أستاذ طب الاطفال بكلية الطب في جامعة الكويت أكد أن معظم المصابين بالموسمية وH1N1 يشفون بلا علاج
خالد السعيد لـ«الراي»: بوادر الشكوى من الأنفلونزا تنذر بموسم صعب
| كتب عمر العلاس |
1 يناير 1970
05:24 ص
للإصابة بالفيروس الخلوي أعراض تشابه الأنفلونزا ولكنها أسوأ
الزيادة السريعة في وزن الطفل أول 6 أشهر ترتبط بأمراض مزمنة لاحقاً
كبار السن والحوامل والمصابون بأمراض مزمنة والمدخنون يجب أن يتلقوا تطعيم الأنفلونزا
كلام مغلوط القول بتأثير التطعيم ضد الأنفلونزا على مناعة الجسم
الالتهابات المتكررة عند الأطفال معظمها بسبب الحساسية لا نقص المناعة
علاج الحساسية بأدوية مقوية للمناعة يضر الطفل
مرض اليدين والرجلين والفم يقلق الوالدين ولكنه يشفى بلا علاج خلال أسبوع
وسائل التواصل لا تغني عن زيارة المريض للتشخيص ومعظم ما يكتب فيها غير صحيح
فيتامين A والحديد أهم فيتامينات ترفع المناعة لا فيتامين C كما هو شائع
تغذية الطفل عن طريق الرضاعة الصناعية أهم أسباب السمنة
فيتامين D الذي نحصل عليه من التعرض للشمس يخفف من الربو
لا ننصح بالتطعيمات التي لم تدخلها الدولة ضمن منظومة التطعيم
قرع أستاذ طب الاطفال بكلية الطب في جامعة الكويت الدكتور خالد السعيد ناقوس الخطر من موسم الشتاء الذي يدق الأبواب واصفا إياه بـ«الصعب» وفق المعطيات الحالية المتعلقة بتردد عدد كبير من الأطفال على المراكز الطبية للشكوى من أعراض الأنفلونزا والامراض الموسمية ذات الصلة بتغيير الاجواء إيذانا بدخول فصل الشتاء.
وكشف السعيد في لقاء مع «الراي» أن معظم المصابين بالانفلونزا الموسمية وفيروس H1N1 «يشفون من دون علاج»، مشددا على ضرورة أخذ تطعيم الانفلونزا وخصوصا كبار السن والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة والمدخنين.
وفي حين بين السعيد أن ما يثار عن تأثير تطعيم الانفلونزا على مناعة الجسم «كلام مغلوط لا عليه دليل»،و لفت إلى أن «معظم الالتهابات المتكررة عند الاطفال سببها الحساسية لا نقص المناعة»، معددا الكثير من المحاذير الطبية المتعلقة بضرر السلوكيات الدوائية على شاكلة علاج الحساسية بأدوية مقوية للمناعة والرضاعة الصناعية والخلط بين الفيروس الخلوي والانفلونزا، والاعتماد على معلومات وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للتشخيص، مسلطا الضوء على مرض اليدين والرجلين والفم وأكثر الامراض شيوعا لدى الاطفال في الكويت وذلك في سياق اللقاء التالي:
• كيف تقيم فترة بداية تغيير الجو ودخول فصل الشتاء من حيث علاقتها بالامراض؟
- إن تغيير الجو مع دخول فصل الشتاء بداية موسم الانفلونزا والبوادر تقول ان الموسم سيكون صعبا، لأننا بدأنا نرى مئات الحالات من الانفلونزا الموسمية، ولابد أن يعرف الناس الفرق بين 3 انواع من الانفلونزا وهي الموسيمية وH1N1 وانفلونزا B.
• وما الفرق بين الانواع الثلاثة؟
- الانفلونزا الموسمية وH1N1 هما في نفس الخطورة ولكن معظم المصابين بالانفلونزا الموسيمية وH1N1 يشفون دون علاج، ومع حصول نتيجة الفحص يكون الشخص قد شُفي بلا علاج.
