مقابلة / أكد في لقاء مشترك مع «الراي» و«القدس» أن «عباس ضعيف جداً لتوقيع اتفاق نهائي وسيخسر أي انتخابات... حتى في رام الله»
ليبرمان: صواريخ غزة تحول دون تحوّلها هونغ كونغ جديدة
| تل أبيب - من محمد أبو خضير |
1 يناير 1970
09:26 م
حان الوقت لسكان القطاع للقول لقيادتهم «أوقفوا سياستكم المجنونة»
نحن الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط
إذا فرضوا علينا حرباً جديدة... فستكون الأخيرة وسندمرهم بالكامل
لدى الفلسطينيين فكرة إقامة دولة مهيمنة من دون يهودي واحد
ما يسمى بالربيع أو الشتاء العربي قلب الاوضاع في العالم العربي
اليوم 99 في المئة من ضحايا القتل وسفك الدماء يحدث بين المسلمين أنفسهم وليس مع الإسرائيليين
في سورية قتل وذبح نحو مليون سوري في حين جرى تهجير نحو 8 ملايين
في مقابلة من النادر ان يجريها مع صحيفة خليجية وفلسطينية، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان أنه «لا توجد أي نية لبدء أي حرب مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، والتي ستكون الرابعة منذ عام 2008»، مشيرا في الوقت نفسه الى ان «الحرب المقبلة في غزة ستكون الاخيرة».
وفي حديث مع صحافيي «الراي» و«القدس» الفلسطينية، حضّ ليبرمان سكان القطاع على الضغط على «حماس»، قائلا «اعتقد انه حان الوقت لسكان قطاع غزة للقول لقيادتهم اوقفوا سياستكم المجنونة».
واضاف: «انا كوزير للدفاع، أوضح بأنه ليس لدينا أي نوايا لبدء حرب جديدة ضد جيراننا في غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية، اما نواياهم في القطاع، مثل الايرانيين، (فهي) القضاء على دولة اسرائيل».
وأشار ليبرمان الذي يتزعّم حزب «اسرائيل بيتنا» اليميني القومي، الى أنه «اذا اوقفوا انفاقهم ونشاطهم بتلك الانفاق واطلاق صواريخهم ضدنا، فسنكون اوائل المستثمرين في مينائهم ومطارهم ومنطقتهم الصناعية، وسيكون بالامكان ان نرى في يوم من الايام غزة سنغافورة او هونغ كونغ الجديدة».
وكرر ليبرمان انتقاداته لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، مؤكدا انه يتوقع خسارته في حال اجراء انتخابات في الاراضي الفلسطينية.
وقال: «هناك ما يكفي من الاشخاص المنطقيين في السلطة الوطنية ممن يفهمون الاوضاع ويعرفون ان في حال الاختيار بين حماس واسرائيل، يعتقدون ان الشراكة مع اسرائيل افضل لهم».
وفي ما يلي نص الحوار:
• هذا اللقاء الأول لكم مع صحيفة خليجية وفلسطينية، وبحكم موقعكم ما الذي يمكن أن نبشر فيه ابناء الشعب الفلسطيني ؟
- أعتقد أنه من المهم بالنسبة لي الرسالة المباشرة الى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية (يهودا والسامرة)، وأرى بأن إحدى المشاكل أننا نفتقر الى الحوار المباشر. ومنذ تسلمي مهام منصبي (في نهاية مايو، في الحكومة اليمينية التي يتزعمها بنيامين نتنياهو) حاولت الحديث مباشرة مع الشعب الفلسطيني لأنني أعتقد بوجود سوء فهم تجاه نوايانا وخططنا ومن بينها زيارة قطاع غزة. ومرة أخرى أتذكر محادثتي الأخيرة مع رئيس الوزراء الراحل أرييل شارون قبل أن يقيلني من حكومته. وكان الخلاف حول فك الارتباط. وكنت سألته ماذا تفعل؟ ففسر بأنني مخطئ، وقال أنه في يوم من الأيام سترى قطاع غزة يتحول الى سنغافورة جديدة أو هونغ كونغ الشرق الأوسط. والآن منحت الفرصة للشعب الفلسطيني للبرهان بأنهم قادرون على بناء دولتهم الخاصة بهم وحكمها. وأعتقد أنه كان قرارا صعب جداً حيث انسحبنا من القطاع حتى الإنش الأخير وفقاً لخط الحدود لعام 1967. فلقد أخلينا 10 آلاف مستوطن من 21 مستوطنة مزدهرة في قطاع غزة. وبدلا من سنغافورة الجديدة وهونغ كونغ الجديدة لدينا كيان معاد جداً في قطاع غزة.
وأريد أن أكون واضحاً جداً بأنهم إذا أوقفوا انفاقهم ونشاطهم بتلك الأنفاق وإطلاق صواريخهم ضدنا، فسنكون أوائل المستثمرين في مينائهم ومطارهم ومنطقتهم الصناعية. والمشكلة أن الضرائب التي يقومون بجمعها من المواطنين في غزة، بدلا من استثمارها في التعليم والرعاية الصحية (أكثر من 100 مليون شيكل في الشهر) يقومون باستثمارها في برنامجهم العسكري.
