إضاءات / «مركز الشيخ جابر الثقافي»... حلمنا الذي تحقق

1 يناير 1970 12:25 م
تكون الكويت قد قطعت مسافات متميزة خلال مسيرتها الثقافية الطويلة، بفضل افتتاح مركز الشيخ جابر الثقافي صباح الاثنين الماضي، هذا الحدث الذي حظي برعاية وحضور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وأقيمت له مراسم احتفال تليق بهيبته ومكانته، المتوقعة على كافة الأصعدة المحلية والخليجية والعربية والعالمية.

وهو الإنجاز الثقافي المهم الذي يضاف إلى إنجازات الكويت العديدة في مختلف المجالات، وكان آخرها افتتاح استاد جابر الدولي، الذي حظي أيضا برعاية وحضور أميرنا المفدى، وأقيمت له احتفالية كانت ناجحة على كل المستويات.

وبعد هذا الاحتفال المهيب لمركز الشيخ جابر الثقافي... ستدشن الكويت إلى الساحة منجزا ثقافيا، سيساهم في التطوير المنشود، ووضع الكويت على قائمة الدول، التي تضع الثقافة والفنون في أولويات اهتماماتها، نظرا لما يتضمنه المركز من مساحة كافية لتضم دار الأوبرا وقاعات متعددة الاستخدامات، وغير ذلك من العناصر التي تؤدي إلى النهوض بالثقافة ليس في الكويت فقط ولكن في مختلف الدول الخليجية والعربية.

ومنذ وضع اللبنة الأولى لفكرة هذا المركز، وكانت أنظار وأذهان أبناء الكويت تترقب الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن الانتهاء من بناء وتشييد هذا الصرح الثقافي والفني العملاق، إلى أن جاء اليوم الذي تحقق فيه الأمل وها نحن نرى مركز الشيخ جابر الثقافي شامخا، بمبانيه المتميزة التي تشكل قفزة معمارية متطورة، ومكوناته الداخلية، التي تلبي كافة الأغراض المتعلقة بإقامة المؤتمرات والندوات والحفلات الفنية الراقية، والأمسيات الأدبية وخلافه.

فهذه هي الكويت التي تسعى جاهدة- منذ القدم- إلى أن تظهر في صورتها الثقافية المعبرة عن اهتمامها بالمجتمع وتفاعلها مع مستجدات الحياة، وحرصها على الثقافة بكل مشاربها ومنابعها وأشكالها، نراها الآن تجدد من نفسها، وتعمل على أن تكون على مستوى الحدث، من خلال التفكير القريب والبعيد في كل ما يخدم الثقافة والفكر والفنون.

فالمركز ليس مباني تحمل في معمارها روح الأصالة والمعاصرة معا وليس قاعات تستوعب الكثير من دروب الثقافة والفنون، ولكنه معنى يحمل في طياته الكثير من المدلولات التي تؤكد على انتهاج الكويت الطرق الثقافية والفنية الكفيلة من خلال تطوير العمل المنشود على أكمل وجه، وذلك منذ أن انطلقت الكويت في تنفيذ مشاريعها الثقافية ومنها مجلة «العربي» بكل ما تمثله من قيمة عربية وعالمية كبيرة، وكذلك إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مثل «عالم المعرفة» وعالم «الفكر»، و«ثقافات عالمية» وغيرها، تلك الإصدارات التي ساهمت في نشر الوعي الثقافي، في كافة أشكاله.

وأرى أن الكويت- بعد افتتاح مركز الشيخ جابر الثقافي- مقبلة على نهضة متميزة، ستؤدي إلى تحقيق الآمال المرجوة، والتفاعل البناء مع متطلبات العصر، كون هذا المركز الثقافي مجهزا بمختلف الإمكانيات التي تساهم في تأسيس البنية الثقافية والفنية التي تحتاجها الكويت في الوقت الراهن.

هكذا نحن نشعر بالفخر ونحن نرى الآمال تتحقق أمامنا، من أجل أن يكون مستقبل الكويت مبشرا بالخير والتطور المستمر، والحضور الفاعل في كل المحافل الدولية.

* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت

[email protected]