أما الانفلونزا من النوع B فهناك دراسة تقول ان الانفلونزا الموسمية B هي أهم سبب لدخول الاطفال المستشفى، وفي هذا الشأن نلفت الانتباه الى ان الوقاية خير من العلاج، والتأكيد على أهمية أخذ تطعيم الانفلونزا حيث إن نسبة الوقاية من الانفلونزا تعادل 65 في المئة حسب الاحصائيات الاخيرة وهي نسبة جيدة.
• ما الفئات التي تنصح بأن تتلقى التطعيم؟
- ننصح بتطعيم كبار السن والحوامل خصوصا في أشهر الحمل الأخيرة والمصابين بالامراض المزمنة مثل السكر والربو والمدخنين والصغار من عمر 6 أشهر فما فوق، فضلا عن تطعيم الاطفال الذين في عمر أقل من 8 سنوات، وهؤلاء ننصحهم بأخذ جرعتين ان لم يكونوا قد أخذوا التطعيم السنة الماضية أما الاطفال الذين في عمر فوق 6 سنوات فيجب عليهم أخذ جرعة واحدة.
• هل أنفلونزا H1N1 بمثابة انفلونزا موسمية؟
- هذا الكلام صحيح مئة في المئة، فأنفلونزا H1N1 والأنفلونزا الموسمية لهما نفس الخطورة ويجب ان نحذر من إصابة كبار السن والحوامل والمدخنين ومن لديهم سمنة أو أمراض مزمنة، وتطعيم الانفلونزا المتوافر يحمي من الانفلونزا A وH1N1 وB.
• ألا يؤثر تطعيم الانفلونزا على المناعة؟
- هذا كلام مغلوط، حيث لا يوجد دليل على أن الطعم يؤدي الى مضاعفات أو يؤدي الى خلل في المناعة، بل الثابت انه يحمي وينقذ الحياة في بعض الاحيان.
• هناك امراض تتشابه مع الانفلونزا فهل يمكن تسليط الضوء عليها؟
- علينا أن نفرق بين الأنفلونزا والأعراض المشابهة للانفلونزا الناتجة عن الفيروس الخلوي الذي يصيب الرضع خصوصا من هم في عمر أقل من 6 أشهر وأعراضه تكون أسوأ من الانفلونزا، وللأسف لا تطعيم له، واذا كانت الام لديها طفل في عمر اقل من 6 أشهر ولديه أعراض الانفلونزا فيجب ان تراجع الطبيب في اسرع وقت لان هناك علاجات يمكن ان تخفف من ذلك.
• في العادة بعض الاطفال يعانون من كثرة المرض فهل هؤلاء لديهم نقص في المناعة؟
- الطفل الطبيعي يمكن ان يمرض مرة في الشهر، ومرضه يكون عبارة عن رشح أو التهاب في الاذن أو سعال أو نزلة معوية لكن لا يتعدى هذا، وهذا شيء طبيعي، لكن إذا كان الطفل لا يشفى بسهولة أو يحتاج إلى دخول المستشفى كلما مرض، فحينها نفكر في ضعف المناعة، و معظم الاطفال الذين لديهم التهابات متكررة ليس لديهم نقص في المناعة، ولكن لديهم انواع من الحساسية.
• كيف ترى الآثار التي يمكن ان تترتب على الخلط ما بين الانفلونزا والحساسية؟
- علاج الحساسية بأدوية مقوية للمناعة مضر، فإذا كان هناك طفل تم التشخيص بأن لديه التهابات متكررة وهو يعاني حساسية وأعطيته دواء يقوي المناعة لأنني شككت أن يكون عنده نقص فيها فهذا قد يضره ولا يفيده.
والطبيب هو من يحدد ذلك ويجب ان يكون لديه وعي حيث إن بعض الاطباء قد يكون ليس لديهم خبرة وعندما يرى طفلا لديه التهابات متكررة مباشرة يخبر أهله بأن الطفل لديه نقص في المناعة وهي في حقيقة الأمر حساسية، فنقص المناعة من أندر الانواع لدرجة أني لو أرى مئة طفل لديهم التهابات متكررة فقد يكون واحد من بينهم لديه نقص في المناعة و99 حساسية.
