حوار / «منطقة الشرق الأوسط تنظر إلى الشكل الخارجي قبل المضمون»

مهرة اليعقوبي لـ «الراي»: ليس كل من ظهر على الشاشة... إعلامياً!

1 يناير 1970 02:39 م
الكويت بلد صانع للصحافة والإعلام... وداعم للإعلاميين في الماضي والحاضر

تقديم البرامج بالنسبة إليّ هواية وليس مهنة... والمهم «كيف تقول وليس ماذا تقول»

أنا مؤمنة بمقولة «إذا أردت النجاح إعلامياً فاذهب إلى الكويت واعمل فيها»

الاستخدام السلبي للمواقع الإعلامية جعل من الحمقى مشاهير يحاضرون في المنتديات الكبرى
«المهم للإعلامي ليس ماذا يقول... بل كيف يقول»!

هذه خلاصة تجربة الإعلامية الإماراتية مهرة اليعقوبي، التي ترى «أنه ليس كل من ظهر على شاشة التلفاز يصبح إعلامياً»، في إشارة إلى أن الإعلامي يجب أن يمتلك الموهبة أولاً، إلى جانب أدوات أخرى كي يحقق النجاح، منتقدةً نظرة دول الشرق الأوسط للإعلام «التي تُعنى بمظهر المذيع، أكثر من الجوهر الذي يقدمه»!

«الراي» التقت اليعقوبي التي تتبوأ منصب مديرة التدريب في قناة «سكاي نيوز عربية»، على الرغم من صغر سنها، والتي تجد جانباً من سعادتها في دعم الطلبة الطامحين إلى العمل في الإعلام، فأعربت عن أن تقديم البرامج موهبة وليست مهنة تقتات منها، كاشفةً عن أنها كانت أول فتاة تتخرج إعلاميةً في جامعة الشيخ زايد، وأول مذيعة إماراتية تعمل في قناة «أبوظبي»، وكانت أول إماراتية تقدّم نشرة أخبار رياضية، وهي إلى جانب أنها مديرة التدريب في قناة «سكاي نيوز عربية»، مسؤولة عن فقرة أسبوعية تخصّ «الفاشن».

اليعقوبي تابعت أن عملها كمديرة للتدريب يتمحور حول استقطاب مجموعة من طلبة الجامعات والمعاهد ممن يمتلكون مواهب في المجال الإعلامي، لتأهيلهم بصورة أكاديمية صحيحة للعمل في الميدان رسمياً، مشيرة إلى سعادتها بمجيئها إلى الكويت، ببرنامج تدريبي، وإقامتها مشروع «المذيع الزائر» بالتعاون مع جامعة الكويت، إذ اكتشفت العديد من الشابات والشباب الموهوبين إعلامياً والذين تتوقع لهم مستقبلاً باهراً.

وأشادت مهرة اليعقوبي بالكويت «لأنها بلد صانع للإعلام وداعم للإعلاميين ماضياً وحاضراً»، مردفةً أنها مؤمنة بمقولة «أنك إذا أردت النجاح إعلامياً فاذهب إلى الكويت واعمل فيها»، في حين تطرقت إلى عدد من القضايا بعضها يتعلق بنشاطها الشخصي، والآخر يلامس الإعلام بشكل عام... أما التفاصيل فنسردها في هذه السطور:

• هل لنا أن نتعرف أكثر على الإعلامية الإماراتية مهرة اليعقوبي؟

- إعلامية أعتبر التقديم موهبة، وليس مهنة أقتات منها، تخرجت في جامعة الشيخ زايد، وكنت أول طالبة تتخرج ومن ثمّ تعمل في قناة «أبوظبي»، كما كنت أول إعلامية إماراتية تقدم أخباراً رياضية في العام 2006 لمصلحة القناة ذاتها، واستمررت في تقديمي للرياضة مدة ستة أشهر، بعدها انتقلت للعمل في جهات حكومية مدة خمس سنوات، خلالها كانت لي إطلالات كعريفة حفلات لعدد من الفعاليات المتنوعة، لكنني عدت مجدداً إلى الإعلام من خلال عملي في قناة «سكاي نيوز عربية» مديرة للتدريب، بجانب مسؤوليتي عن فقرة «الفاشن» التي أقدمها بصورة ثقافية.

• وما الذي تقومين به تحديداً من خلال منصبك «مديرة التدريب»؟

- عملي يهدف إلى استقطاب طلبة الجامعات والمعاهد ممن لديهم مواهب في المجال الإعلامي، ثم أعمل على تدريبهم وتأهيلهم بصورة أكاديمية صحيحة، ليتم توظيفهم في «سكاي نيوز» أو أي قناة أخرى يرغبون فيها.

