رسالتي
لسان للتأجير
| عبدالعزيز الفضلي |
1 يناير 1970
11:09 م
يستعين العديد من أصحاب النفوذ - مع اختلاف مناصبهم ومسمّياتهم - إلى مساعدين وأعوان وأُجراء، من أجل بسط نفوذهم في المؤسسات التي يتولون قيادتها، أو كسب الولاء والتأييد للبيئات المحيطة بهم.
ففرعون، رغم ما كان يملك من سلطة وقوة، إلا أنه كان لا يستغني عن السحرة والمشعوذين لتعزيز أركان حكمه وملكه.
وكثيرٌ من الملوك والسلاطين كان يُدعِّم سمعته ومكانته بمدح الشعراء والأدباء.
ومن الوسائل المؤثرة في عصرنا الحاضر: الوسائل الإعلامية باختلاف أنواعها، وما تملكه من تكنولوجيا حديثة تستطيع أن تُجمّل القبيح، وتُكثّر القليل، وتُبرز الحسن، وتُخفي العيب والنقص.
وأصبح لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من مثل: تويتر وفيس بوك وسناب شات... الخ، أثر بالغ ليس في تلميع فلان أو تشويه علّان فقط، وإنما في المساهمة وبشكل واضح في إسقاط حكومات كما حدث مع ما سمّي بالربيع العربي، أو تثبيتها كما شاهدنا باستخدام الرئيس التركي أردوغان لبرنامج «فيس تايم» في دعوة شعبه للنزول إلى الشوارع بعد وقت قصير من المحاولة الانقلابية، ما ساهم في إفشالها.
أقول عُرف في الماضي الشاعر الأجير والساحر الأجير، وفي عصرنا الحاضر أصبح لدينا «المغرّد الأجير».
ففي الكويت والخليج يعتبر برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر» من أكثر البرامج استخداما، وبعض «المغرّدين»، إما لمكانته السياسية أو الاجتماعية أو الإعلامية أو الدينية، أو لتميزه في ما يكتب من تغريدات، أو بسبب أسلوبه الساخر الذي يستهوي فئات من المجتمع أصبح لديهم متابعون تجاوز بعضهم الملايين.
والمشكلة التي نود لفت الانتباه لها هي في تحول بعض هؤلاء إلى أبواق إعلامية، يتم استئجارها من أجل تلميع شخص، أو الهجوم على آخر.
وقد لا يكون ذلك المغرد على قناعة تامة بما يكتب أو يقول، لكن الحرص على المكافأة المجزية يجعله ينسى كل المبادىء والقيم. مع الأجواء الانتخابية لم يعُدْ مستغربا، أن ترى المغرد الفلاني يُمجّد أحد المرشحين، بعد أن كان قبل فترة قصيرة جداً يهاجمه، ويُقلّل من شأنه. ولم نعُدْ نستغرب مهاجمة مغرد ما لمرشح آخر، بعد أن كان يُسطّر فيه الأبيات، وينظم من أجله القوافي! لا نعيب على أي شخص أو مغرد تغير موقفه من مرشح أو أي شخصية عامة بسبب قناعاته الشخصية، فهذه حرية لكل واحد. لكن المعيب أن يكون سبب التغير هو المال والمصالح الشخصية، والتي تُحوِّل الإنسان إلى بوق إعلامي مُستأجر، بعد أن كان صاحب قيم ومبادىء!
الثبات على المبدأ نعمة من الله، من حُرمها فليراجع نفسه، وليدعُ الله تعالى أن يرزقه إياها، ومن رُزِقها فليدع الله عز وجل أن يُثبّته عليها.
Twitter:@abdulaziz2002