حوار / «واردٌ التفكير في الاعتزال والحجاب... والزواج مؤجَّل ولا أحب الرجل الذي يقيدني»
سوزان نجم الدين لـ «الراي»: فنانو سورية... دفعوا فاتورة الحرب
| القاهرة - من سهير عبدالحميد |
1 يناير 1970
12:16 م
«الشوق» مسلسلي المقبل يرصد معاناة المرأة السورية مع «داعش»... ومي زيادة حُلمي الفني
صوَّرنا فيلم «أنا وأنت وأبي وأمي» تحت الصواريخ في سورية... ومديرة مدرسة قُتلت بجوارنا
«الفنانون السوريون دفعوا فاتورة الحرب في سورية»!
هذا رأي الفنانة السورية سوزان نجم الدين، التي تشكو من «أن الدراما السورية لم تعد تُباع، وإذا بيعت يكون المقابل بخساً»، كاشفةً اللثام عن أنها والطاقم الفني لفيلمها الأخير «أنا وأنت وأبي وأمي»، الذي عُرض أخيراً في مصر، كانوا يصورون مشاهده تحت قصف الصواريخ على الأرض السورية.
«الراي» التقت نجم الدين التي ترى «أن العالمية تنطلق من الإغراق في المحلية»، مكملةً: «إذا كان عمر الشريف عالمياً، فإن يحيى الفخراني ونور الشريف وعادل إمام ويسرا عالميون أيضاً»، معتبرةً «أن الأهم هو قدرة الفنان على أن يوصل رسالته إلى أهل وطنه».
نجم الدين تطرقت إلى حياتها الخاصة، وانفصالها عن زوجها بسبب السياسة، وهو الأمر الذي تقول إنه تكرر في بيوت سورية كثيرة، وتحدثت عن شروطها في زوج المستقبل، كما ذكرت أن فكرة الحجاب تراودها، لكنها لا تعتزم ارتداءه إلا عندما تبلغ قمة التقوى.
• كيف كانت مشاركتك هذا العام في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي؟
- أنا سعيدة جداً بالمشاركة في هذا المهرجان العريق، وهي المرة الثانية التي أشارك فيها ضمن مسابقاته، حيث كانت المشاركة الأولى من خلال فيلم «قط وفأر»، وأنا أحب فكرة المهرجانات جداً، لأننا نحن الفنانين العرب لا نجتمع كثيراً، خصوصاً في ظل ظروف الوطن العربي الأخيرة، والمهرجانات هي الفرصة النادرة التي تجمعنا، حيث نجدد العلاقات ونتبادل الثقافة ونعمل على تجديد الحياة الفنية والشخصية.
• وكيف كانت ردود الفعل حول المشاركة السورية؟
- تعودنا على أجواء الحرب اليومية التي نعيشها، وأصبحنا نريد أن نحضر ونرجع كما كنا، لذلك كان الحضور السوري كبيراً، خصوصاً أن شعار المهرجان كان «السينما والمقاومة»، وسورية على رأس الدول التي تخوض معركة الوجود والمقاومة.
• حدثينا عن تجربة فيلم «أنا وأنت وأبي وأمي» وكواليس تصويره في سورية في ظل ظروف الحرب هناك؟
- فوجئتُ بالفيلم ومدى تأثيره، ولم أكن أعلم أنه سيؤثر فيّ شخصياً ومن رآه بهذا الشكل سهل ممتنع وبه كل التفاصيل التي عشناها كلنا في ظل هذه الظروف القاسية التي نمر بها كسوريين، نسيت أنني أمثل في الفيلم، وكنت أتفرج على وجع سوري لم يعد يهمني هل سيعجب الناس أم لا، أو سيشارك في مهرجانات أم لا، صدقته جداً لأنه صادق بداخلي جداً، فهو يتحدث عن عائلة سورية تعيش تحت وطأة الحرب ويحدث خلافات بين أفرادها في الآراء السياسية، وهذه الاختلافات أدت إلى انفصال زوجين بعد زواج دام عمراً طويلاً.
• جسدتِ شخصية امرأة أكبر عمراً وأم لشاب في الثلاثينات في حين تهرب فنانات من هذه النوعية من الأدوار. فما تعليقك؟
- لا أنظر إلى الأدوار بهذا المنطق، وستتعجبين عندما أُخبركِ بأن هناك انتقاداً وُجِّه إليَّ من جراء هذا الأمر، إذ وصفوني بأنني جريئة، وهذا أسعدني لأنني لاعبة لكل الأدوار والأعمار، فالمهم هو الرسالة التي يهدف الدور إلى توصيلها.
• كيف تم تصوير الفيلم تحت ظروف الحرب؟
- صورنا والصواريخ فوق رؤوسنا، وصاروخ قتل مديرة مدرسة في موقع التصوير الذي كنا نصور فيه، وعندما كنا نخرج للتصوير لم نكن نعلم إذا كنا سنعود إلى بيوتنا أم لا، بالإضافة إلى صعوبة الطقس والعواصف الثلجية.
