رواق
الغذاء
| ريم الميع |
1 يناير 1970
12:35 م
تابعت عن بُعد الافتتاح الرسمي الباهر لدار الأوبرا الكويتية بكثير من الإعجاب وأسئلة أكثر: متى سيفتتح هذا الصرح أبوابه لعامة الشعب؟ وكيف سيتعامل معه عامة الشعب؟ هل هناك برنامج موسم أوبرالي كامل؟ ما هي الفعاليات التي سيستضيفها؟ هل سيتم بيع تذاكر، أم سيكون الحضور مجانياً أم سيستخدم المبنى للاستخدام الرسمي بمعنى احتفالات للضيوف وكبار المسؤولين في المناسبات فقط؟
لا أعرف ان كان أحد يعرف أجوبة لهذه الأسئلة، ولكنني حاولت تخمين إجابتها بمقارنتها بتجارب مماثلة كالأوبرا السلطانية والأوبرا القطرية ودار الأوبرا المصرية طبعا ثم تراجعت لأن... الكويتي غير.
قارنتها بتجارب محلية مماثلة كفاعليات «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» و«دار التراث الإسلامي» في مركز اليرموك الثقافي، وكلاهما حضورهما مجاني وتجاربهما غير لأننا غير.
في التجربة الأولى أي تجربة المجلس الوطني كانت هناك مرحلة فاصلة هي ما قبل «السوشال ميديا»، وما بعده في الأولى حضور الفعاليات محدود على الموظفين وأسرهم ومعارفهم والكراسي الفارغة، وفي الثانية عليك الحضور مبكراً لتجد لك مكاناً ما يثبت أن الكويتي أول مَنْ يحضر إذا كان أول مَنْ يعلم.
وفي التجربة الثانية التي تفوقت على الأولى بسر واحد هو دقة المواعيد والالتزام بالوقت وغلق الأبواب عند بدء الفعالية، وبقاء المتأخرين في الخارج معاقبين بالمتابعة عبر الشاشات في حين كانت فعاليات التجربة الحكومية تتأخر في انتظار انتهاء المسؤول من ارتباطاته فيغادرها المواطن قبل بدئها لارتباطاته.
التجربتان وإن افتقرتا بتغذية معدة المواطن إلا أنهما ثريتان بغذاء الروح، ويمكن اعتبار الأولى مقبلات، والثانية طبقاً رئيسياً، ثم جاءت دار الأوبرا لتكمل الوجبة بطبق الحلو... حلو.
والأحلى أن القائمين على إدارة دار الأوبرا هم أنفسهم الذين أداروا حديقة الشهيد، وهي صرح لا يقل روعة عنها وإن كان افتتاحه متواضعاً مقارنة بما شهدناه وشاهدناه أمس.
ولأن التجربة بالتجربة تذكر نتذكر كيف كانت حديقة الشهيد خاوية على عروشها لعامين إلا من بعض ممارسي الرياضة وما أقلهم في الكويت حتى حصلت فيها نقلة نوعية نقلتها من الظلمات إلى النور الساطع الذي يكسر النظر فما عاد لك بقعة تسير فيها في الحديقة من شدة الزحام.
كيف صار ذلك؟
تم افتتاح مطاعم والكويتي قد يكون أكثر مواطن في العالم ارتياداً للمطاعم داخل الكويت وخارجها وصار هدف ارتياد الحديقة عكس هدف تشييدها.
وعليه ربما بدأت دار غذاء الروح أي الأوبرا من حيث انتهت تجربة غذاء الجسد أي الرياضة والتقيا بغذاء البطون وهو المطاعم التي أعلنت افتتاحها مع افتتاح دار الأوبرا.
وكله في الآخر غذاء في غذاء.
reemalmee@