرسمية واللجان والعدالة الاجتماعية في العمل والبيت والشارع قبل التقاعد وبعد التقاعد كما تنشد حفظ كرامتها من أن تمتهن وحقوقها من أن تسلب وغرسها من أن يضيع.

عشرات الملفات لفاطمة لم تزل منذ عشرات السنين على طاولة المشرع دون تنفيذ رغم أن الجميع في موطن فاطمة يردد منذ زمن «رفقاً بالقوارير».