| د. تركي العازمي |
أعجبت بنقاش طيب جمعني مع مجموعة من الشباب المتعطش إلى التغيير في طريقة اختيار المرشح لمجلس أمة 2016.
وأذكر إنني تلقيت سؤالا نصه: طيب ماذا يفعل نائب أو نائبان أو ثلاثة بين 50 نائباً؟
وكانت الإجابة سهلة ممتنعة... إن التغيير يبدأ من الناخب وعندما تختار النائب «المفوه» الملم بالواجبات الدستورية من رقابة وتشريع متسلحا بالعلم والخبرة في كثير من المجالات ويستطيع أن يعبر عن أفكاره وتطلعاته وتطلعات الناخبين، فإنك حينئذ تكون قد وضعت اللبنة الأولى للإصلاح.
إن «الفلوس» لا تشتري لك مستقبلاً ولا تصنع نائبا مصلحاً... ولا تستطيع من خلالها صناعة التاريخ.
أنا وأنت من نستطيع تحقيق المعادلة في اختيار المرشح «الصح» وأقصد بـ «الصح» من يمتلك حساً أخلاقياً، فالفجوة الموجودة سببها سوء الاختيار، ونحن من ساهمنا بذلك.
نريد أن نمكن الكفاءات من الوصول... فلو راجعنا سابق اختياراتنا لوجدنا السبب في عدم تطابق التوقعات التي تنقلها لنا برامج انتخابية صيغت إنشائيا بطريقة جميلة لكنها غير قابلة للتطبيق من جهة ولم تتم متابعتها من قبل قاعدة الناخبين من أوصلوا النائب إلى مجلس الأمة... وهذا محور التيه السياسي الذي نعيشه.
الأهم هنا، إننا نريد من يفهم النظام التعليمي ونقاط ضعفه ومن يفهم النظم التعليمية الناجحة والتي تم تطبيقها في دول الجوار.
فإيجاد التغيير في النظام التعليمي يساهم في توفير أرضية لترميم الثقافة الحالية.
والثابت إنك عندما تخرج طلبة على قدر من الثقافة (معرفة/قيم/معتقدات)، فإنك تضمن بعدها إمكانية توفير كل الخدمات المتاحة على نحو أفضل.
التغيير الثقافي يبدأ من التعليم... وتغيير النظام التعليمي يتحقق بعد تغيير تركيبتنا الأيديولوجية في اختيار من يمثلنا ويستطيع مناقشة التعليم بمختلف مراحله والعمل على إيجاد نظام جديد!
مشكلتنا في التعليم... فكثير من أحبتنا يتلقى التعليم ولا يحصد ثقافة صالحة وفي التعليم العام يدرس برامج تعليمية لا تتضمن مواد دراسية خاصة بالأخلاق والوطنية والحقوق والواجبات وغيرها من المواد المتعلقة بالقيم والمعتقدات التي تساهم في رسم ثقافة صالحة.
ولو عدنا إلى ما قبل الثورة التكنولوجية التي استغلها البعض بشكل مسيء لوجدناها تختلف شكلاً ومضموناً.
في السابق كنا نحترم الكبير ونعطف على الصغير... وكنا نفهم ماذا تعني لنا كلمة «أدب الحوار» ولم نلحظ تفسيرا سلبيا للنوايا التي لا يعلم بها سوى الله عز شأنه.
في السابق كانت ترى المشاريع النور... كنا ندرس العلم ونتلقى التربية في آن واحد.
في السابق كنا ننعم بخدمات تعليمية? صحية? مرورية? اجتماعية تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع الكويتي.
أما الآن... فما نشهده بعيد كل البعد عن القيم والمعتقدات الصالحة والتعليم والتربية والصحة والخدمات لا ترقى إلى توقعات المواطن والمقيم والسبب يعود لسوء اختياراتنا.
فهل بعد كل ما ذكرناه قد أبرز الجوانب المتعلقة في حسن الاختيار حتى على مستوى تعاملنا مع بعضنا البعض وتقبل الاختلاف في وجهات النظر... نتمنى ذلك والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi