ينطلق الإثنين لمد جسور التعارف والتعاون بين البلدين والكويت
المعرض التربوي الفرنسي - الألماني ... حضور للجامعات وأنشطة ثقافية وفنية
|?كتب خالد الشرقاوي?|
1 يناير 1970
09:08 ص
كشف السفيران الفرنسي كريستيان نخلة والألماني كارلفريد بيرغنر، عن إقامة الدورة الأولى للمعرض التربوي الثقافي الفرنسي الألماني، يومي الأحد والإثنين المقبلين بمجمع الراية، موضحين ان فعالياته ستكون متعددة ما بين حضور للجامعات من البلدين وأنشطة ثقافية وفنية، تعكس الثقافة والرصيد التاريخي المشترك.
وأشار السفيران عبر بيان مشترك إلى ان هذه الفعالية تهدف الى مد جسور التعارف والتعاون بين فرنسا وألمانيا من جهة، والكويت من جهة أخرى، لافتين إلى انه يمكن للزائر الكويتي أن يستفيد من تعدد الأنشطة، ويكتشف ألوان الثقافة، وتعدد الجامعات، وفنون التصوير والطبخ، وغيرها من البرامج الفريدة والنوعية.
وجاء في البيان المشترك «بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أخذت العلاقة بين فرنسا وألمانيا في تحسن مستمر، فبعد مرور خمس سنوات فقط على انتهاء الحرب، سعى وزير الخارجية الفرنسي السابق روبرت شومان إلى بناء علاقات وثيقة بين ألمانيا وفرنسا».
وأضاف ان «هذه الفكرة كانت آنذاك غير معقولة بالاستناد إلى التاريخ الدموي والعداوة التقليدية ما بين فرنسا وألمانيا، وضد كل التكهنات فقد تكللت مساعي شومان بالنجاح، حيث ألقى الرئيس الفرنسي الأسبق شارل دويغول، في سبتمبر 1962، خطابا ردد فيه عبارة (تحيا بون، تحيا ألمانيا، تحيا الصداقة الألمانية - الفرنسية)، وبعد مرور بضعة أشهر على ذلك صدق المستشار الاتحادي السابق كونراد أدينار والرئيس ديغول في 22 يناير 1963، على معاهدة الصداقة الفرنسية - الألمانية، أو ما يعرف باتفاقية الاليزيه، حيث اتفق الجانبان على العمل الوثيق في كل المجالات السياسية، وعلى وجه الخصوص السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية والسياسة الاقتصادية والمالية، وقد أخذت اللقاءات الدورية للقمة الألمانية - الفرنسية شكل مجلس وزراء ألماني - فرنسي».
وأضاف البيان «أثمرت تلك الصداقة المتينة بلورة فكرة مشروع العملة الأوروبية المشتركة (اليورو) في نهاية السبعينات، بالإضافة إلى أن التعاون الفرنسي - الألماني قد وضع حجر الأساس للاتحاد الأوروبي، حيث شكلت إزالة آثار الحرب نقطة البداية لهذا الاتحاد، وقد تم ذلك من خلال عدد كبير من المشاريع الثنائية والجماعية، ومنها على سبيل المثال مشروع تبادل الشباب بغية تأهيلهم وزيادة معارفهم، ومشروع قوات التدخل السريع الاوروبية، وكدلالة رمزية على متانة العلاقات ما بين البلدين فلا تزال عالقة على صفحات التاريخ الصورة الخالدة للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران والمستشار الألماني هيلموت كول، وهما يمشيان يدا بيد بجوار مقابر الجنود الذين سقطوا في الحرب العالمية. وهو ما يؤكد أنه بإمكان صداقة عميقة أن تحل محل عداوة دامت قرونا، حيث لا تزال معاهدة الإليزيه وبالرغم من مرور 53 سنة على توقيعها، تصف جوهر الشراكة الفرنسية - الألمانية ببعدها العالمي والأخلاقي، حيث صارت نمودجاً حياً يحتذى به في العلاقات الدولية».
وجاء في البيان «أثرت تلك العلاقات المتينة على تعزيز شراكة متميزة في عدة مجالات، منها صياغة كتاب تاريخ مدرسي مشترك، ولواء فرنسي - ألماني، والعديد من المؤسسات المعنية بالحوار والاندماج بين الشعبين، كمنظمة الشباب الألماني - الفرنسي (DFJW) وقناة تلفزيون ثنائية القومية (ARTE)، بالاضافة الى أن هناك ما يفوق الألفي اتفاق توأمة بين المدن الألمانية والفرنسية التي تساهم بعزم في تعزيز عمليات التبادل الاجتماعي والثقافي».
واعتبر أن «هذا التقارب ساهم في تعميق العلاقات الديبلوماسية والرؤى المشتركة والمتوافقة، ومن ذلك وجود السفارة الفرنسية والألمانية في دولة الكويت بالمبنى نفسه حيث يعكس حسن الجوار المكاني قوة ومتانة العلاقات الأخوية، ومن نتائج هذا التقارب اقامة العديد من الأنشطة المشتركة خصوصا الثقافية منها ولعل من أبرزها ومن خلال ما سبق، فقد بات مؤكدا قوة الصداقة والعلاقة الفرنسية - الألمانية، حيث لا يسعنا في الختام إلا أن نردد عبارة شارل ديغول (عاشت الصداقة الألمانية - الفرنسية)».