باسيل: رغم قساوة المشهد... لسنا عنصريين

«otv» تعتذر عبر «الراي» للشعبين السوري واللبناني عن مقلب «هدي قلبك»

1 يناير 1970 05:55 م
أثارتْ الحلقة الأولى من الموسم الجديد من برنامج «هدي قلبك» التي عُرضت عبر شاشة الـ OTV ردود أفعال واسعة استنكرت ما جاء في الفقرة الأخيرة منها ولم توفّر إدارة القناة التابعة لحزب الرئيس اللبناني ميشال عون موافقتها على عرض البرنامج.

يُعنى «هدي قلبك» بالمقالب. وقد جاءت الفقرة الأخيرة من الحلقة متضمّنة مقلباً نُفذ بشخص من التابعية السورية وهنا كانت «شرارة» ما تحوّل «قضية» شغلت لبنان الإعلامي والشعبي واتُهم معها البرنامج والـ «او تي في» بـ «العنصرية» كما جاء في تعليق للإعلامية ديما صادق التي انتقدت ما اعتبرتْه «هذياناً وغثياناً سادياً عنصرياً مريضاً»، فيما ذهب الإعلامي فراس حاطوم إلى قول إن ما جرى عرْضه يستحقّ «أن يدخل موسوعة (غينيس) كأحقر فقرة في تاريخ الإعلام المرئي».

وكان فريق عمل البرنامج قام باستدراج شاب سوري يعمل أساساً في حلبة الكارتينغ (موقع المقلب) ليقود سيارة كارتينغ بحجة اختبار عملي له، وقد تمّ تسليمه سلاحاً حربياً قبل انطلاقته طالبين منه إيصاله إلى شخص ما ينتظره في المقلب الآخر من الحلبة، وعند انطلاقة الشاب تمّ نصب حاجز أمني وهمي طبعاً، وانتظروا مروره عليه، وهنا بدأ المقلب إذ جرى توقيف الشاب فور وصوله إلى الحاجز وطُلب إليه إبراز رخصة القيادة الخاصة به ورخصة السيارة (على حسب قولهم) قبل أن يعملوا على إخافته بأساليب وسيناريوات متعددة بينها إرغامه على الركوع ثم الانبطاح على الأرض قبل أمره بخلع ملابسه حيث بقي الشاب بالشورت فقط أمامهم.

وبعد ذلك أمره مقدم البرنامج بالركض وهو يحمل إحدى اللافتات واضعاً أيضاً عصا (فيها علم) داخل الشورت الذي بقي على جسده، ثم أمره لاحقاً بتكرار هذا الفعل وهو يهتف «بدنا خبز، ما في شغل ولهيك عمبضهر بسعر رخيص». وإذ يتفاجأ الشاب السوري بما يسمعه، يتوقف عن الحركة لتزداد أوامر مقدّم البرنامج، وصولاً إلى الطلب منه وضع مجسم بلاستيكي على رأسه وهو المجسّم الذي يوضع على الطرق أثناء تنفيذ الأشغال، طالباً إليه الركض حول المكان. وبعد هذا «الأمر»، أعلن مقدم البرنامج أنه يقوم بـ «مقلب» ليس أكثر قبل أن يعتذر من الشاب في النهاية.

«الراي» اتصلت بمقدم البرنامج مارسيل خضرا وبمدير البرامج في قناة OTV باتريك باسيل لمعرفة تعليقهما على ما تمَّ عرضه من جهة وأيضاً الانتقادات التي وجهت للبرنامج عموماً.

وفي هذا السياق قال باسيل: «المقلب قاسي شوي، ونحن نعتذر من الأشخاص الذين انزعجوا منه، لكن أريد تسجيل بعض المفارقات هنا. فنحن تفاجأنا بالذي حدث نتيجة هذه الحلقة وخصوصاً أنه تم عرضها قبل نحو شهر. ثانياً يجب ألا يأخذ هذا الموضوع منحى عنصرياً لأن لا علاقة لهوية الشاب بالمقلب».

وأضاف: «في المطلق، كان الأفضل أنه (بلا هال المقلب)، لكن تمَّ عرضه قبل نحو شهر، ولذا أتوجه للناس باعتذار وباستغراب أيضاً على ردود أفعالهم هذه. هناك أشخاص يوظفون هذا الموضوع في السياسة بطريقة سخيفة، ويجب أن يتوقف هذا التخبيص وخلط الأمور ببعضها البعض».

وتابع «ليس من المنطق إذلال الناس بهدف الإضحاك، لكن الشاب وهو المعني الأول والمباشر بالموضوع وافق على عرض الحلقة قبل بثّها. في المطلق كان مقلباً قاسياً وكان من الأفضل ألا يتم عرضه عبر الشاشة لكن جلّ مَن لا يخطئ. وأذكر هنا أننا منعنا عرض المقالب التي تسيء إلى الإنسان ولن تشاهدوها مجدداً عبر شاشتنا، وهذا قرار أكيد، لكن بالنسبة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات أخرى، فهذا سيُبحث خلال اجتماع الإدارة الأسبوع المقبل. فإدارة الـOTV سترى المناسب لها وستفعله».

أما مقدم البرنامج مارسيل خضرا فقال لـ «الراي»: «أنا متفاجئ من ردود الفعل هذه فقد مضى نحو شهر على عرض هذه الحلقة، ولا أعرف لماذا استفاقوا عليها الآن وأرادوا الإضاءة على مضمونها بهذه الطريقة».

وأضاف «يقال إنني شخص عنصري. وهنا اسمح لي بالتوضيح. قبل إقدامي على القيام بأي ضرب، أسأل عن الحالة الصحية للشخص وإذا كان يعاني أي إشكالات صحية، ثم أتأكد من هذا الموضوع، وهنا أبدأ بتنفيذ الضرب». لقد جاءنا هذا الشاب وقد دبّرنا له الضرب بعدما تأكدنا من أنه لا يعاني أي أمراض، وكل ما عرفتُه عنه أنه تلميذ. وبعد انتهاء التصوير كان من بين الموجودين شخص يعرفه فسأله: بعدك عم تروح على سورية؟ وهنا فقط علمتُ أن هذا الشاب هو سوري، فقلت له: هل تريد أن تعرض هذه الحلقة، (وإذا ما بدك بعملها cancel). فأجابني هو: (ما في مشكلة، إعرضها فأنا بحب إطلع على الـ TV ويمكن إكسب شهرة بسببها). لم أكن على علم أن الشاب هو سوري الهوية في البداية، وكيف أكون عنصرياً وهناك 4 سوريين يعملون ضمن فريق البرنامج؟».

وتابع «من جهة أخرى (أنا ما كمّلت) هذا الضرب أساساً. وقد تم تصويره قبل نحو عام، وهو مَن وافق على عرضه. وكل ما يُكتب حولي الآن خطأ. وقد وصلني عدد من التهديدات من لبنان وسورية بسبب كتابات الصحافي فراس حاطوم والإعلامية ديما صادق وهما اللذان أحمّلهما المسؤولية كاملة في حال تعرضي لأي أذى. والآن أنا بصدد طلب حماية أمنية لي (لأنو مش مضطر روح هيك كرمال حدا)، فلما كتب فراس وزادت معه ديما أثارا الناس ضدي».

وختم «في النهاية أقدم اعتذاري الكامل إلى الشعب السوري واللبناني أيضاً، ولكل شخص أكل ضرب مني فنحن نحاول إيصال الضحكة إلى الناس فقط».