مثقفون كويتيون وعرب أبّنوه في السفارة المصرية
فاروق شوشة... فارس اللغة العربية والشعر والإعلام
1 يناير 1970
11:39 ص
تحت رعاية السفير المصري لدى الكويت السفير ياسر عاطف، أقام المكتب الثقافي المصري أمسية لتأبين الشاعر المصري الكبير الراحل فاروق شوشة، والذي يعد أحد حراس جمال اللغة العربية، كما أشار الدكتور نبيل بهجت المستشار الثقافي في كلمته في افتتاح الأمسية، موضحا أنه يعتبر نفسه، مع أجيال عدة ممن درسوا على يد شوشة عبر برامجه الإذاعية والثقافية المؤثرة في تشكيل الوعي بجمال اللغة العربية وبالقيم الثقافية.
شارك في الندوة - التي أدارها الكاتب الصحافي محمود حربي - العديد من المثقفين والإعلاميين من مصر والكويت، وبينهم من زامل شوشة في العمل في الإذاعة، مثل الإعلامية الكويتية أمل عبدالله، والكاتب المسرحي الكويتي عبدالعزيز السريع والإعلامي محبوب العبدالله، بالإضافة إلى الدكتور أيمن بكر، أستاذ النقد في جامعة الخليج.
وعادت الإعلامية عبدالله بذاكرتها للعام 1964 التي تروي أنه جاء فيه للإذاعة آنذاك شاب ضحكوك الوجه ذو عينان لماعتان يفيض منهما بريق شاعري، وبصحبته شاب يافع طويل القامة ذو تقاطيع حادة تنم عن الجدية، عرفنا لاحقا أن الأول هو الإذاعي الشاب شوشة، والثاني هو إسلام فارس مخرج الدراما الإذاعية.
من ناحيته، تحدث السريع عن علاقة الصداقة الوطيدة التي جمعته بشوشة، وتوقف عند عدد من المحطات التي بدأت العام 1964 واستمرت على مدى 50 عاما وحتى وفاة شوشة. وأوضح أن مكتب شوشة كان ملتقى لعدد من الإعلاميين والكتاب الشباب، كما أنه كان رفيقا في زيارات شوشة للشاعر بدر شاكر السياب في المستشفى خلال فترة مرضه وحتى وفاته في الكويت. كما أشار أن مسرح الخليج كان يصدر دورية بعنوان «الكلمة» كان شوشة ينشر فيها بعض قصائده بين الآن والآخر.
وتطرق إلى ما كتبه شوشة عن تلك المرحلة بقوله «ووجدتني وأنا الملاصق لهذا الرعيل الشاب سنا ووعيا وتواصلا وخبرة وحميمية أنغمس في حواراتهم واصغى إلى الطرقات الأولى على باب المستقبل من خلالهم. منصور المنصور وعبدالرحمن الهادي وعبدالعزيز السريع وصقر الرشود وسالم الفقعان وعبد العزيز الفهد وسليمان الشطي ومحمد الفايز وعبدالله خلف وخالد سعود الزيد ومنى طالب ومحبوب العبدالله وغيرهم».
وتحدث السريع عن الجهود الكبيرة التي بذلها شوشة في إعداد معجم الشعراء الذي صدر عن مكتبة البابطين خلال تولي السريع الأمانة العامة للمكتبة، إضافة إلى جهوده المشهودة في مجامع اللغة العربية.
واشار العبدالله إلى معرفته بشوشة التي سبقت وصوله للكويت، حيث تعرف إليه في مكتب الملحق الإعلامي بالسفارة الكويتية في القاهرة عبدالله الرومي.
وتحدث عن الكيفية التي شجع بها شوشة الشباب من إذاعيي الكويت خلال فترة عمله في إذاعة الكويت، واشار إلى عدد من البرامج التي قدمها في الإذاعة في تلك الفترة إضافة إلى أنه سجل بصوته وأدائه الجميل مذكرات بحار للشاعر محمد الفايز للإذاعة. كما تطرق إلى كتاب «لغتنا الجميلة» الذي نشرته مجلة «العربي» في سلسلة «كتاب العربي» عام 2003.
وتحدث بكر قائلاً: «لغتنا الجميلة هي أكثر عبارة أذكر بها صوت فاروق شوشة وهي ليست عبارة في ذاكرتي بقدر ما هي مفتاح لعالم كامل كانت الإذاعة ببرامجها المتنوعة تؤثر به في وعي جيل كامل، ويبدو اليوم أن هذا في طريقه للانحسار التام بوفاة شوشة».
واضاف أن شوشة بدأ برنامجه «لغتنا الجميلة» بعد عام واحد من صدور ديوانه الأول «إلى مسافرة»، وهو ما يشير إلى أن مشروعه كشاعر لم ينفصل عن مشروعه كإعلامي مهتم بحراسة وصيانة اللغة العربية. وبعدها تفرغ لبرنامج الإذاعي قبل أن يعود لإصدار ديوانه الثاني «العيون المحترقة» عام 1972.
وتابع: «وفاء شوشة إذن للعمل الإذاعي المرتبط باللغة وجمالياتها كان موازيا لحضوره كشاعر منذ البداية ولعلنا لا نبالغ إن قلنا أن هذا الحضور الإذاعي المحمل برسالة واضحة في ذهن شوشة قد تغلب على حضوره كشاعر، ساعده في ذلك صوته الرخيم العميق ونطقه السليم».
وأشار بكر إلى برنامج شوشة «امسية ثقافية» الذي قدم فيه حوارات مع أهم القامات الأدبية العربية والمصرية.