نسخته الثانية عززت مكانة المدينة كمركزٍ رائدٍ وعرّفت العالم بمشهد التصميم المزدهر في الإمارات
«أسبوع دبي للتصميم»... حين يتعانق الإبداع والابتكار
| دبي - من محمد عبدالله |
1 يناير 1970
09:09 ص
لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم: نتطلع إلى إلهام شبابنا وإثراء مخيلاتهم وطموحاتهم وملكاتهم الإبداعية
محمد سعيد الشحّي: «أسبوع دبي للتصميم» منصة مثالية لتجمّع الصناعات الإبداعية
روان قشقوش: دبي باتت مصدر إلهام للمصممين على مستوى العالم
الأسبوع بات يشكل منصة حيوية سنوية لعرض أعمال المبدعين ودعم الجيل الصاعد من مواهب التصميم
أجندة وطموحات «أسبوع دبي للتصميم» تتماهى في حجمها وأهميتها مع روح المدينة
العالم بأسره كان مدعواً إلى رحلة استكشافية تتجاوز كل التوقعات وتكشف عن قوة دبي
«على أرض دبي ... يتعانق الإبداع والابتكار».
فأينما يممت وجهك في المدينة الساحرة التي لم تعد تتوقف يوماً عن مواصلة إدهاش العالم بكل جديد ومبتكر، والتي تثبت كل يوم أن صندوق الدهشة لا يزال حافلاً بالأسرار والمفاجآت، تجد شواهد الإبداع والابتكار سامقة.
ومنطلقاً من قاعدة تعزيز مكانة دبي كمركزٍ رائدٍ للتصميم، ولتعريف العالم بمشهد التصميم المزدهر في دولة الإمارات العربية المتحدة، جاء أسبوع دبي للتصميم هذا العام في دورته الثانية كأحد أهم وأحدث فعاليات التصميم الدولية وأكثرها طموحاً.
وحظي الأسبوع الذي أقيم بالشراكة مع «حي دبي للتصميم» (D3)، وتحت رعاية كريمة من الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون؛ الشريك الاستراتيجي للحدث، بدعم من كلٍّ من مجلس دبي للتصميم والأزياء، شركة أودي، مجموعة هواوي، و«سواروفسكي».
وكتجسيد أمثل للروح التشاركية في إمارة دبي، وفي انعكاس لرؤيتها العالمية، جاء أسبوع التصميم كحدث إقليمي ودولي بارز في نطاقه، مشتملاً في كنفه للمساحات العامة والخاصة، والثقافة والتعليم والترفيه، علاوةً على تناوله لتخصصات متعددة تتراوح بين التصميم الغرافيكي وتصميم المنتجات، مروراً بالعمارة والتصميم الصناعي. وأسهمت الجلسات الحوارية والكلمات الافتتاحية والعروض الأدائية وورش العمل التعليمية في إثراء النقاش المستمر حول مغزى التصميم بالنسبة إلى المنطقة والعالم.
وأضفى الأسبوع الذي استقطب في نسخته الثانية ما يزيد على 50 ألف زائر محلي وعالمي مزيداً من الألق والسحر إلى مدينة دبي في تفاعل ومشاركة مع المجتمع المحلي والزوار على حد سواء.
افتتحت الأسبوع الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون، قائلة: «تلعب إمارة دبي دوراً محورياً على الصعيد الإقليمي في إرساء أرضيّة متينة لحوار بنّاء عبر مختلف القطاعات الإبداعيّة. ويمثل أسبوع دبي للتصميم حافزاً قوياً لدعم هذه الأنشطة التفاعلية، فهو يجمع العديد من مدارس الفكر والمعرفة على مستوى قطاع التصميم من مختلف أنحاء العالم. وستتعاون هذه المجموعات معاً لاستعراض خلاصة أعمالها في دبي بهدف تجسيد العناصر الجمالية والفنية والمستقبلية من خلال التصميم. ونتطلع في أسبوع دبي للتصميم إلى تفعيل مشاركة جمهورنا في هذا الحوار المثمر، وإلهام شبابنا للانخراط في القطاعات الإبداعية وإثراء مخيلاتهم وطموحاتهم ومَلكاتهم الإبداعية كي يتمكنوا من الارتقاء بمكانة دبي كمركز عالمي رائد للابتكار والإبداع».
