حوار / «تخطيت الثمانين بعامين... لكنني أجد نفسي أنشط ممن هم في مثل سني»

عزت العلايلي لـ «الراي»: أنا في عد عكسي مع الحياة

1 يناير 1970 05:54 م
لا أكف عن التفاؤل... فبطن الأمة ولادة بالمبدعين أمام الكاميرا وخلفها
ثقُلت خطواته، لكن ذاكرة وصوت عزت العلايلي لم يتغيّرا... الفنان الطيب الدمث، ابن البلد الحقيقي الذي لم تتبدل حياته منذ التزم الفن. ويؤكد الفنان المخضرم كم كابد مع الأدوار المختلفة، خصوصاً الأعمال التي أجبرته الظروف على القيام بها، وهو لا ينكرها، لكنه يشير إلى أنه لو كانت أوضاعه طبيعية لرفضها.

«الراي» التقته لأكثر من ساعة، وأول سؤال له كان: كيف هي الهمّة؟ ليردّ بهدوء: عموماً مقبولة والحمد لله، ولا تنس أنني في عد عكسي مع الحياة بعدما تخطيت الثمانين بعامين، لكنني أجد نفسي أنشط قليلاً ممن هم في مثل سني، وبعفوية جرت مقادير الحوار والتفاصيل في ما يأتي:

• واضح أن العديد من الأسماء الكبيرة في مصر طرقت باب الثمانين، يوسف شعبان 85 عاماً، حسين فهمي وعادل إمام في الـ 77 عاماً؟

- طبعاً كلنا نكبر. وعندك حق هناك طاقم كبير جداً من الأسماء الأولى في مصر تقدّموا كثيراً في السن، ربنا يطوّل في أعمارهم ويدّيهم الصحة والعافية.

• مشوار طويل، واسم ثابت في أذهان عدة أجيال من العرب. ما الذي تحلم به أو تتمناه بعد؟

- شوف. طوال عمري لم تكن عندي رغبات كبيرة. عرفت دائماً كيف أقتنع بالمتوفر وأضخه بقدر كبير من الحب والصدق، وكنت أوفق في الوصول إلى أكبر قطاع من الناس، وما زلت.

• ربما كان أجمل ما كتب عنك أنك تشبه المصريين تماماً؟

- هذا يشرّفني. فلطالما وددت أن أنقل صورة المواطن المصري إلى الشاشتين والخشبة في كل مراحل حياتي الفنية.

• أكثر من 60 عاماً من العطاء، أين تتوقف؟

- كل عمل شاركت فيه يعنيني كثيراً وأعتبره جزءاً عزيزاً من نفسي، حتى الأعمال التي أعتبرها «مش ولا بد»، أتحمل مسؤولية القبول بها وتنفيذها. نعم مررت أحياناً ككل البشر في ظروف صعبة اضطرتني لقبول أعمال متوسطة المستوى، لكن الجمهور يغفر لي، لأنني قدمت علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية.

• صوّرت في العراق «القادسية» مع صلاح أبوسيف، وفي الجزائر «الطاحونة» مع أحمد راشدي، وفي بيروت «بيروت يا بيروت»، مع الراحل مارون بغدادي؟

- أنت تثير عندي لحظات نوستالجيا حميمة جداً. هذه أفلام شرفت بالعمل فيها مع مخرجين عرب كبار، وكان النجاح المدوي حليفها، وهذا زاد من زخم حضوري العربي بشكل كبير وعميق.

• فيلمك مع بغدادي، وصف بأنه تنبأ بالحرب اللبنانية. كيف كان شعورك أنت؟

- أبداً، هذه حقيقة لا يستطيع أحد تغييرها. كل ما جاء في الفيلم من أفكار ومواقف أشّر على انفجار كبير ينتظر لبنان، وهذا للأسف حصل.

• كم تتفاءل اليوم بالسينما العربية؟

- أنا لا أكف عن التفاؤل، فبطن الأمة ولاّدة بالمبدعين أمام وخلف الكاميرا.

•حضرت فيلم افتتاح قرطاج «زهرة حلب»، للتونسي رضا الباهي، كيف وجدته؟

- أحببت بساطته وعمقه، والحس الشعبي الذي ميّزه، وخلوّه من اللافتات والشعارات الخاوية.

• أنت في حال ترحال بين القاهرة والإسكندرية، ومناطق مصرية أخرى؟

- صحيح، لأني أحب بلدي وناسها، وأحب الاطمئنان عليهم دائماً.

• هل من مشاريع فنية هذه الأيام؟

- نسمع كثيراً ونرى قليلاً.