رواق
نكدٌ على نكدٍ
| ريم الميع |
1 يناير 1970
02:27 م
تحذير قبل القراءة:
هذا المقال غير مخصص للنكديين إن كنت تشك في ارتفاع معدلات النكد لديك ننصحك بالتوقف عن القراءة هنا وعدم إكمال المقال.
***
هناك ارتباط وثيق بين السعادة والتطور تماماً مثل ارتباط الحروب بالدمار والنكد بالتخلف. بكل تأكيد
أكثر الشعوب تطوراً هي الشعوب التي ترتفع بها معدلات السعادة ربما يظن البعض أن المواطن سعيد لأنه يعيش في عالم متطور، لكن الواقع أنه تطور لأنه بحث عن سعادته، فالنكد لا يمكن أن يعمر إلا نكداً والحضارة تبنى بالسعادة.
ثمة مقولة عربية تقول إن «السعادة عقيمة أما المعاناة فهي الأب الشرعي للإبداع»، تمسك العرب بمقولاتهم فأبدعوا في صناعة الأزمات والحروب والدمار فهدموا كل ما بنوه في ماضيهم الذي لايزالون يتغزلون فيه يوم كنّا ويوم كانوا، ومازالوا يبدعون في صنع بؤر التوتر في كل مجال في حين عالج السعداء عقم سعادتهم فأنجبت حضارة.
ليس انحيازاً لأحد غير السعادة، ولاحظوا كيف نمارس سعادتنا في أروع صورها عندما نأمن أن ليس ثمة من يتربص بِنَا ويرصد هذه السعادة، وعندما يسألنا أحد في عز سعادتنا عنها نبدأ في التذمر خوفاً من حسد، فنصدر النكد حتى وإن كنّا وحدنا واستشعرنا سعادتنا نبدأ في التعوذ من إبليس والتمتمة خوفاً من هذه السعادة في حين نطمئن للنكد ونستمتع بأقصى حالات تعذيب الذات، ونرتاح لها معتقدين أنها ابتلاء في حين أن البلاء الحقيقي هو حالة الذعر التي تقترب من فوبيا السعادة التي يُصاب فيها المواطن العربي عموماً والخليجي خصوصاً والكويتي تحديداً المحروس المحسود «اسم الله عليه» يفضّل أن يصور حياته عبر اُسلوب الحلطمة إنها نكدٌ على نكدٍ ومثله يسعد لأنه غارق في النعم.
أكتب مقالي وأنا في حالة سعادة، ولو قرأتموها وأنا في حالة نكد فالظروف ستتغير والأمزجة ستتغير مثل الطقس، وعليه ليس النكد نتيجة للسعادة الرجيمة ولا عين الحاسد الحاقد ستترك كل النعم التي نبدع في إنكارها أكثر من إحصائها تقلب حالنا من سعادة إلى نكد وإن حصل والعياذ بالله اليوم فلن يتكرر غداً، تكرار السعادة يخلف سعادة ومع الوقت يبني حضارة.
حاربوا التخلف الذي يسكنكم بصورة نكد، فلا الانتخابات تطور شعباً سعيداً، ولا كل آليات ومعدات وأدوات التطور تبني من أمزجة خربة تقتات على الندب والشجب والحلطمة.
اسعدوا بارك الله فيكم...
اسعدوا تتطوروا ولا تخشوا في السعادة لومة لائم...
***
ملاحظة: إن كنت من الفئة النكدية وتجاهلت التحذير في أول المقال واستمررت في القراءة حتى هنا فلا داعي أن تنكد علينا يا رعاك الله تذكر فقط أن اليوم الجمعة وبعد غد الأحد ستعود إلى دوامك فذلك كافٍ للتنكيد عليك بعيد... بعيد عنا.
reemalmee@