حوار / مدير شؤون إفريقيا والشرق الأوسط في «الخارجية» الكورية الجنوبية قال إن بلاده تعد ثاني أكبر مستورد للنفط الكويتي والثالثة للغاز الطبيعي
سيوغ لـ«الراي»: كوريا الشمالية تستخدم رواتب عمالها في الكويت بتطوير الأسلحة النووية
| سيول - خالد الشرقاوي |
1 يناير 1970
09:09 ص
ندعم حصول الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن لإحلال السلام العالمي
كثير من الشركات الكورية فازت بعطاءات لمشاريع إنشائية في الكويت العام الماضي
الكويت تستضيف منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط في 6 نوفمبر المقبل
علاقاتنا مع الكويت تمر بأزهى مراحلها في ظل التقارب المميز بين البلدين
المشكلة السورية السبب الرئيس في تمدد الجماعات الإرهابية
الفساد وغياب العدالة والبطالة وراء انتشار العنف في الشرق الأوسط
الولايات المتحدة قدمت لنا مساعدات للحفاظ على حريتنا... وكوريا الشمالية تهدد بلادنا باستخدام القوة العسكرية
كشف المدير العام لشؤون افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية وون هي سيوغ
ان «بلاده لديها معلومات تفيد بأن هناك نحو 3 آلاف من الكوريين الشماليين يعملون في الكويت مجبرين من قبل حكومة بلادهم لاستخدام رواتبهم في تطوير الأسلحة النووية».
وذكر سيوغ في حوار أجرته معه «الراي» في العاصمة الكورية الجنوبية سيول ان «بلاده طلبت من الحكومة الكويتية التأكد من صحة معلومات تشير إلى ان كوريا الشمالية تستخدم رحلة الطيران الكورية الشمالية الشهرية للكويت في نقل الدولارات من الكويت لاكمال مشروعها النووي» مطالباً «بمنع هذا الرحلة من دخول الكويت واتخاذ الاجراءات المناسبة حيالها في حال ثبوت صحة هذه المعلومات».
وأكد سيوغ «دعم بلاده لترشيح الكويت للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن لأن ذلك سيسهم بشكل كبير في احلال السلام والأمن العالميين»، مشيراً إلى ان «حصول الكويت وأميرها على التكريم الأممى بتسميته قائد العمل الانساني واعتبارها مركزاً للعمل الانساني أفضل دليل على استحقاقها دعم الجميع في ترشحها لهذا المنصب».
وأعلن ان «الكويت ستستضيف منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط في دورته الثالثة عشرة خلال الفترة من 6 و7 نوفمبر المقبل بحضور كبار الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية في كلا البلدين»،لافتاً إلى أن«هذا المنتدى بدوراته المتعاقبة شكل حلقات أساسية في دراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين كوريا والوطن العربي، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالأمن والاستقرار في منطقتنا، والتعاون الاقتصادي، وبناء مستقبل أفضل للجميع».
وأضاف ان«علاقات بلاده مع الكويت تمر الآن بأزهى مراحلها في ظل التقارب والتواصل الشعبي المميز بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والتعليمية والسياحية، كما ان هناك حالة من التوافق بين البلدين حول العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الاقليمية والعالمية مما يعكس عمق التفاهم بينهما».
ورأى سيوغ ان «المشكلة السورية هي الأكبر حالياً في المنطقة وتعدد السبب الرئيس في تمدد هذه الجماعات الارهابية»، مضيفاً «نحن نشاهد حالياً الخلاف الأميركي - الروسي في شأن مستقبل سورية وبقاء النظام فيه وما زال الشعب يتعرض للقتل لذا نتمنى ان تصل هذه القوى إلى حل سريع لوقف معاناة الشعب السوري».
وذكر ان «بعض المؤسسات الدولية والخبراء أرجعت أسباب انتشار الارهاب في منطقة الشرق الأوسط إلى الفساد الإداري والقصور في أداء بعض الحكومات تجاه شعوبهم وعدم إعطائهم كافة حقوقهم ما يجعل بلادهم تربة خصبة لنشوء مثل هذه الجماعات المتطرفة نظراً لافتقارهم للعدالة الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع معدل البطالة في دولها».
