جمال مبارك وفهد فرحان... «وجهان لعملة واحدة»

1 يناير 1970 01:35 ص
لا نبالغ عندما نقرّ بأن المدافع الدولي السابق جمال مبارك ارتكب جريمة في حق عشاق «الساحرة المستديرة» في العالم حين تلفظ قبل سنوات بعبارة «زيدان مو لاعب».

بالتأكيد لم تمر تلك العبارة مرور الكرام على عشاق اللعبة والفرنسي زين الدين زيدان الذي قاد منتخب بلاده الى التتويج بكأس العالم 1998 وكأس أمم أوروبا 2000 وكأس القارات 2001، الى جانب العديد من البطولات الاوروبية على مستوى الاندية التي شارك معها، وأبرزها ريال مدريد الاسباني الذي نقش اسمه في سجلاته عبر هدفه التاريخي في مرمى بايرن ليفركوزن الالماني في نهائي دوري ابطال اوروبا 2001.

تصريح متهور غير مدروس جاء من لاعب دولي يحمل سجله أكثر من 100 مباراة دولية، استفز به مشاعر الجماهير التي لم تسكت بل جاء ردها قاسيا وجارحا في كثير من الاحيان ضد «الجاملي».

حكاية جمال وزيدان تطورت حتى وصلت الى حد المواجهة الاعلامية بينهما، حين تعمد أحد عشاق زيدان دعوته خلال دورة الروضان الرمضانية، على حسابه الخاص، وبتكلفة عالية، ليضع النجم الذي وصف بالاسطورة في مواجهة «الجاملي» من خلال مباراة ودية قصيرة.

ولعل نظرة زيدان الى مبارك قبل المباراة تؤكد بأن «زيزو» كان يعلم بما قيل فيه.

«زيزو» لم يكن غاضباً بقدر ما كان مستغربا للامر كونه يحمل شهادات التقدير من أساطير اللعبة السابقين بأحقيته في التواجد بين اساطير اللعبة.

حكاية زيدان وجمال انتهت بمشهد كوميدي على صالة الشهيد فهد الأحمد في الدعية، واستمتعت به الجماهير خلال صيامها في شهر رمضان، وكان المستفيد الاول جمال نفسه الذي عاش لحظات جميلة في مواجهة اسطورة نطقت اسمه وسمحت له بالتقاط الصورة معها.

قبل أيام، ارتكب لاعب العربي السابق فهد فرحان «الجريمة» نفسها حين قال في أحد البرامج التلفزيونية، إن بدر المطوع «مو... نجم».

وقد حدا ذلك بمقدمي البرنامج الى إلغاء العديد من المحاور المتفق عليها في الحلقة، وكان جزء كبير منها مخصصا للاعب فهد فرحان الذي كان يستعد لاقامة مهرجان اعتزاله أمام «الكويت» في «دوري فيفا».الكل استغرب بل وصل الى حد المواجهة مع فهد فرحان الذي كان مصراً في قوله على عدم أحقية بدر المطوع بلقب «النجومية»، وتحدث وكأن «بدران» لاعب عادي لم يقدم أي شيء للقادسية ومنتخب الكويت.

فهد فرحان لم يختلف عن جمال مبارك، بل تفوق عليه خصوصا ان لا أحد يختلف على موهبة المطوع على المستوى المحلي والاقليمي والقاري، وثمة إجماع على أنه من أفضل ما أنجبت كرة القدم الكويتية بعد جاسم يعقوب وفيصل الدخيل، بل وصل الأمر الى حد مقارنته بهم من خلال الارقام التي سجلها في مسيرته. فهد فرحان ظلم نفسه قبل أن يظلم بدر، بل ظلم كرة القدم كلها، إذ لا يمكن لعاقل أن يلغي نجومية المطوع الذي فعل كل شيء في الملعب، وقاد القادسية الى البطولات التي منحته «الزعامة»، كما كانت مسيرته مع «الازرق» رائعة توجها بلقب «خليجي 20» في اليمن.

بدر المطوع قدم مسيرة احترافية جيدة مع فارس نجد «النصر السعودي»، ولولا ظروف عمله لكان النجم الاول في هذا النادي الجماهيري، ولعل الهدف الأخير الذي سجله في مرمى كاظمة وهو مصاب يختصر تاريخ هذا النجم الفريد.

تصريح فهد الذي يفتقد الى «الأهلية الكروية»، لم يمر مرور الكرام على الجماهير القدساوية والعرباوية نفسها والتي تولّت مهمة الدفاع عن تاريخ المطوع.

ويا ليت الامر توقف عند بدر فقط، بل وصل قصف فهد فرحان الى القدساوي فهد الانصاري نجم الاتحاد السعوي الذي نال الكلام نفسه. تناسى هذا اللاعب المغمور الذي لا يحمل سجله شيئا يذكر، أن الانصاري صنف كأفضل محترف غير سعودي يلعب في دوري عبداللطيف جميل، بل وصل الأمر الى المطالبة بشراء عقده للأبد، خوفاً من دخول الاندية المنافسة كالهلال والنصر والاهلي والشباب على الخط.

جمال مبارك وفهد فرحان... وجهان لعملة واحدة، مكتوب عليها «زيدان مو لاعب... وبدر المطوع مو نجم».