أمسية غنائية نظمتها أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا»
«ألف عام وحكاية»... عاشها جمهور «الشهيد»
| كتب علاء محمود |
1 يناير 1970
02:43 م
كم من الجميل أن تستمع بطقس بارد النسمات تدفئه عذوبة الألحان وأجمل الأصوات وهي تشدو من التراث العربي، وسط جمع من الناس متعطش للاستماع إلى فن حقيقي لحناً وكلمة وصوتاً.
هذا ما حصل في حديقة «الشهيد» مساء أول من أمس في أمسية غنائية بامتياز نظمتها أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا» تحت عنوان «ألف عام وحكاية» أحياها الفنانان يوسف بارا ونسرين ناصر بمشاركة عشرة أفراد فقط من أعضاء فرقة «كورال التراث العربي» التابعة للأكاديمية، حضرتها رئيسة مجلس الإدارة فارعة السقاف إلى جانب جمهور غفير أشاد بالحفل والتنظيم.
البداية كانت مع الموشح الأندلسي «لما بدا يتثنى» الذي تم أداؤه بصورة جماعية، فأظهر قوة وجمالية الأمسية لدى الجمهور الذي بدا واضحاً مدى انسجامه منذ اللحظة الأولى، ثم تبعها غناء قصيدة بعنوان «حامل الهوى تعب»، وهي للشاعر العباسي المعروف باسم أبو نوّاس قام بتلحينها الأخوان الرحباني، و يقول مطلعها:
حامل الهوى تعبُ يستخفه الطربُ
إن بكى يحقُّ لهُ ليس ما به لَعِبُ
فحازت الأغنية إعجاب وتصفيق الحاضرين، ومع ازدياد تصفيقهم غنّت نصر بمشاركة الكورال أغنية من التراث الحلبي بعنوان «أبداً تحنُّ إليكم الأرواحُ» أهدتها الى حلب الشهباء، ويقول مطلعها:
أبداً تَحنُّ إليكم الأرواحُ، فوصالكم ريحانها والرَاحُ
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم، وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
ومنها انتقلت إلى تونس الخضراء حيث قدمت نصر أغنية «أليف يا سلطاني»، حيث أدتها بصورة جميلة تعايش معها الجمهور، خصوصاً أن كلمات الأغنية باللغة العربية الفصحى، بعدها استمتع الحضور بأغنية من فن الصوت الكويتي بعنوان «كفي الملام» أداها المغني الشاب عبدالعزيز المسباح، الذي أمسك عوده وبدأت أصابعه باللعب على الأوتار مرافقاً إياها صوت دقات المراويس والتصفيق الحار. وختاماً كان الجمهور على موعد مع أغنية من التراث العراقي تحمل عنوان «طالعة من بيت أبوها».
الجميل في هذه الأمسية، أنها لم تكن كغيرها من الأمسيات الغنائية، إذ إن نصر جعلت من الجمهور مغنين عندما بدأت بتعليمهم أساسيات الغناء والموسيقى بشكل عملي وتطبيقي، وهي مقام النهاوند، مقام الحجاز ومقام عجم، إلى جانب أشهر إيقاع وهو المقسوم.
وعلى هامش الأمسية، صرحت نصر لـ «الراي» قائلة: «الهدف من فرقة كورال الغناء العربي التابعة لأكاديمية»لوياك«للفنون الأدائية (لابا) التي تضم 56 شخصاً، هو الوصول بها امتداداً من الكويت - المنشأ - إلى بقية الدول العربية، خصوصاً أنني سبق وأسست فرقة مشابهة في لبنان أنشأتها من مخيمات اللاجئين السوريين، حيث كنت أحاول أن أقدم لهم تعليماً بديلاً من دون أن يشعروا بثقل اللغة العربية، لذا بدأت أحببهم باللغة من خلال الأغنية العربية الفصحى، فكبر المشروع حتى ضمّ 800 طفل سوري تعلموا القراءة والكتابة من خلال كورال التراث العربي، لذلك نرغب في إكمال المشوار كي نبقى متمسكين بهويتنا وألا نصل إلى مرحلة ننسى بها لغتنا الأم، اللغة العربية عميقة ومفرداتها جميلة والموسيقى رائعة».
وأردفت نصر بالقول:«نحن في (لوياك) نقوم بتقديم دروس خاصة بكورال الغناء العربي من عمر 6 سنوات وحتى 45 سنة، حيث يتم تخصيص دروس خاصة على حسب الفئة العمرية، ومن ثم يتم انضمام المجتازين منهم إلى الفرقة».