وإلى نص الحوار:
• كيف ترى تطور العلاقات بين كوريا والكويت؟
- علاقاتنا مع الكويت وطيدة منذ زمن طويل، فشركاتنا الانشائية تعمل في الكويت وبقية دول الخليج منذ العام 1975 ومنذ بدء العلاقات الديبلوماسية بين بلدينا في العام 1979 تطورت أطر تعاوننا في كافة المجالات، وبعد تحرير الكويت من العدوان العراقي تم تأسيس سفارة الكويت لدى سيئول في نوفمبر 1992، وأصبحت العلاقات الثنائية بين بلدينا مثالاً طيباً للتعامل بين الدول،كما ان كوريا تعتبر ثاني أكبر مستورد للنفط الكويتي، وثالث أكبر مستورد للغاز الطبيعي أيضاً، والكثير من الشركات الكورية قد فازت بعطاءات لمشاريع انشائية في الكويت خلال العام الماضي حتى أصبحت بلادنا ثالث أكبر دولة تتعاون مع الكويت في مجال البناء والانشاءات.
وأرى ان علاقاتنا تمر حالياً بأزهى مراحلها في ظل التقارب والتواصل الشعبي المميز بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والتعليمية والسياحية وهو في رأيي أكثر ما يضيف لها ويقويها، كما ان هناك حالة من التوافق بين البلدين حول العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الاقليمية والعالمية ما يعكس عمق التفاهم بينهما، ونحن راضون جداً عن التقدم والتطور في علاقات التعاون الثنائية مع الكويت.
• ماذا عن الزيارات المتبادلة بين البلدين؟
- في العام الماضي زارت رئيسة كوريا بارك كون هيه دول خليجية عدة من بينها الكويت وفي مايو من هذا العام زار كوريا سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك حيث اجتمع مع رؤساء كبريات الشركات الكورية الجنوبية العاملة في الكويت، كما قام بزيارة مستشفى (سيفرنس) أحد أعرق المستشفيات الكورية، إضافة إلى اجتماعه مع رئيس وأعضاء جمعية الصداقة الكورية الكويتية في البرلمان الكوري حيث أثمرت الزيارة عن توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الصحة والتعليم والإنشاءات وتحديد الأطر المستقبلية للتعاون الثنائي في هذه المجالات، وقبل أسابيع استضافت العاصمة التايلندية اجتماعات الآسيان والتي التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء الكوري بسمو أمير الكويت.
ومن المقرر ان تستضيف الكويت يومي 6 و7 نوفمبر المقبل منتدى التعاون بين كوريا والشرق الاوسط في دورته الثالثة عشرة بحضور كبار الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية في كلا البلدين، وهذا المنتدى بدوراته المتعاقبة شكل حلقات أساسية في دراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين كوريا والوطن العربي، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالأمن والاستقرار في منطقتنا، والتعاون الاقتصادي، وبناء مستقبل أفضل للجميع.
وخلال السنوات الثلاث الماضية حقق سفير الكويت السابق في كوريا جاسم البديوي انجازات كبيرة وملموسة في سبيل تطوير العلاقات بين بلدينا وهاهو ينتقل الآن إلى بلجيكا، وتمت تسمية خليفة له وهو من أنشط السفراء الكويتيين والذي سيتسلم مهامه قريباً ونتمنى ان يعمل على متابعة تحقيق المزيد من الانجازات في سبيل تقوية علاقاتنا.
• كيف تنظر كوريا للأحداث التي تمر بها المنطقة العربية حالياً ؟
- في كل لقاءاتنا مع المسؤولين في المنطقة نتباحث فيما يحدث من أوضاع في المنطقة ككل، وبالأخص في موضوع تمدد التنظيمات الإرهابية، إلا انني أرى ان المشكلة السورية هي الأكبر حالياً وهي من تسببت في تمدد هذه الجماعات الإرهابية، فالنظام السوري يمارس القوة ضد شعبه وهذا ما تدينه كوريا ونتهم نظام الأسد بالتعدي على حقوق الانسان ونؤكد وقوفنا مع قرارات الأمم المتحدة، ونحن نشاهد حالياً الخلاف الأميركي - الروسي في شأن مستقبل سورية واستمرار بقاء النظام رغم الأعمال التي يتعرض لها الشعب السوري لذا نتمنى ان تصل هذه القوى إلى حل سريع لوقف معاناة الشعب السوري.
