تعالج قضايا المجتمع في دول التعاون
7 أفلام خليجية «تشرق»... في «الشارقة السينمائي للطفل»
| الشارقة - من شعبان السيد إبراهيم |
1 يناير 1970
05:24 ص
السينما المعالجة
للواقع الخليجي ... مرآة المستقبل!
مقولة تنطبق بامتياز على مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، المنعقد حالياً في إمارة الشارقة. فعلى الرغم من الصبغة الدولية للمهرجان التي مكنته من استقطاب ما يتجاوز 120 فيلماً من 33 دولة، فإنه ظل متمسكاً بانتمائه الخليجي، وهو الأمر الذي انعكس في إدراج سبعة أفلام تنتمي إلى ثلاث من دول مجلس التعاون الخليجي، في قائمة الأفلام المعروضة ضمن فعاليات المهرجان، وجميعها تعكس القضايا الحياتية في الواقع الخليجي، وتتحسس الطرق التي يفكر بها الخليجيون - خصوصاً الشباب والأطفال – في المستقبل.
ويحتضن المهرجان الذي تقدمه مؤسسة «فن»، تحت رعاية قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في دورته الرابعة التي تتواصل حتى 28 أكتوبر الجاري، الأفلام الخليجية السبعة موزعة على دولة الإمارات العربية المتحدة التي يمثلها فيلمان، بينما
تشارك المملكة العربية السعودية بأربعة أفلام، في حين تشارك مملكة البحرين بفيلم واحد، وقد تمحورت أحداث هذه الأفلام جميعاً حول حكايات مختلفة من واقع المجتمع الخليجي. وفي هذه الزاوية، أشادت مديرة مؤسسة «فن»، ومدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، بالتنوع الثقافي والفني الذي تحمله قائمة الأفلام الخليجية المشاركة في المهرجان، معربةً عن «أن هذه الأفلام تتصف بقدرتها على تصوير البيئة الخليجية، وما تختزنه من قصص واقعية أصيلة في المجتمع، كما تمتاز بقصص تنبض بالحياة، قادرة على التعبير عن طبيعة تفكير جيل الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي».
وتابعت القاسمي: «يمثل مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل منصة جيدة لعرض الإنتاجات الخليجية السينمائية، ونحن سعداء جداً بمجموعة الأفلام التي استقطبها المهرجان في دورته الرابعة، التي تترجم مدى الشغف السينمائي الذي يكتنف الشباب الخليجي». في هذا السياق قال بدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع: «يتميز العالم العربي بتاريخ طويل وحافل من الابتكار في العلوم والفنون. وفي حين نقوم اليوم بتوفير أحدث وسائل التكنولوجيا لأطفالنا، يتعين علينا أن ندرك الأثر القوي للفنون في حياتهم، وكيف تسهم في تكوين عالم أكثر ترابطاً وشمولية».
وواصل جعفر: «إن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل يقدم للأطفال منصة مهمة لتشجيع الابتكار وتبادل الأفكار وتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب»، ومُعبراً عن «أن شركة الهلال للمشاريع تفخر برعايتها مجدداً لهذا المهرجان الرائد، ونشيد كذلك بفناني منطقة الخليج ومساهماتهم في إنجاح المهرجان».
أما عن الأفلام السبعة، فيأتي في مقدمها فيلم «ميهودة»، من إنتاج 2015، للمخرجة الإماراتية مريم الزعابي التي قدمت من قبل فيلم «العودة»، كما شاركت في العام الماضي في استوديو الفيلم العربي. ويرصد الفيلم حياة فتاة صغيرة تُدعى ريم وتقضي معظم وقتها بصحبة جدها الضرير، وتُفاجَأ بعالمها يضطرب بعد إصابة شجرتها المفضلة بمرض يفقدها أوراقها، فتسعى ريم جاهدة إلى إنقاذها. في المقابل، تطل المخرجة الإماراتية عائشة الزعابي على جمهور المهرجان من خلال فيلمها «إلى بيتنا مع التحية» (2015) لتحكي لنا قصة فاطمة التي تتوق إلى العودة إلى بيتها القديم، لكن حدثاً ما يغيّر مجرى الأمور كاملة.
ومن الأفلام التي تمثل السعودية «أربع ألوان» الذي يقدمه المخرج السعودي توفيق الزايدي الفائز بجوائز عدة في المهرجانات السينمائية، ويروي فيه حكاية أربع فتيات يطلقن بالونات أحلامهن داخل الجامعة في بداية العام الدراسي ويرصد التحديات التي تواجه تطلعات هؤلاء الفتيات. وفي عرض أول داخل الإمارات، يقدم مهرجان الشارقة السينمائي للطفل، فيلم «ذاكرة ممتلئة» للمخرج محمد المريط الذي يجسد قصة حسن، الطفل الذي يقع ضحية الطلاق بين والديه، فهل ينجح في إحلال السلام بينهما؟ في حين يقدم المخرج السعودي رائد الشيخ فيلمه الكرتوني الكوميدي «شباب بوبكورن»، طارحاً من خلاله قضية التهاون في استخدام حزام الأمان في السيارة ومخاطر القيادة المتهورة. أما المخرج السعودي عبدالعزيز الشلاحي، الذي يبلغ رصيده 14 فيلماً روائياً قصيراً وتسعة أفلام وثائقية، فيركز في فيلمه الجديد «الكمان» (عرض أول في الإمارات) على الصراع الداخلي الذي يعيشه خالد، الذي يحاول التوفيق بين معتقداته الدينية وحياته الخاصة.
ويأتي دور الفيلم البحريني «ميتم» للمخرج هاشم شرف، ويطرح فيه معاناة طفل يتيم نزيل في أحد دور الأيتام، ويسعى إلى البحث عن وسيلة تساعده على النوم في الهزيع الأخير من الليل.
يُذكر أن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، يسعى إلى دعم المواهب السينمائية الشابة، وتمكن في دورته الرابعة من استقطاب مجموعة من الأسماء البارزة في الإخراج السينمائي من مختلف دول العالم، ليفتح المجال أمامهم للمنافسة على جوائز المهرجان ضمن فئاتها الثماني، وهي أفضل فيلم من صنع الأطفال، وأفضل فيلم طلابي، وأفضل فيلم إماراتي، وأفضل فيلم قصير من الخليج، وأفضل فيلم قصير عالمي، وأفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل فيلم روائي طويل.