هدفها تنمية قدرات المجتمعات الفقيرة في القارة السمراء والرقي بها

مساهمات الكويت في أفريقيا... رؤية اقتصادية بمقاربة إنسانية

1 يناير 1970 02:03 ص
التوجه الكويتي نحو أفريقيا مبعثه موقعها الإستراتيجي ومواردها الطبيعية الضخمة

بتوجيهات سامية قدم «الصندوق الكويتي» مليار دولار قروضاً ميسّرة للدول الأفريقية

ارتياح عربي وأفريقي للتوجه الكويتي واعتبار البلاد «شريكا رئيسيا للقارة والاتحاد الأفريقي»
كونا- انطلق الفكر الاستراتيجي المعاصر للكويت تجاه افريقيا من خلال رؤية اقتصادية امتزجت بمقاربة إنسانية تهدف الى تنمية قدرات المجتمعات الفقيرة بالقارة السمراء والرقي بها.

ولم يغب الشأن الافريقي عن السياسة الخارجية للكويت، وكانت افريقيا في محورها وقدمت العديد من المبادرات والمساهمات لتلك القارة السمراء من اجل معالجة المعوقات التي تعرقل عجلة التنمية في تحرك يظهر عمق العلاقات التاريخية التي تربط الكويت والدول الافريقية.

وظهر توجه الكويت للانفتاح على افريقيا واضحا خلال القمة العربية - الافريقية الثالثة التي استضافتها في نوفمبر 2013 تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار» ما أبرز التقارب الاستراتيجي مع افريقيا على أنه تقارب اقتصادي مغلف بنزعة إنسانية لا يمكن إنكارها. وأطلق سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد خلال القمة مبادرات اقتصادية كبرى لم تخل من أبعاد انسانية من أجل تلبية احتياجات الشعوب الأفريقية.

وفي ضوء ما تتمتع به القارة السمراء من موارد طبيعية ضخمة، اضافة الى موقع استراتيجي يجعلها محطة عبور استراتيجية بين الشرق والغرب بذلت دولة الكويت جهودها لتطبيق مبادرات سمو أمير البلاد من أجل ضخ الاستثمارات والنهوض بالتنمية في افريقيا.

ووجه سموه خلال قمة 2013 الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتقديم قروض ميسرة للدول الأفريقية بمبلغ مليار دولار على مدى خمس سنوات وكذلك استثمار وضمان الاستثمار بمبلغ مليار دولار في الدول الأفريقية مع التركيز على البنية التحتية بالتعاون والتنسيق مع البنك الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى.

وفي ما يخص جائزة السميط فإنه تم اعتماد يوم 22 نوفمبر الجاري موعدا لحفل تسليم الجائزة وذلك على هامش أعمال القمة العربية - الأفريقية الرابعة المقرر عقدها في غينيا الاستوائية في 23 نوفمبر تحت شعار «معا لتنمية مستدامة وتعاون اقتصادي».

وقوبلت جهود الكويت ومبادراتها بشعور كبير بالارتياح لدى كبار المسؤولين العرب والأفارقة وكل من جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الافريقي.

وأشاد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير احمد بن حلي بالدور المحوري والاساسي الذي قامت به القيادة الكويتية ممثلة بسمو الأمير خلال ترؤسها القمة العربية - الافريقية الثالثة. وقال بن حلي في تصريح صحافي ان لسمو أمير البلاد دورا مميزا ومشهودا في تنفيذ قرارات القمة العربية - الافريقية ميدانيا التي استضافتها الكويت في عام 2013.

كما أعربت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما عن تقديرها للدعم الكبير الذي تقدمه الكويت لأفريقيا والاتحاد الأفريقي خصوصا في مجالات البنى التحتية والاقتصاد والاستثمار. وقالت إن افتتاح المرحلة الأولى من المشروع الطبي يؤكد التزام سمو الأمير تجاه أفريقيا ودعمها في مختلف المجالات التنموية مشيرة إلى أن الكويت هي الشريك الرئيسي لأفريقيا والاتحاد الأفريقي.

وأكدت دولة الكويت في العديد من المناسبات أنها ستظل الداعم والمساند القوي للتنمية في أفريقيا سواء كانت من الكويت كدولة أو من المؤسسات التابعة للصندوق الكويتي للتنمية العربية والاقتصادية الذي يعتبر أفريقيا الساحة الكبرى والرئيسية لدعم المشاريع الاقتصادية.

كما شددت على أن أفريقيا هي العمق الاستراتيجي للعالم العربي مؤكدة أن علاقات الكويت بأفريقيا هي الأساس في تعزيز العلاقات العربية - الأفريقية.

ولم يتوقف الدعم الكويتي عند ذلك المستوى فحسب وإنما امتد الى الجمعيات الاغاثية والخيرية الكويتية ومنها الهلال الاحمر وبيت الزكاة والهيئة الخيرية العالمية الاسلامية وجمعية احياء التراث الاسلامي للمساعدة في احياء وتفعيل التعاون العربي - الافريقي.

كما تأسست عام 1981 «لجنة مسلمي ملاوي» إلا أن الحاجة كانت في ملاوي وفي غيرها فتم في عام 1984 تغيير الاسم إلى «لجنة مسلمي افريقيا»، وبمرور الوقت أعيد التفكير في الاسم لاسيما وأن برامج اللجنة التنموية ومساعداتها وصلت للمسلم وغير المسلم.

واختارت اللجنة اسم «جمعية العون المباشر» في عام 1999 وغدت مؤسسة كبيرة يستفيد الملايين من خدماتها الإنسانية والاجتماعية والصحية والتعليمية ومن مساجدها ومدارسها وآبارها ومشاريعها الخيرية المختلفة.

وتهدف الجمعية التي أسسها المرحوم الدكتور عبدالرحمن حمود السميط من خلال أنشطتها للقيام بأعمال التنمية للمجتمعات الأقل حظا مستهدفة بذلك الفئات الاجتماعية الأكثر احتياجا والمرضى والأيتام ومنكوبي الكوارث والمجاعات والقيام بكافة أنشطة البر والخير. وكل هذه المساعدات جعلت من الكويت عنوانا للانسانية والخير وللعطاء حول العالم.