• هل تدعم كوريا ترشح الكويت لحصولها على مقعد غير دائم في مجلس الأمن ؟
- علاقاتنا بالكويت قوية جداً ونحن نقدر لها جميع نشاطاتها الانسانية في مختلف دول العالم وجهودها لإحلال السلام والسلم العالميين على المستويين الإقليمي والعالمي ونحن ندعم ترشحها للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن ونرى ان هذه الخطوة ستسهم بشكل كبير في احلال السلام في المنطقة.
ونرى ان تسمية سمو أمير الكويت قائداً للعمل الانساني واعتبار الكويت مركزاً للعمل الانساني أيضاً أفضل دليل على أحقيتها في دعم الجميع لترشحها لهذا المنصب.
• ماذا عن الخلاف بين الكوريتين، والاعتراضات الشمالية على المناورات التي تقومون بها مع الولايات المتحدة في المنطقة ؟
- ان أهم أولوياتنا في كوريا هو الشأن الأمني ونحن نشعر بأن كوريا الشمالية تهدد أمننا، ففي العام 1950 وبعد التحرر من الاستعمار الياباني حاولت كوريا الشمالية توحيد الكوريتين عن طريق غزوها كوريا الجنوبية حيث يحكمها الحزب الشيوعي وكان يتلقى دعمه وأسلحته من الصين والاتحاد السوفياتي في ذاك الوقت، ولذلك قدمت لنا الولايات المتحدة مساعدات لكي نستطيع الحفاظ على حريتنا، ووقعنا معها معاهدة للدفاع المشترك، وخلال السنوات الستين الماضية لا تزال كوريا الشمالية تهدد بلادنا باستخدام القوة العسكرية، ومن أجل تقوية دفاعاتنا نحن نقوم بتدريبات مشتركة مع الولايات المتحدة، وكما تعلمون ان كوريا الشمالية تطور حالياً من قدراتها النووية وهذا أيضاً يشكل تهديداً على شعوبنا والمنطقة ككل، وهذا ما جعل المجتمع الدولي يدين ما تقوم به كوريا الشمالية ويتخذ العقوبات بحقها.
ونأمل من الحكومة الكويتية منع رحلة الطيران الكورية الشمالية الشهرية من دخول الكويت، حيث وصلتنا معلومات تفيد بأنها تقوم بنقل الدولارات لكوريا لكي تستطيع إكمال مشروعها النووي، كما ان هناك نحو 3 آلاف من العمال الكوريين الشماليين الذين يعملون في الكويت والذين نعتقد انهم مجبرون من قبل حكومتهم على العمل وذلك لاستخدام نقودهم في تطوير الأسلحة النووية في بلادهم، ونحن طلبنا من الحكومة الكويتية التأكد من صحة هذه المعلومات واتخاذ الاجراءات المناسبة في حال ثبوت صحتها.
• تحدثتم عن الارهاب ومدى انتشاره، فهل عانت كوريا من هذه الآفة؟
- لم تشهد كوريا حوادث ارهاب كثيرة خلال السنوات العشر الماضية، لكننا عانينا منه خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي أثناء فترة الحرب بين الكوريتين وفي العام 1983 تم تفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية الكورية وكذلك كانت هناك محاولة لاغتيال الرئيس الخامس لكوريا خلال زيارته إلى ميانمار ما أسفر عن مقتل 21 شخصاً وإصابة 46 آخرين وقتل بعض الوزراء المرافقين للرئيس خلال هذا التفجير الارهابي، وكما تعلمون ان الارهاب بدأ بالتوسع وضرب العديد من الدول في العالم حالياً فمن آسيا إلى أوروبا وافريقيا وأميركا أيضاً لذا علينا جميعاً التعاون لوقف تمدد هذه الجماعات التي لن يسلم بلد منها.
والحكومة الكورية تتخذ إجراءات أمنية مشددة حتى لا يصل الارهاب لبلادنا، وبعض المؤسسات الدولية والخبراء أرجعت أسباب انتشار الارهاب في منطقة الشرق الأوسط إلى الفساد الإداري والقصور في أداء بعض الحكومات تجاه شعوبهم وعدم إعطائهم كافة حقوقهم ما يجعل بلادهم تربة خصبة لنشوء مثل هذه الجماعات المتطرفة نظراً لافتقارهم العدالة الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع معدل البطالة بينهم، ومن هنا نرى ان معالجة هذه الأسباب ستؤدي لوقف تمدد مثل تلك الحركات الارهابية.