• من وجهة نظرك ما أسباب كثرة الأمراض عند الاطفال؟
- هناك عدة اسباب منها انتقال العدوى للطفل عند الذهاب الى الحضانة وتجمعات الاطفال، فالاشكالية ان الحضانات مرتع للامراض، فدخول الطفل الحضانة في الغالب يعني كثرة الامراض لكن مع كثرتها الآن أصبح الأمر صحيا بشكل قد يكون أفضل من السابق.
• من خلال تردد أطفال الحضانات والمدارس عليكم ماذا عن أكثر الامراض شيوعاً لديهم؟
- أكثر الامراض هي امراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي مثل النزلات المعوية وأمراض hand foot &mouth disease وهو مرض اليدين والرجلين والفم والذي تصاحبه حرارة عالية لمدة 3 الى 4 ايام ثم ظهور حبوب وطفح جلدي على الرجلين واليدين والفم ما يسبب عدم قدرة على الاكل والشرب ويسبب قلقا للوالدين، ويعتقدون خطأ انه مرض الجدري.
• وما علاج ذلك؟
- لا يحتاج الى علاج ويشفى الطفل منه بنفسه وهو من أكثر الامراض المنتشرة هذه الايام في الحضانات وفترة الشفاء منه أسبوع من دون أي علاجات.
• ما صحة ما يتم تناقله بارتباط التطعيمات ومرض التوحد؟
- هناك كلام منتشر في وسائل التواصل بأن التطعيمات مضرة ومن أعراضها التشجنات والتوحد لكن لا يوجد دليل على هذا، سواء مع تطعيم الحصبة أو أي تطعيمات أخرى، ويجب الالتزام بالتطعيمات الموجودة في جدول التطعيم الحكومي وبنفس الوقت لا ننصح بزيادة التطعيمات للامراض التي لم تقم الدولة بإدخالها أو إدراجها ضمن منظمومة التطعيم.
• ما التطعيمات غير المدرجة ضمن جدول تطعيمات وزارة الصحة؟
- من أهمها تطعيم الجدري وتطعيم النزلة المعوية وهما موجودان في القطاع الخاص لكن لا ننصح بهما إلا اذا ادرجا ضمن الجدول، حيث ما لم يدرجا في الجدول فهذا معناه ان الفائدة غالبا لم تثبت ولذا لا ننصح بهما.
• كيف ترى الاسباب التي تقود الى ارتفاع معدل السمنة بين الاطفال في الكويت؟
- الكويت من اكثر الدول التي تنتشر فيها السمنة بين الكبار والصغار، فالكويت تعتبر من اقل الدول التي تنتشر فيها الرضاعة الطبيعية، حيث تغذية الاطفال تتم عن طريق الرضاعة الصناعية والتي هي من اهم المشاكل التي تؤدي الى السمنة، فالرضاعة الصناعية وسهولة الحصول على الحليب لانه رخيص ومدعوم من الحكومة، يجعل الامهات يستخدمنه بكثرة وبكميات كبيرة ما يؤدي الى السمنة في الصغر والكبر، فالدراسات أثبتت ان هناك ما يسمى البرمجة، ففي أول 6 أشهر يتبرمج جسم الانسان، فإذا ثبت أن وزن الطفل اذا زاد زيادة سريعة جدا أول 6 اشهر فهذا يرتبط بمرض السكر والسمنة وارتفاع ضغط الدم لاحقا ولهذا نحرص على الرضاعة الطبيعة ومن لا تستطيع الرضاعة الطبيعية تستشير طبيب أطفال، بكميات الحليب المناسبة لتتجنب إصابة الطفل بالسمنة من البداية.
• ما الامراض غير الموسمية الشائعة عند الاطفال في الكويت؟
- الامراض الشائعة غير الموسمية في الكويت تشمل الربو او حساسية الجهاز التنفسي وتقريبا نستطيع ان نقول ان 50 في المئة من الاطفال في وقت من الأوقات يكون لديهم حساسية في الجهاز النفسي اما حساسية جيوب أنفية وإما حساسية صدر.
• وما سبب ذلك؟
- طبيعة الجو وحبوب اللقاح، فهما عاملان لهما دور كبير في الاصابة بالحساسية فضلا عن تغير المواسم والجينات والمورثات.
