نائب وزير الخارجية أكد أن تشريعات الكويت متقدمة في مكافحة تمويل الإرهاب مع الاستعداد لتطويرها
«الخارجية»: متيقّظون لـ «داعش» ونتوقع كل شيء من هذا التنظيم الإرهابي
|?كتب أحمد زكريا وحمد العازمي?|
1 يناير 1970
11:20 ص
خالد الجارالله:
قطعنا شوطاً كبيراً في تشريعات ضبط التبرعات والأعمال الخيرية لضمان عدم ذهابها إلى التنظيمات الإرهابية
- العلاقات الخليجية - المصرية قوية وعميقة ومسألة الجنيه يحكمها السوق المصري وأوضاع الأشقاء الاقتصادية
- عارعن الصحة اتهامنا بقيادة حملة لمنع انتخاب عون رئيسا للبنان فنحن على مسافة واحدة من الجميع
- لا وساطة كويتية - عمانية لإنهاء الأزمة اليمنية مع استعدادنا لدعم جهود إنهاء الحرب في اليمن
- نهنئ أشقاءنا في العراق على انتصاراتهم ضد «داعش» ونتطلع لرؤية الموصل محررة
ردت الكويت على دعوات تنظيم الدولة الإرهابي «داعش» التي أطلقها في الموصل لعناصره للتوجه نحو البصرة ومن ثم الحدود الكويتية، ردت بأنها جاهزة ومستعدة لموجهته، مؤكدة أنها تتوقع كل شيء من هذا التنظيم الارهابي.
وقال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله «نحن على اتم الاستعداد ونسعى ان نكون على جهوزية كاملة لمواجهة اي تطورات سلبية قد تحصل في المنطقة كتداعيات ما يحصل في الموصل التي نتمنى ان نراها محررة» مشددا على «دعم الأشقاء في العراق لتحرير الموصل، ونهنئهم على ما تم تحقيقه بهذا الانتصار ونتطلع الى مزيد من الانتصارات، ولكن في الوقت نفسه علينا ان نكون حذرين ويقظين من اي تطورات سلبية قد تحصل».
وأكد الجارالله، في تصريحات للصحافيين على هامش افتتاح اعمال الاجتماع السادس لمجموعة مكافحة تمويل داعش المنبثقة من الاجتماع الوزاري لدول التحالف الدولي ضد التنظيم، أكد أن «التشريعات والقوانين الكويتية المتعلقة بمكافحة تمويل الارهاب متقدمة، مع التأكيد في الوقت ذاته على ان ثمة استعدادا لتطويرها والنقاش مع الأصدقاء والأشقاء بما يعزز هذه التشريعات».
وأضاف ان «الكويت وضعت أسسا وقواعد لتجفيف مصادر تمويل الارهاب وذلك من خلال سن كل التشريعات والقوانين اللازمة التي تساهم في ضبط واحكام السيطرة على هذه العملية لضمان عدم تسربها الى المنظمات الإرهابية التي تعصف بأمن واستقرار المنطقة والعالم»، مضيفا «هذا لا يعني ان نتوقف،لانه لا يزال امامنا الكثير لننجزه في اطارهذا الجهد والاحكام على عملية عدم وصول الاموال الى التنظيمات الارهابية».
وقال الجارالله ان «الكويت قطعت شوطاً كبيراً جداً في وضع التشريعات اللازمة التي تحكم عملية جمع التبرعات والأعمال الخيرية لضمان عدم ذهابها الى تلك التنظيمات الإرهابية»، مضيفا «ان هناك تنسيقا وتعاونا على مستوى كل اجهزة الدولة لضبط هذه العملية، بالاضافة الى تنسيق آخرعلى مستوى دول المنطقة والعالم».
وجدد الجارالله تأكيده في هذا السياق على ان «الكويت لديها تشريعات متقدمة في شأن مكافحة ورصد تمويل الاٍرهاب»، مضيفا «نحن على استعداد لتطويرها والنقاش مع الاصدقاء والاشقاء بما يعزز هذه التشريعات بان تحكم السيطرة على تلك الاموال ومنع وصولها الى التنظيمات».
وحول دعوة أحد المسؤولين الاميركيين للكويت وقطر لبذل جهود اكثر في مسألة جمع التبرعات، ذكر أنه «لا يزال امامنا الكثير، ولكن نشعر بالارتياح لتلك الإجراءات التي اتخذت وما حققناه في هذا الشأن، ونحن على استعداد للتعاون مع كل الدول في هذا المؤتمر الذي يأتي في اطار هذه الجهود والمساعي لاحكام السيطرة على هذه الاموال».
