«نتنياهو وليبرمان وبينيت يريدون للكنيست أن تكون نقية من النواب العرب توطئة لتكون الأرض نقية»
النائب الطيبي لـ «الراي»: الحكومة الإسرائيلية دفنت بجرافاتها ومستوطناتها حل الدولتين
| القدس - من محمد أبو خضير |
1 يناير 1970
09:26 م
القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من اسوأ الفترات الزمنية عبر التاريخ
المصالحة الفلسطينية واجبة لكنها ليست قريبة والانتخابات هي الحل
الإدارة الاميركية بإدارة الديموقراطيين خرّبت العالم العربي
اعتبر رئيس الحركة العربية للتغيير الدكتور أحمد الطيبي، ان الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة «دفنت بجرافاتها ومستوطناتها حل الدولتين».
وتابع الطيبي في لقاء خاص بـ «الرأي»، ان «(بنيامين) نتنياهو و(افيغدور) ليبرمان و(زعيم حزب «البيت اليهودي نفتالي) بينيت، يريدون للكنيست ان تكون نقية من النواب العرب، توطئة لتكون هذه الارض نقية من العرب، وهذه الترجمة الحقيقية للمفهوم الجديد الذي يروج له ليبرمان ولاصطلاح دولة يهودية».
واضاف: «نحن لا نريد طرد احد او ترحيل احد من داخل الخط الاخضر، لكن اذا قدر لأحد ان يرحل فالعدالة تقول ان من وصل اخيراً يرحل اولاً. نحن اصحاب البلد، والنكبة بكل ما تمثله من مرارة وكارثية لن تتكرر، وجيل اليوم من الفلسطينيين مختلف كلياً. نحن نناضل من اجل حقوقنا المدنية والوطنية».
وكشف الطيبي انه «بعد النكبة مباشرة كانت ملكية الأراضي الخاصة للعرب تزيد على 90 في المئة، اما اليوم فالنسبة اقل من 3 في المئة... وهذا يلخص قصة الأرض والمصادرة بيننا وبين إسرائيل».
وفي ما يأتي نص اللقاء:
• هل دفن حل الدولتين بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية؟
- ما من شك ان المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية متوقفة منذ سنوات واستنفدت ذاتها، والحديث عن مفاوضات كما كانت، عبثي وعدمي، ويجب التفكير خارج هذا الإطار والصندوق وايجاد اسلوب آخر، لان الاسلوب الذي كان سائداً مع نتنياهو والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اثبت فشله، والنتيجة واضحة: نحن نريد دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، هذا كان الهدف من اوسلو. انظر اين ذهب بنا التفاوض والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
واعتقد ان فكرة حل الدولتين خنقت وتم اغتيالها، ونحن بعيدون جداً عنها. اليوم كل اعضاء الحكومة الفلسطينية يؤيدون حل الدولتين ولكن في الحكومة الإسرائيلية لا يوجد وزير واحد بمن فيهم نتنياهو يريد دولة فلسطينية. سبق وتحديت نتنياهو واتحداه اليوم ايضاً، ان يقول دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، سبق وقال، دولة فلسطينية منزوعة السلاح. نتنياهو يعارض قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس والعالم بأسره يعلم ذلك.
• ماذا عن وعود الرئيس باراك اوباما؟
- ادارة اوباما كانت خيبة امل كبيرة، بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعالم العربي. هذه الإدارة الاميركية بإدارة الديموقراطيين قامت بتخريب العالم العربي. دول هدمت والقضية الفلسطينية تراجعت، والاستيطان مستمر، ونتنياهو تحدى اوباما وغلبه بصلف، وتم انتخاب ترامب، ونتنياهو واليمين فرحون مبتهجون بفوز اليمين الأميركي.
ترامب رغم وعود «أيبك» واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وتهجمه على المسلمين ووعده لإسرائيل بالكثير من المنح والمساعدات والمواقف السياسية الداعمة، عند دخوله البيت الابيض، لا شك سيتغير. نحن نتحدث عن رجل من دون ايديولوجية، رجل اعمال، ولا اعتقد انه يقيم الصراع ويفهم المنطقة جيداً وتعقيداتها جيداً، لذلك يجب الا يفرحوا كثيراً.