• هل لسرعة علاج تلك الامراض اهمية؟
- أهم شيء يجب ان يذكر ان علاج الربو عند الاطفال يؤدي الى حياة احسن لانه يمنع نزول الأكسجين لان نزوله يؤدي الى تأثيرات على المخ، فيجب اخذ العلاجات بالطريقة الصحيحة وعدم اللجوء الى الادوية التي لا تفيد مثل تحاميل البلغم او ادوية السعال او الادوية الشعبية التي لم يثبت عليها اي دليل والالتزام بالعلاجات التي توصف من الطبيب الواعي والخبير.
• يعاني الاطفال أحيانا من التشنج الحراري فهل يؤثر على خلايا المخ؟
- التشنج الحراري هو مرض يصيب الطفل عند ارتفاع درجة الحرارة عادة من عمر 6 أشهر الى عمر 5 سنوات وهو لا يؤثر على المخ، وليس له أي ضرر ولا يؤدي الى الصرع أو تلف المخ، لكن المشكلة تكمن في خوف والدي الطفل عليه أثناء فترة التشنج، ونؤكد ان التشخيص ان ثبت انه تشنج حراري فلا ضرر ولا خوف وسيشفى منه بعد عمر 5 سنوات.
• هل هذا النوع من التشنج يحدث مع ارتفاع درجة الحرارة فقط؟
- نعم، النوبة تحدث فقط مع ارتفاع درجة الحرارة ومن دون ارتفاع درجة الحرارة ان حدث تشنج فلا يعتبر تشنجا حراريا بل يعتبر شيئا آخر.
• هل يمكن الاعتماد على الفيتامينات لتفادي إصابة الطفل بالعدوى؟
- سؤال ممتاز، لكن ما الفيتامينات أو التغذية التي تؤدي الى تقوية مناعة الطفل؟ ثبت ان فيتامين A والحديد هما أهم الفيتامينات التي ترفع المناعة، وفي بعض الدول التي تكثر فيها الامراض المعدية يعطى الطفل حقن فيتامين أ للوقاية حيث ثبت علميا أن فيتامين A من أهم العوامل للوقاية وليس فيتامين C كما هو شائع.
• ما رأيك في نقص فيتامين D عند الاطفال في الكويت وما ينتج عنه من هشاشة عظام؟
- أكثر الدول ذات درجات الحرارة المرتفعة يعاني الناس فيها من نقص فيتامين D رغم أهميته للجسم والمناعة والعظام، وهناك دراسة حديثة تقول ان اخذ فيتامين D يخفف من الربو وهذا الفيتامين نحصل عليه طبيعياً من التعرض للشمس والتغذية، ولذا فالحليب بالكويت مضاف اليه فيتامين D بسبب عدم التعرض الكافي لاشعة الشمس لارتفاع درجة الحرارة خصوصاً في فصل الصيف، فالتوصيات الآن بالنسبة للاطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يجب ان ياخذوا فيتامين D من الولادة والذين يرضعون رضاعة صناعية اذا لم يشرب كمية تعادل لتر من الحليب فانهم يحتاجون الى فيتامين D وأكثر الاطفال لا يستطيعون شرب لتر فنضطر إلى إعطائهم فيتامين D.
• لماذا يرتفع معدل السكري بين الاطفال؟
- مرض السكر ذو علاقة بالجينات ونظام الحياة، وارتفعت نسبة السكر في الكويت ليس بين الاطفال فقط ولكن حتى بين الكبار لسببين وهما أولا وجود قابلية جينية موروثة والسبب الآخر نظام الحياة لجهة عدم الحركة والتغذية وكثرة السكر والدهون، ولذا يفترض على العوائل التي لديها مصاب بالسكر ان يتخدوا اجراءات احترازية لتحسين نوعية التغذية والابتعاد عن مسبباته.
• في ظل زيادة وسائل التواصل الاجتماعي هل يمكن الاستغناء عن زيارة الطبيب؟
- وسائل التواصل سلاح ذو حدين و معظم ما يكتب فيها من معلومات طبية غير صحيح وندعو الى ضرورة اخذ المعلومة من مصدرها، وزيارة المريض واستشارته لتشخيص ما يعاني منه الطفل ولا يمكن ان تغني عنها وسائل التواصل التي يمكن الاستفادة منها في المعلومات العامة لكن لا يمكن تشخيص الحالة عبرها.