وفي تعليقه حول ما أثير من تغيير في السياسات الخارجية الخليجية تجاه مصر خصوصا بعد انهيار الجنيه المصري،أكد الجارالله عمق وقوة العلاقات الخليجية - المصرية التي وصفها بالراسخة. ولفت إلى أن «العملة المصرية يحكمها السوق المصري والأوضاع الاقتصادية. ونتطلع دائما الى دعم الاشقاء في مصر وتعزيز الاقتصاد المصري وهذا نهج لن تتوقف عنه دول مجلس التعاون الخليجي في دعم مصر وتعزيز اقتصادها للحفاظ على أمنها واستقرارها»، معلقا على ما يثار عن وجود أزمة سياسية بين دول الخليج ومصر بالقول «هذه الأزمة في الصحافة فقط».
وعما تناقلته بعض المواقع اللبنانية من ان الكويت تقود حملة ضد ترشح العماد ميشال عون لرئاسة لبنان، نفى الجارالله بشدة هذه الأخبار التي وصفها بأنها «عارية عن الصحة»، مؤكداً ان «الكويت تقف على مسافة متساوية من الأطراف اللبنانية في لبنان من جهة، ولم تكن الكويت في يوم من الأيام متبعة لنهج التدخل في الشؤون الداخلية للدول الآخرى على الإطلاق».
وتابع في السياق نفسه «منذ ان اسس صاحب السمو هذه القواعد الديبلوماسية الكويتية كنا دائما نتشرب من سموه عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والحرص على كسب الأصدقاء وهذا نهج لن نتخلى عنه وسنواصل العمل به، وبالتالي ننفي نفيا قطعا ان تكون الكويت قد تدخلت أو تنوي التدخل في الشؤون الداخلية للأشقاء في لبنان لدعم جهة على حساب جهة اخرى».
وحول آخر التطورات بشأن الملف اليمني، قال ان «المبعوث الدولي يبذل جهود ولديه تفاؤل بإمكانية الوصول الي توافق معين وحل معين، ولا زالت دول المنطقة تبذل جهودا، ولم نفقد الأمل على الإطلاق في الوصول لحل». وعما اثير عن وجود وساطة كويتية - عمانية لإنهاء الأزمة اليمنية، نفى الجارالله وجود وساطة كويتية، واكد ان «الكويت دائما على استعداد لدعم الجهود الهادفة لوضع حد لهذه الحرب في اليمن».
وردا على سؤال حول ما تحدث به وزير الخارجية التونسي من ان الكويت على استعداد لمواصلة جهودها للحوار في هذا الملف، أكد ان «الكويت على استعداد دائم لمواصلة جهودها وحريصة كل الحرص على ان يتحقق التوافق والحوار بين الاشقاء في اليمن».
وأكد ان «دول مجلس التعاون مازالت لديها ثقة وامل في الوصول الى حل سياسي في هذا الصراع ينهي معاناة أبناء الشعب اليمني الشقيق ويضع حدا له ونتمنى ان تتواصل جهود المبعوث الدولي وأن تتواصل الاتصالات على مستوى المنطقة وان نستمر في جهودنا بوقف هذا الصراع الدامي في اليمن الشقيق».
وحول ما يحدث في مضيق باب المندب وما يتردد حول تهديدات للملاحة، علق الجارالله بالقول «هذا الأمر بعيد عنا»، لكنه استدرك مردفاً «نشعر بالقلق لأي تهديدات في المنطقة خصوصا في ظل وجود مصالح دولية في هذه المنطقة الحيوية من العالم». وفي الملف السوري والخلافات الروسية - الأميركية، قال ان «الخلاف يتمثل في رؤية البلدين حول كيفية معالجة الوضع في حلب، ونتمنى ان يزول هذا الاحتقان، لان استمرار هذا الاحتقان والاختلاف سيدفع ثمنه بكل أسف الشعب السوري الشقيق».
وحول الحوار الاستراتيجي الكويتي - الاميركي الذي انطلق يوم الجمعة الماضي قال الجار الله «ما تم هو تدشين للحوار الاستراتيجي وهو متواصل ومتشعب وشامل ونحن ننظر بتفاؤل لهذا الحوار ونعتقد أن مواصلتنا لهذا الحوار تخدم في النهاية علاقتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وتخدم مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة». وأضاف «في مثل هذا الوقت من العام المقبل سيعقد في الكويت، والى ذلك الوقت ستكون هناك اجتماعات لفرق العمل للدخول في التفاصيل المتعلقة بهذا الحوار».
