| د. تركي العازمي |
لم يتبق سوى 13 يوماً فقط على موعد الانتخابات، وتكون قاعدة البيانات عن كل مرشح قد اكتملت، لتأتي ثقافة كل فرد في اختيار المرشح المناسب... ثقافة الله أعلم بها!
يردد كل فرد رشيد قول «ما يقدم من قوم إلا أخيارها»، وهو مستوحى من مثل عربي قديم نصه «لأمر ما يسود من يسود». ويعني أنه لا يسود الرجل قومه إلا بالاستحقاق.
فما هو معيار الاستحقاق لدى جموع الناخبين؟
ذكرت في مقال سابق، أن مجتمعنا أغلبه قبلي، وبالتالي فإن التفسيرالسائد لكلمة الاستحقاق، قد تكون مرتبطة بالجينات وصلة القربى والعلاقات، ولا تربطها بالاستحقاق أي صلة تذكر «في الغالب»، ولنا في مخرجات المجالس السابقة أمثلة حية. الاستحقاق يعني الجدارة والأهلية في قيادة القوم والوطن ومؤسساته بالنسبة للنائب، لأن طبيعة مهام النائب تتطلب امتلاكه الآتي:
درجة علمية «وليس بالضروري أن تكون دكتوراه».
درجة عالية من الثقافة والخبرة العملية في حقل الإدارة، لأن جل مشاكلنا سببها الفساد الإداري.
مفوه يستطيع التعبير وينتقي الكلمات بعناية ولديه القدرة في الإقناع ويقارع الحجة بالحجة (لجان المجلس والاجتماعات مع السلطة التنفيذية).
على درجة عالية من الرشد وحسن السيرة والسلوك.
وهناك كفاءة آخرى وهي إجادة اللغة الإنكليزية (لزوم الاجتماعات مع أعضاء برلمانات العالم? مراجعة بعض العقود الكبرى... إلخ).
السؤال الذي يردده البعض، هو: كيف نتحقق من كفاءة/جدارة المرشح، ومن يستطيع إقناع قاعدة الناخبين بذلك؟
لا أحد يستطيع إقناع من يشعر بأن الصوت هو لرد جميل أو لـ «نخوة» أو «حبة خشم»! ولا أحد يستطيع أن يقول في وجه الحضور، إن فلانا وعلانا لا يستحقان الترشيح، لأن الترشيح حق مطلق لكل فرد كويتي بصفة أصلية وقد بلغ الثلاثين عاماً ويجيد القراءة والكتابة، ولم يحكم عليه بقضية خيانة أمانة أو قضية مخلة بالشرف (شروط الترشيح)... فمهمة حسن الاختيار تحتاج إلى ترتيب من علية القوم. وأعتقد إن الإجراء الأسلم بأن تشكل لجنة محايدة تعاين السيرة الذاتية لكل مرشح وتعمل له مقابلة شخصية يسأل فيها عن جزئيات متعلقة بمهام وظيفة نائب أو بمناظرة تجمع المرشحين وتدار من قبل أطراف محايدة كما ذكرنا في مقال سابق.
اسأل نفسك وأستحلفك بالله الذي لا إله إلا هو: هل من ستصوت له يستحق الصوت؟
إذا كانت الإجابة بلا: فلماذا إذن ستصوت له؟
لن تنفعك الدوافع الآخرى ولن تستطيع إنقاذ البلد من مستنقع الفساد الإداري والتيه القيادي، ناهيك عن «الذمة الواسعة» التي قيل عنها، أكثر مما قاله مالك في الخمر. لذلك? لتكن البداية منك أيها الناخب وأيتها الناخبة، فقريبك الذي لا يملك المؤهلات سيكون شريكاً في ضياع الحقوق وفقدان المكتسبات وترك الحالة الاقتصادية والمنظومة الإدارية كما هي بل قد تزداد سوءاً.
ولنتذكر القول الدارج «ما يقدم من قوم إلا أخيارها». فمَنْ هم الأحق بالصوت من «ربعك»؟
إذا لم تجد فالأقرب... أو ممن تعرفه وتستطيع الاستعانة بصديق تثق برأيه وتتحقق منه شخصياً.
هذه نصيحتي. اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi