«تمنيت لو أنهم كانوا يقودونه إلا أنهم كانوا وقوداً للتكسّب وقد دفعوا الثمن»

صالح الملا: الكثير من شباب «الحراك» أصدق من الرموز التي تريد أن تكون مصالحها «ماشية»

1 يناير 1970 10:59 م
الحراك وقع في أخطاء أدت إلى اضمحلاله بسبب بعض تصرفات من يقوده

مجلس 2009 من أروع المجالس لأنه سجل سابقة تاريخية باستجواب رئيس الوزراء
أرجع النائب السابق صالح الملا ما اعترى الحراك السياسي من اضمحلال إلى وقوعه في أخطاء «بسبب بعض التصرفات ممن يقوده»، واصفا الكثير من شباب الحراك بأنه «أصدق من كثير من الرموز»، التي رأى أن «الكثير منها يريد أن يضمن أن تكون مصالحه (ماشية)».

وإذ أعرب الملا في ندوة نظمها نادي العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في الكويت بالتعاون مع قائمة الوسط الديموقراطي في جامعة الخليج بمناسبة الاحتفال بذكرى صدور الدستور عن تمنيه «لو أن الشباب كانوا هم من يقود الحراك»، مبينا انهم «كانوا وقوداً لهذا التكسب وقد دفعوا ثمنه»، أكد أن «الدستور الكويتي لم يكن فضلاً أو منة من أحد»، إذ إنه «أتى بعد كفاح ونضال من قبل القوى الوطنية».

وعن الوصع السياسي الحالي، ذكر أن «الساحة السياسية تعيش في وضع سيئ جداً، وتمر هذه المناسبة كذكرى أليمة بعدما أصبح هذا الدستور حبراً على ورق»، مشيراً إلى أن «الشعب فرط بهذه الوثيقة من خلال ممارساته، وممارسات القوى السياسية، والمسؤولية الكبيرة تقع اليوم على عاتق جيل الشباب لإعادة الاعتبار لهذه الوثيقة». وقال الملا «إن هذا الدستور لم يأت بسهولة، بل أتى بعد تضحيات، ولذلك عندما نتذكر الدستور ونرى بعض الممارسات في الفترة الأخيرة من قبل الحكومة نتحسر ونحن نعلم أن هناك من ضحى لأجله، بل إن هناك شهداء للديموقراطية الكويتية».

وذكر «مفارقة عجيبة تتمثل في أنه عندما تتدخل الحكومة يستقر المجلس، أما إذا رفعت يدها وتركت المجلس بحسب اختيار الشعب فإنها لا تستطيع أن تحتمل أن يكمل مدته، كما كان في مجلس 1975 الذي شاركت فيه كل القوى الوطنية حتى المقاطعون ونتج عن ذلك مجلس من أقوى المجالس، وتم حله وعلقت مواد الدستور إلى أجل غير مسمى».

ولفت إلى أن «مجلس 2009 يعتبر من أروع المجالس وهو مجلس تاريخي لأنه سجل سابقة تاريخية باستجواب رئيس مجلس الوزراء ناصر المحمد بصعوده للمنصة ووصوله إلى جلسات عدم تعاون»، موضحا أن ذلك «مكسب للشعب الكويتي ولم يعد اليوم هناك حرج لاستجواب رئيس مجلس الوزراء، عندما نرى أن لديه مخالفات».

وتطرق الملا إلى ما عرف بـ«الحراك السياسي» مشيرا إلى انه «وقع في أخطاء أدت إلى اضمحلاله بسبب بعض التصرفات ممن يقوده»، لافتاً إلى أن «الكثير من شباب الحراك أصدق من كثير من الرموز، فالكثير منهم يريدون أن يضمنوا أن تكون مصالحهم (ماشية) إلا أن من يدفع الثمن هم الشباب»، مستدركاً بالقول «وددت لو أن الشباب هم من كانوا يقودون الحراك، إلا أنهم كانوا وقوداً لهذا التكسب وقد دفعوا ثمنه».

وفي شأن الاوضاع الحالية، قال الملا «من المفترض أن نعيد ترتيب أنفسنا وأولوياتنا ونتحرك، فهذا الوضع غير مقبول»، مؤكدا أن «المطلوب هو إعادة الأمور إلى نصابها، والاصلاح في كل دول العالم دربه طويل».

وأعرب عن تمنيه «أن تتغير العناصر الموجودة في المجلس إلى عناصر أفضل»، قائلا «لكنني لست متفائلاً، وهذه ليست دعوة إلى الإحباط بل يجب عليكم أن تعملوا من أجل الإصلاح وهي عملية ليست بالضرورة أن تكون داخل قبة البرلمان بل بالإمكان تحقيقها من خارجها بنوايا صادقة».