وكان الجارالله قد بين في الكلمة التي ألقاها في افتتاح اعمال الاجتماع السادس لمجموعة مكافحة تمويل «داعش» ان «انعقاد هذا الاجتماع يأتي لمراجعة ما تم التوصل اليه في الاجتماعات السابقة من اتفاقيات في اطار التحالف للعمل على تجفيف منابع تمويل الارهاب ومكافحته، مشيدا بالخطوات الملموسة التي تحققت بتكاتفنا ولا يزال امامنا الكثير من العمل لوأد هذه الظاهرة الخطيرة».
ولفت الى ان «هذا الاجتماع يأتي تزامنا مع بدء عمليات تحرير الموصل والتي تأتي في اطار مكافحة التنظيم وتحرير الاراضي العراقية ليعود الأمن والاستقرار لها». واشار الى ان «مجلس الأمن ومجموعة العمل المالي أصدرا العديد من القرارات التي تؤكد مسؤولية الدول في منع تمويل الارهاب وحث الدول على تعديل تشريعاتها الوطنية بما يضمن مكافحة ظاهرة الارهاب».
واكد «التزام الكويت بتوصيات مجموعة العمل المالي المتعلقة بمكافحة تمويل الارهاب والالتزام بتوصياتها، حيث وضعت القوانين والاجراءات التي تكفل شفافية التبرعات الخارجية ونزاهة العمل الخيري في الكويت التي اصبحت تحت اشراف وزارة الخارجية بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية، بما يؤكد اتجاه التمويل الى الجهة المقصودة، داعيا الى ضرورة العمل معا لمواجهة تلك التنظيمات المارقة لصيانة استقرار كوكبنا وأمن شعوبنا».
السفير الأميركي: جهود كبيرة للكويت في مكافحة الإرهاب
أشاد السفير الأميركي لدى الكويت لورانس سيلفرمان بالجهود الكويتية في مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى ان «هناك جهودا كثيرة بذلت، ومازال هناك ما يمكن عمله في هذا الصدد».
وبين سيلفرمان، في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماع، انه «عائد للتو من الحوار الاستراتيجي الاميركي الذي تضمن مجالات عدة، من بينها الدفاع والتعاون الامني وملفات اقتصادية والتعليم والاستثمار والخدمات الصحيه، لافتاً إلى ان «ثمة مجموعات عمل انبثقت عن هذا الحوار وهي مكلفة من القيادة السياسية ولتدعيم التعاون بين البلدين».
واشار الى «التسهيلات التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية للطلبة الكويتيين الدارسين في العاصمة الأميركية، والذين يبلغ عددهم نحو 15 ألف طالب وطالبة»، مشيرا في هذا الإطار إلى أن التأشيرات «لا توجد مشكلة بها وهناك 75 ألف كويتي دخلوا الولايات المتحدة منذ بداية العام الحالي، ومن تم منعه من الدخول اعداد بسيطة لا تتعدى نسبتها واحد من ألف».
وأشاد بما قامت به الكويت من جهود للتوصل لحل بين الاطراف اليمنية، مبينا ان «الحل لا بد ان يأتي من اليمنيين انفسهم» مشيرا الى وجود تعاون اميركي - كويتي لايجاد حل لهذه القضية.
من المؤتمر
قد يكون هناك تسريبات!
كشف الجارالله عند سؤاله في شأن رصدهم لحالات تمويل لبعض الجماعات الإرهابية، عن وجود تنسيق مع عدة جهات على مستوى المنطقة والعالم بهذا الشأن،الا انه استدرك قائلاً «قد يكون هناك تسريبات بين فترة وأخرى، ولكن لابد من مواصلة الإحكام والضبط لهذه الأموال وعدم اتاحة الفرصة لأي تسريبات».
تسليح لم يتوقف
ردا على سؤال حول ما تحدث عنه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن التسليح الكويتي، والصفقات الأميركية التي تتم مناقشتها حالياً، قال الجارالله إن التسليح الكويتي لم يتوقف منذ التحرير وحتي الآن ولن يتوقف، لأن الاحتياج للأسلحة طبيعي والتطورات في المنطقة تفرض هذا الاحتياج.
«جاستا» والاستثمار
وحول ما اثير في شأن تخفيض الكويت استثمارها في السندات الأميركية بعد السعودية والامارات، وما اذا كان هذا تحرك خليجي ضد قانون جاستا، اكتفى الجارالله بالقول «لا استطيع ان أحدد شيئا في هذا الموضوع، ولكن اعتقد ان عملية الاستثمار ليست ثابتة بل متحركة وتبحث دائما عن الفرص».
مأساة حلب
تحدث الجارالله عن بالجهود الذي بذلتها الكويت بالنسبة لما يحدث في حلب، فقال إن «ما يحدث في حلب مأساة ويندى لها جبين الانسانية وجبين العالم، ونتطلع إلى اليوم الذي نضع فيه حدا لهذه المعاناة ».