من جانبه، علق المدير التنفيذي للعمليات في «حي دبي للتصميم» (d3) محمد سعيد الشحّي، بالقول: «يسعدنا استضافة (أسبوع دبي للتصميم) للعام الثاني على التوالي. وبوصفه حدثاً كبيراً يحتفي بالتصميم من المنطقة والعالم، يعتبر (أسبوع دبي للتصميم) أصدق تجسيد لالتزام (حي دبي للتصميم) بتمكين دبي في طريقها نحو التحوّل لمركز عالمي رائد في قطّاع التصميم، فهو منصة مثالية لتجمّع الصناعات الإبداعية وانخراطها في عملية الخلق والإبداع».
وتضاعف حجم «أسبوع دبي للتصميم» هذا العام، ليغدو أكثر حيوية وتنوعاً عبر ما يزيد على الـ 150 فعالية عّمت أرجاء المدينة. ورسّخ «داون تاون ديزاين» موقعه كمعرض التصميم التجاري الوحيد في الشرق الأوسط الذي يتيح الفرصة أمام المتخصصين لاستكشاف أحدث الإبداعات في قطاع التصميم الأصلي عالي الجودة من شتى أنحاء العالم. وتضاعف عدد المشاركين في «معرض الخريجين العالمي» ثلاث مرات، وهو أكبر معرض لخريجي دراسات التصميم على مستوى العالم، ليقدم هذا العام 145 مشروعاً من 50 جامعة عالمية بينها تسع جامعات من المنطقة. وفي استجابة للفرص التعليمية التي يقدمها «أسبوع دبي للتصميم»، سجّل ما يزيد على 2500 طالب من 47 مدرسة وجامعة في الإمارات العربية المتحدة لحضور الفعاليات. واستكشف معرض «أبواب» ثيمة «الحواس البشرية» عبر أجنحة تصميم لست دول من المنطقة، الأمر الذي جعل منه منصة عالمية لمواهب التصميم الإقليمية.
وأعلنت شركة «أودي الشرق الأوسط» بالشراكة مع «حي دبي للتصميم» عن إطلاق النسخة الأولى من مسابقة التصميم بعنوان «جائزة أودي للابتكار»، حيث توجه الدعوة للمصممين في الشرق الأوسط لإبداع حلول تصميمية مبتكرة ضمن سياق «التغيير الإيجابي الملموس».
وشكل «أسبوع دبي للتصميم» لهذا العام الداعم الأساسي لمجتمع التصميم في مسيرة النمو والتطوّر والازدهار والنجاح بصفته منصة للمصممين وبرامج التصميم من المجتمعات المحلية والإقليمية، حيث رحب الحدث السنوي بالطاقات الكامنة لدى المصممين وأعمالهم، وقدمها لجمهور توّاق للاستكشاف والتفاعل عبر برنامج متنوع وغني من المعارض والتجهيزات الفنية والحوارات وورش العمل والفعاليات المرافقة.
وتماهت أجندة وطموحات «أسبوع دبي للتصميم» في حجمها وأهميتها مع روح المدينة التي انطلقت منها، حيث كان العالم بأسره مدعواً إلى رحلة استكشافية تتجاوز كل التوقعات وتكشف عن قوة دبي التي تدفعها دائماً إلى الأمام عبر المزج بين الخيال والابتكار. وتعليقاً على الحدث، صرحت مديرة البرمجة في «أسبوع دبي للتصميم» روان قشقوش: «بوصفها عاصمة جديدة سريعة النمو لقطاع التصميم العالمي، باتت دبي مصدر إلهام للمصممين على مستوى العالم. وفيها، يشكل «أسبوع دبي للتصميم» منصة حيوية لعرض أعمال المصممين ودعم الجيل الصاعد من مواهب التصميم».