لا نعلق كثيراً من الآمال، ويجب علينا كفلسطينيين وعرب، الا نعلق آمالاً على الانتخابات الاميركية او الانتخابات الإسرائيلية. اتشوق لرؤية اليوم الذي يراهن شعبنا والشعوب العربية على الانتخابات الفلسطينية والعربية.
• على ماذا يراهن نتنياهو... وهل يدفع في اتجاه حل الدولة الواحدة؟
- دائماً عندما تطرح على رئيس وزراء إسرائيل خيارين، يختار الخيار الثالث، وهو بقاء الوضع على ما هو عليه... لا حل، بل المحافظة على الوضع العائم الراهن. والحكومة اليمينية المتطرفة «دفنت بجرافاتها ومستوطناتها حل الدولتين».
والسبب واضح ان الاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية غير مكلف ومريح لإسرائيل. والاحتلال ايضاً مربح.
• هل ترى ان حل الانقسام الفلسطيني بين «فتح» و«حماس» بالانتخابات؟
- اجل. الانتخابات هي الحل والأداة الافضل ليقرر الشعب من يريد، وينتهي هذا الفصل المظلم في تاريخ شعبنا. المصالحة واجبة ولكنها ليست قريبة... لا توجد رغبة عند البعض لانهاء هذا الانقسام.
• هل تعتقد ان المسجد الاقصى في خطر خصوصاً بعد فوز ترامب؟ وهل ستكون لذلك انعكاسات على القدس والاقصى؟
- هم يقولون انهم يريدون بناء الهيكل. يصرحون بانهم يريدون الصلاة في المسجد الاقصى. يصفون المسجد بـ «هار بيت - جبل البيت»، وليس المسجد الاقصى المبارك. وهناك صور وخرائط للهيكل من دون الاقصى... هذا خطر كبير. هذه افكار شيطانية خبيثة موجودة عند شريحة كبيرة متطرفة. وهناك الوزراء، توري ارئيل وميري ريجيف وجلعاد اردان، الذين يتحدثون عن ضرورة السماح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى، هذا خطر سياسي كبير على المسجد المبارك... المسجد في خطر حقيقي.
• كيف ترى وضع القضية الفلسطينية في ظل ما يعصف بالعالم العربي؟
- القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من اسوأ الفترات الزمنية عبر التاريخ، ويعود ذلك الى عالم عربي منهك مفكك ومهزوم، والشعوب العربية وبعض الدول العربية مشغولة بدمائها التي تسيل وليس بدماء الفلسطينيين. الحالة الفلسطينية متردية عربياً، وداخلياً بالانقسام، والحكومة الإسرائيلية، متطرفة، والمجتمع الدولي ضعيف ومتردد في تعامله مع إسرائيل.
• ما الرد على سلسلة القوانين العنصرية التي كان آخرها طرح منع الأذان، برفع الاذان في الكنيست للمرة الاولى؟
- نحن امام واحدة من اكثر الحكومات تطرفاً في تاريخ السياسة الإسرائيلية... نتنياهو وبينيت وليبرمان. وهذا الجنوح لنتنياهو في السنوات الاخيرة نحو التطرف أصبح اكثر مما كان في الماضي، ثم استهدافه للجماهير العربية والنواب العرب وللقائمة المشتركة في الداخل الفلسطيني، الى جانب اعطائه المجال لنواب الليكود والائتلاف لتقديم سيل من الاقتراحات ومشاريع القوانين التي جزء منها يقبل وجزء يطرح من أجل تسميم الاجواء ضد العرب الفلسطينيين في الداخل.
أحد اهم اسس وجودنا في الكنيست، ردم الهوة وانجاز ما يمكن انجازه في القضايا المدنية الى جانب طرح القضايا السياسية. وقد جربنا الكثير من القيادات اليمينية العنصرية... هم ذهبوا ونحن بقينا كجماهير في هذا الوطن.
