قبل الجراحة
العم أبو يوسف
| د. وليد التنيب |
1 يناير 1970
08:32 م
العم أبو يوسف من أكثر الشخصيات المحببة إلى قلبي، لصراحته المؤدبة ولخوفه على البلد وأبناء هذا البلد والأهم دفاعه عن المال العام.
عندما يحاورك يتمسك أشد التمسك بأدب الحوار حتى عندما يشتد النقاش.
أبو يوسف لديه موعد في أحد مستشفيات الدولة.
كعادته ومع كل مواعيده الطبية وغير الطبية ذهب مبكراً احتراماً للموعد.
جلس ينتظر موعداً للدخول للطبيب.
بعد حوالي ساعة من الانتظار جاء أحد الاشخاص.
ذهب للموظف المسؤول عن المواعيد وترتيب الدخول.
ناقشه بصوت عال.
أتى بعدها وجلس بالقرب من أبي يوسف.
أخذ هذا الشخص إحدى الصحف وبدأ بقراءتها من دون استخدام نظارة.
بعد أقل من عشر دقائق بدأ الحديث مع أبي يوسف شاكياً من سوء المعاملة...
استمع له أبو يوسف بكل اهتمام كعادته مع الجميع...
قال لأبي يوسف شاكياً ان لديه كارت اعاقة وهو متقاعد طبياً.
وأخرج الكارت ليريه لأبي يوسف.
وردد بما ان لدي كارت اعاقة فإنني يجب ألا أنتظر الدور.
فهذا الكارت يسمح لي بتخطي الجميع.
بعدها قام بكل عصبية واتجه لمسؤول المواعيد.
سأل أبو يوسف نفسه: إذا كان هذا الشخص قد سمعني وكلمني... فبالتأكيد ليس لديه إعاقة بالنطق أو السمع.
وإذا كان قد قرأ الصحيفة من دون استعمال نظارة... فبالتأكيد ليس لديه إعاقة بصرية.
وإن كان حاورني وتكلم معي فيبدو لي ان ليس لديه إعاقة عقلية.
و ان كان مشى امامي اكثر من مرة و حرك يديه وحرك قدميه فأكيد ليس لديه اعاقة حركية.
سألني بعدها أبو يوسف ماذا تعتقد سيحصل لهذا الشخص ولماذا فعل ذلك؟
أي لماذا أخذ كارت إعاقة وهو ليس معاقاً؟
لم أجب عليه وإنما جاءه الرد من التاريخ.
كان رد التاريخ صادماً لي ولأبي يوسف...
إن هذا الشخص يسعى لمنصب قيادي في البلد!
إنه يعمل لكي يكون قيادياً في المستقبل.
بلد يعبث وتنتهك قوانينه من أولاده.
الله المستعان...