خلال الأسبوع، تحولت مدينة دبي إلى خلية نحل تتضافر فيها جهود المتاجر والعلامات التجارية وصالات العرض والجامعات والمؤسسات، التي قدمت كل منها أنشطة ومعارض وأعمالاً تركيبية من شأنها الإبحار بالزوّار في رحلة استكشافية لمفاهيم وابتكارات التصميم عبر إعادة اكتشاف أحياء دبي المألوفة لديهم أو تلك الجديدة التي لم يعرفوها من قبل، كالتعرّف على قلب دبي الصناعيّ مع مبادرة «تصميم رأس الخور» (DRAK) في رأس الخور؛ والمشاهدة الحيّة لمراحل عمل الحرفيين في الاستديوهات المفتوحة في «حي دبي للتصميم» (d3)؛ أو التجوّل في «السركال أفنيو» ومنطقة القوز والانضمام لجولات الشوكولاتة وحضور حلقات بحثية عن علم الأحجار الكريمة وصناعة الآلات وغيرها؛ بالإضافة إلى عيش تجربة تسوّق فريدة عن أحدث ابتكارات التصميم في متاجر جميرا التخصصية.
«داون تاون ديزاين»
تم تنسيق معرض «داون تاون ديزاين» - الجانب التجاري لأسبوع التصميم - بما يضمن تعزيز تجربة الزوّار عبر تقديم مجموعة من العارضين وثيقي الارتباط بالسوق المحليّة، والتي ضمت هذا العام أكثر من 100 علامة تجارية من 28 دولة، اجتمعت معاً لتقديم أكثر المنتجات جودة وأصالة في عالم المفروشات والأقمشة ووحدات الإنارة والحمامات والمطابخ. هذا وكرّس المعرض جناحاً خاصاً بالديكور الداخلي الإيطالي الفخم من تقديم «وكالة التجارة الإيطالية»، بالإضافة إلى الشراكة مع ستةa أسابيع تصميم عالمية (أديس أبابا وبرشلونة وبيروت وريكيافيك وتايبيه)، حيث قدم كل منها مروحة من المواد والمهارات والتقنيات الصناعية والحرف اليدوية التي سلّطت الضوء على الخصوصية الثقافية لكل بلد مشارك.
وفي معرض الخريجين العالمي، اجتمعت 50 جامعة من 30 دولة حول العالم لتقديم الجيل القادم من الابتكارات، ويعود «معرض الخريجين العالمي» إلى فعاليات «أسبوع دبي للتصميم» كأكبر معرض من نوعه لخريجي جامعات التصميم على المستوى العالمي، ويعنى بتقديم أحدث الابتكارات والاختراعات والتقنيات التي من شأنها تشكيل مستقبلنا. وسلّط «معرض الخريجين العالمي» الذي أشرف على تقييمه بريندن ماكغيتريك الضوء على التصاميم التي تركز على التمكين والاستدامة والتواصل.
أما في معرض «أبواب» المكرّس لاستكشاف سرديات التصميم من بلدان مختلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، فقد عمل المصممون المشاركون فيه من كل من الجزائر والبحرين والهند والعراق وفلسطين ودولة الإمارات العربية المتحدة، على تصميم الأجنحة المشاركة استجابة لثيمة «الحواس البشرية». وتولى «المكتب الافتراضي»، الذي باشر أعماله أخيراً في الإمارات، مهمة التصميم الخارجي للأجنحة الست الموقتة لمعرض «أبواب»، والتي تم تشييدها لتأخذ الزائر في رحلة في التصميم من المنطقة.