• مشروع التدريب بدأت جذوره من الإمارات، ومن ثمّ انتقلت إلى الكويت... حدثينا عن ذلك؟

- هذا صحيح، فأنا على يقين بمقولة «إن أردت الظهور إعلامياً اذهب إلى الكويت واعمل فيها». فالمشروع الذي أتكلم عنه انطلق من دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم مدّ جذوره إلى الكويت، هذا البلد الصانع للصحافة والإعلام والإعلاميين، لهذا قررتُ أن تكون محطتي الثانية هنا لنشر المشروع، وبعد التنسيق في هذا الشأن تمّ التعاون مع «جامعة الكويت» قسم الإعلام، ومن ثمّ حضرت إلى الكويت وأقمت دورة تكللت بالنجاح.

• من خلال تلك الدورة، هل لمستِ وجود كوادر إعلامية شابة كويتية لها مستقبل؟

- أقمتُ مسابقة بعنوان «المذيع الزائر» في جامعة الكويت، وبعد انتهائها واختيار الفائزين من اللجنة المتخصصة، تكفّلت قناة «سكاي نيوز عربية» بكل المصاريف لقدومهم إلى الإمارات والتدرُّب في القناة. وفعلاً، خلال تلك الفترة لمستُ وجود العديد من المواهب الشابة من الجنسين التي تبشّر بمستقبل إعلامي باهر، وفي الوقت نفسه لمستُ نوعاً من التقصير من ناحية دعمهم.

• هل سيكون هذا البرنامج التدريبي مقتصراً على الكويت من بعد الإمارات؟

- كلا، هناك خطط كي يكون البرنامج متوافراً في كل جامعات دول مجلس التعاون الخليجي في المستقبل القريب.

• ما مفهومك لمصطلح الإعلامي؟

- قبل كل شيء، الإعلامي الناجح بالنسبة إليّ «ليس المهم ماذا يقول، بل كيف يقول»، وبالتالي ليس كل من ظهر على شاشة التلفاز يعتبر إعلامياً، وهذا خطأ شائع يقع فيه الكثيرون، وللأسف كل شخص بات يلقّب نفسه بالإعلامي من دون أن يمتلك أدنى خلفية في الإعلام، ومن وجهة نظري لا يوجد من يمثّل مفهوم الإعلامي أفضل من الصحافي والمراسل، لأن الصحافي يمنح القارئ القصة بتفاصيلها وحذافيرها بصورة مميزة، والمراسل يوصل المعلومة بشكل صحيح للناس، أما المذيع فدوره فقط نقل المعلومة للمشاهد.

• لكن اليوم بات التركيز لدى أغلب من يطلّون على شاشة التلفاز على المظهر الخارجي قبل المضمون الداخلي؟

- هذا صحيح، فلم يعد هناك أحد قبيح بل الكل جميل، «والمستشفيات وعمليات التجميل شغّالة، والكل يبي يسوي نفسه حلو»، وفي مناظرة سريعة ترى في الدول الأوروبية أنهم لا يركزون على المظهر الخارجي مثلما يركّزون على المضمون، على عكس ما يحصل في دول الشرق الأوسط، وأهم ما في الموضوع في منطقتنا هو الشكل الخارجي، ثمّ يأتي المضمون والمحتوى بعد ذلك. لكن من وجهة نظري أن الناس باتوا يمتلكون ثقافة أكبر، وأصبحوا يمتلكون القدرة في الحكم على الإعلامي إن كان ناجحاً أو فاشلاً.

• ما رأيك في الإعلام الجديد... أقصد المواقع الإعلامية (السوشيال ميديا)؟

- هذا الإعلام الجديد سلبياته أكثر من إيجابياته، لكن ولكي نستخدمه بالصورة الصحيحة، يجب علينا أن نثقّف ونؤهّل جيل الشباب على كيفية التعامل معه واستغلاله بالطريقة المثلى.

• «لا تجعلوا من الحمقى مشاهير»... هل هناك اليوم حمقى هم فعلاً مشاهير؟

- لكي نكون واضحين، أنا لستُ ضد مبدأ الظهور في المواقع الإعلامية، وبصورة فكاهية لتحقيق الشهرة، لكن بشرط أن يتم إيصال رسالة هادفة وسامية، غير أنه - مع الأسف - هناك كثير من الناس أصبحوا مشاهير، ويقدّمون أموراً تافهة (من دون هدف أو رسالة أو معنى) ما يجعلهم يصلون إلى حدّ الحماقة فقط من أجل الظفر بالشهرة، ومع الأسف أيضاً أن المتابعين هم من جعلوا منهم مشاهير، حتى أصبحوا يُدعَون إلى منتديات وملتقيات كبيرة المستوى للتحدث عن أمور معينة تحتاج إلى مثقفين واعين، وبالمقابل نسوا الناس الذين يمتلكون إنجازات كبيرة في الإعلام.

• الطموحات لا تنتهي... لكن ما طموحك الأول؟

- أن أكون يوماً من الأيام مستشارة إعلامية للطلبة الشباب في الإمارات وخارجها أيضاً، وهو حلم بدأت فعلياً العمل عليه بشكل جدّي وفعلي.