• ما حقيقة تشابه دورك في الفيلم مع حياتك الشخصية وانفصالك عن زوجك بسبب الاختلافات السياسية؟
- حقيقي، هذا حدث بالفعل، فقد انفصلنا من جراء التباين في مواقفنا السياسية، وهو نفسه كان محور الفيلم، وقد تكرر الأمر ذاته في أكثر من عائلة. لكن أظل أنا وزوجي نحتفظ باحترام متبادل، وبيننا أولاد هم كل حياتي.
• كيف ترين دور السينما الآن في نقل ما يحدث على الأراضي السورية؟
- لها دور كبير في نقل حقيقة ما يحدث فعلياً على أرض سورية، ويجري تشويهه وتزييفه من قبل الإعلام، وواجب الفن أن يمارس دوره في مقاومة الحروب، وتصحيح أفكار الإعلام الخاطئ الذي من الممكن أن يرفع دولة ويسقط أخرى، فالفنان كلمته مهمة، ومن الممكن أن تجمع الناس أو تفرقهم.
• وكيف ترين محاسبة الفنان على رأيه السياسي؟
- حوسبنا كثيراً على مواقفنا السياسية، وسورية كلها حوسبت وليس الفنانون فقط، وعلى المستوى الفني لم تعد الأعمال السورية تباع، وإذا بيعت فبأسعار بخسة... فما دخل السياسة بالفن. عندما أتحدث عن سورية والحرب فأنا لا أتحدث في السياسة، بل أتحدث عن بلدي.
• البعض يرى أن تناول الأزمة السورية في الأعمال الفنية غير صحيح. فما تعليقك؟
- التناول الآن صحيح، ويُعتبر توثيقاً درامياً لأننا ننقل قصصاً إنسانية من واقع المواطن السوري الذي لا يزال يعيش على أرض سورية ولم يغادرها.
• حدثينا عن مسلسل «الشوق» الذي تستعدين لتصويره؟
- العمل هو بطولة جماعية وقصة حقيقة لناشطة ميدانية وطبيبة نسائية نكشف من خلالها معاناة الأسيرات السوريات لدى «داعش»، وبه قصص حب كثيرة وسيعرض في رمضان المقبل.
• ولماذا أنتِ قليلة الظهور على المستوى المصري؟
- السينما على قائمة أولوياتي في مصر في الفترة المقبلة، فبعد «قط وفأر»، لم أجد عرضاً مميزاً لي، وأنا لا يعنيني مجرد الظهور، فالمهم لدي أن أحقق شيئاً بقدر قيمتي الفنية والإنسانية.
• هل فكرة ارتداء الحجاب واردة في حياتك؟
- ممكن وفكرت فيه مرات عدة، لكن أنا حجابي داخلي والحمد لله علاقتي بربي جيدة جداً، ولا أؤذي أي شخص و أمارس ديني بأخلاقي وأصوم وأصلي وأؤدي الزكاة، وفي رأيي أن أي إنسانة لا بد ألا ترتدي الحجاب إلا إذا بلغت أعلى مرحلة من التقوى، وأن ترتديه عن اقتناع حتى لا تخلعه، وأنا شخصياً يوماً ما سأرتدي الحجاب ووقتها سأحتجب عن الدنيا كلها.
• وهل هناك مشروع للزواج في الوقت الحالي؟
- الارتباط غير وارد في الوقت الحالي، لا للزواج حالياً فأنا مرتاحة نفسياً.
• وما شروطك في الزوج المقبل؟
- أصبحت الشروط أصعب بعد تجربتي السابقة، فلا بد أن يكون من النوع السهل الممتنع، ومتفهماً لحياتي سواء كان فنياً أو من ناحية حياتي الشخصية، وأن يترك لي مساحة معقولة من الحرية، فأنا أرفض الرجل الذي يقيدني!
• كيف ترين دخول الفنان السوري والعربي السينما العالمية؟
- العالمية تنطلق من محليتي، وليس بالضرورة أن أكون متحدثة بالإنكليزية. فإذا كان عمر الشريف عالمياً، فأيضا نور الشريف ويحيى الفخراني وعادل إمام ويسرا فنانون عالميون، لأنهم أغرقوا في محليتهم، ووصلوا إلى كل الجاليات العربية في العالم، وأنا تلقيتُ عرضاً لفيلم في لوس أنجليس بطولة مطلقة، وهي شخصية امرأة عربية وزوجها يعيشان في أميركا ويعاملان الخادمة بشكل سيئ فرفضته لأنه يشوه صورة المرأة العربية والإسلام، فكان الاختيار بين أن أُسيء لنفسي وبلدي أو أخطو نحو العالمية، فاخترت وطني وأهلي.
• ما الشخصية التاريخية التي تتمنين تجسيدها؟
- مي زيادة، وجوليا دومنو، وكثيرات غيرهما.