• في ذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات، كانت لكم مواجهة مع اليمين، لماذا يثيرهم ويستفزهم ذكر ابوعمار؟
- عندما جاءت النائبة اليمينية سترك لتعيرني بانني مستشار ياسرعرفات وكررت ذلك اكثر من مرة، اضطررت ان اقول لها ما افكر به، ان حذاء ياسر عرفات يساوي 10 من امثالك، ثم اعتذرت عن ذلك، لانني اعتقد انه افضل من الف من امثالها.
ابوعمار يمثل الرواية الفلسطينية المستمرة الثابتة، اضافة الى حقبة من النضال الوطني الذي تحول الى رمز لشعب ثائر يطالب بالحرية اسوة ببقية الشعوب، وهذا مناقض للفكر الصهيوني المعاصر الذي يريد اقصاء هذا الشعب وإلغاء روايته لتكريس للرواية الكاذبة «ارض بلا شعب لشعب بلا أرض».
• ما ردكم على تغيير الرؤية الصهيونية اليمينية الجديدة والتي عبر عنها ليبرمان بـ «تبادل الاراضي والسكان»؟
• نتنياهو وليبرمان وبينيت يريدون للكنيست أن تكون نقية من النواب العرب، توطئة لتكون هذه الارض نقية من العرب، وهذه الترجمة الحقيقية للمفهوم الجديد الذي يروج له ليبرمان ولاصطلاح «دولة يهودية»، بان يكون الحيز يهودياً وان يكون الوجود كله يهودياً، وإذا قدر للعرب ان يكونوا هنا وهناك، عليهم ان يكونوا خنوعين تابعين بلا حقوق او هوية.
بعد النكبة مباشرة كانت ملكية الأراضي الخاصة للعرب تزيد على 90 في المئة، اما اليوم فالنسبة اقل من 3 في المئة... وهذا يلخص قصة الارض والمصادرة بيننا وبين إسرائيل.
• ما مدى تأثيركم كنواب عرب وقائمة مشتركة على الحكومة اليمينية... وما اولوياتكم؟
- نحن نناضل في اللجان المختلفة في المجالات الاقتصادية وبعض القوانين والانجازات المالية، في الرياضة والثقافة.
وهناك من يحاول ان يتجمل علينا في الخطة الاقتصادية الإسرائيلية 922، وهذه الخطة خطتهم وليست خطتنا التي تتحدث عن 64 مليار شيكل لعشر سنوات. هم طرحوا 10 مليارات لخمس سنوات، هذا مبلغ قليل، وهم يحضرون لتمرير ميزانيات 2017 - 2018. ونحن بعيدون عما نريد.
والتحدي الثاني هو هذا السيل من القوانين العنصرية.
والتحدي الثالث تحريض نتنياهو علينا من منصة الحكومة والكنيست ومن ساحة ديزنغوف في تل ابيب، ويؤلب اليمين، لانه ثبت ان الهجوم على الجماهير والنواب العرب يكسب نتنياهو وامثاله نقاطاً، فمجال التنافس في كتلة الليكود وغيره من الاحزاب الصهيونية هو من يهاجمنا اكثر او ينقض علينا اكثر. من يكون عنصرياً وفاشياً اكثر ترتفع اسهمه في اليمين، لا و لن نتعود على ذلك ونواجه هذه الحملات ونبادر لردها وصدها لان هذا واجبنا.
نحن لا نريد طرد احد او ترحيل احد من داخل الخط الاخضر، لكن اذا قدر لأحد ان يرحل فالعدالة تقول ان من وصل اخيراً يرحل اولاً. نحن اصحاب البلد، والنكبة بكل ما تمثله من مرارة وكارثية لن تتكرر، وجيل اليوم من الفلسطينيين مختلف كلياً. نحن نناضل من اجل حقوقنا المدنية والوطنية وما زلنا بعيدين عنها.