«المدينة الأيقونية»
وقع الاختيار على مدينة القاهرة للمشاركة في مبادرة «المدينة الأيقونية» التي انطلقت العام 2015 كمعرض سنوي مرافق لفعاليات «أسبوع دبي للتصميم» يعنى باستشكاف مشهدي الثقافة والتصميم في إحدى مدن الشرق الأوسط كل عام. وفي هذا الإطار شكل معرض «القاهرة الآن! مدينة غير مكتملة» مظلة لتتبع مشهد التصميم الراهن في العاصمة المصرية، واحتفى بالابتكار والمواهب الشابة في قطاعات تصميم المنتج والغرافيك والأثاث والخطّ، بالإضافة للعمارة. وأشرف محمد الشاهد، وهو معماري وكاتب وباحث مستقل مقيم في القاهرة، على تقييم المعرض الذي استقى فكرته من مراحل الإنجاز المختلفة للمساكن المشيّدة بالطوب الأحمر، وقدمها عبر أعمال ما يزيد على 65 مهندسا معماريا ومصمما ورائد أعمال وفنانا مصريا.
تحدي المألوف
واستكشاف الابتكار
شكلّت الأعمال التركيبية التي يقدمها «أسبوع دبي للتصميم» مقاربة بصرية ساحرة ذات قسمات إبداعية غير تقليدية لمشهد التنوّع القائم في دبي، حيث تتخذ تلك الأعمال التي أبدعها نخبة من المصممين والفنانين والمعماريين المحليين والعالميين شكل تجهيزات فنية تفاعلية نحتية ومعمارية في أهم الفضاءات العمومية ضمن مدينة دبي، ومنها برج خليفة، الأطول في العالم؛ إذ كلّفت شركة «إعمار» كلاً من «استديو مستر وايت» (لبنان/الإمارات) و«ياسوكي موراكامي + وتانجينت» (لندن) بإضاءة برج خليفة كل ليلة أثناء انعقاد «أسبوع دبي للتصميم».
وبدورها احتفلت شركة «سواروفسكي» برعايتها «أسبوع دبي للتصميم» للمرة الأولى على طريقتها، عبر إزاحة الستار عن تجهيز فني خارجي بعنوان «هيكسالايت» كلّفت المصممة الإماراتية زينب الهاشمي لإبداعه، والذي يدعو الجمهور للتفاعل مع محيطهم عبر منظوراته المتلألئة والملوّنة.
حوارات وورش عمل
لم يكتف «أسبوع دبي للتصميم» بتحويل المدينة إلى معرض كبير لأحدث ابتكارات التصميم من الشرق الأوسط والعالم بأسره، بل قدم برنامجاً غنياً تضمن ثلاثين فعالية بين المحاضرات وورش العمل والخطابات والجلسات النقاشية، التي تخاطب في مجملها مختلف شرائح الزوّار من أخصائيين متمرسين في قطاع التصميم إلى الطلبة وعشاق التصميم، وحتى الأطفال.
وانطلقت فعاليات هذا البرنامج في «حي دبي للتصميم»(d3) مع كلمة افتتاحية للمعماري الإسباني سانتياغو كالاترافا الذي وضع نموذج الجناح الإماراتي في «إكسبو 2020»؛ وقدمت شركة «هواوي» سلسلة من ورش العمل التي تعنى باستكشاف الدور الكبير الذي يمكن للتصميم الغرافيكي والبيانات والرسوم الغرافيكية أن تلعبه كأدوات في السياقات الاجتماعية والسياسية والثقافية.
فيما قدم البروفيسور ياسر الششتاوي، قيّم الجناح الإماراتي في بينالي البندقية للعمارة، محاضرة تخصصية عن تنسيق المعارض المعمارية؛ واستضاف استديو «أوتوديسك ريميك» و«فيوجن 360» عدداً من ورش العمل حول أحدث برمجيات الطباعة ثلاثية الأبعاد والتي من شأنها مساعدة المصممين على خلق وتحسين منتجاتهم؛ وللمرة الأولى في دبي، قدمت «الكلية الملكية للفنون»، جامعة الفن والتصميم الرائدة على المستوى العالمي، ثلاث ورش عمل في التصميم هي ثمرة تعاون بناء بين «أسبوع دبي للتصميم» و«حي دبي للتصميم» (d3).