وأعتقد بأنه حان الوقت لسكان قطاع غزة للقول لقيادتهم «الرجاء أوقفوا سياستكم المجنونة». فمن هم شركاؤهم في العالم العربي والإسلامي؟ «الإيرانيون» و«حزب الله» المصنف كمنظمة إرهابية وفقا لقرار الجامعة العربية؟ فالجامعة هي التي أعلنت «حزب الله» منظمة إرهابية وليس إسرائيل. لقد كان خيارهم بأن يكون شركاؤهم الإيرانيون و«حزب الله» فقط.
• هل تتطلع لحرب جديدة مع قطاع غزة؟
- ليس لدينا أي مطالب من أي من جيراننا. لقد أعطينا سيناء لمصر ووقعنا اتفاق سلام مع الأردن وانسحبنا الى الخطوط الدولية مع لبنان وليس لدينا أي مطالب. وأرى بأننا دولة ناجحة ونحن الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
وترون ما يحدث في سورية واليمن والعراق وليبيا. وتعلمون أنه في الماضي كان من السهل جداً تحريض الحشود العربية ضد اسرائيل ولومها بسبب كل المشاكل التي يعيشها الشعب الفلسطيني. لكن اليوم، فمن الواضح أن الوضع تغير في العالم العربي. فما يسمى بالربيع أو الشتاء العربي قلب الاوضاع في العالم العربي، فلم يكن هناك أي ارتباط بعلاقاتنا مع الشعوب العربية. لكن اليوم 99 في المئة من ضحايا القتل وسفك الدماء يحدث بين المسلمين أنفسهم، وليس مع الإسرائيليين.
ففي سورية، قتل وذبح نحو مليون سوري في حين جرى تهجير نحو 8 ملايين شخص. وانظروا ما يحدث في اليمن وليبيا، فليس هناك أي ارتباط في نزاعنا مع الفلسطينيين. فما نريده هو حماية أنفسنا وتوفير الأمن لشعبنا.
وأنا كوزير للدفاع، أوضح بأنه ليس لدينا أي نوايا لبدء حرب جديدة ضد جيراننا في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية. أما نواياهم في غزة، مثل الإيرانيين، (فهي) القضاء على دولة إسرائيل. وبالنسبة للقطاع، فاذا فرضوا على إسرائيل الحرب المقبلة فستكون الحرب الأخيرة بالنسبة لهم. وأريد التوضيح مرة أخرى، ستكون بالنسبة لهم المواجهة الأخيرة حيث سندمرهم بالكامل.
• ألا تعتقد أن الشعب الفلسطيني له الحق في العيش في إطار دولة مستقلة كبقية شعوب الأرض؟
- من الواضح جدا أنه عندما جئت الى هذه الوزارة عقدت مؤتمرا صحافيا بالإنكليزية والعبرية وحتى بالروسية، حيث أوضحت موقفي قبل الانتخابات وقبل منصبي الجديد، واعترفت بحل الدولتين وأنا شخصيا أدعم حل الدولتين. وأعتقد ان المشكلة لا تكمن بالإسرائيليين، إنما بالقيادة الفلسطينية. أنتم تعرفون، أنا مستوطن وأعيش في صحراء الضفة الغربية (يهودا) ولدي الكثير من الجيران الفلسطينيين، وأجري أحاديث مع الأشخاص البسطاء من الفلاحين وليس مع القيادة السياسية. وخلال الأشهر الأربعة الماضية، التقيت العديد من الفلسطينيين وخصوصاً من قطاع رجال الأعمال، وكانت اللقاءات ممتعة، وكنت أسألهم عن أكبر معيق في تطوير اقتصادهم. وتحدثوا معي بكل انفتاح بأن أكبر عائق لاقتصادهم هو «أبو مازن» والأشخاص الذين من حوله.
أعتقد أن الفكرة الصحيحة تتلخص بالدولتين، لأن اليوم الفلسطينيون لديهم فكرة إقامة دولة مهيمنة من دون يهودي واحد.
فيما نحن سنصبح دولة ثنائية القومية مع أكثر من 20 في المئة من الذين يعرفون أنفسهم كفلسطينيين، فلا مغزى لذلك.
• ألا تعتقد ان هناك تناقضا، كلما وصلنا لبحث القضايا الجوهرية تعودون للبحث في القضايا من البداية ونقطة الصفر؟
-المشكلة لا تتعلق بالتطرف أو القدس، إنما تكمن في ضعف عباس، فهو ضعيف جدا للتوقيع على اتفاق الوضع النهائي،هذا الاتفاق يحتاج الى شخص قوي جدا وشعبي جدا ويحظى بتأييد كبير من شعبه وقادر على اتخاذ قرار صعب بالنسبة للعالم العربي وللفلسطينيين وحتى للقدس.
فاتفاق الوضع النهائي أشبه بالهزة الأرضية فهو قرار كبير ويشكل صفحة جديدة بالكامل في علاقاتنا مع كل العالم العربي والشرق الأوسط، فلماذا عباس غير مستعد للانتخابات، ولتذكيركم بأن الانتخابات للرئاسة وللبرلمان الفلسطيني كان يفترض أن تتم في سبتمبر 2010، ونحن الآن أوشكنا على العام 2017 وهو الان يقوم بإلغاء الانتخابات البلدية لأنه يعرف بأنه سيخسر أي انتخابات، ويعرف حتى أنه سيخسرها في رام الله، فمن دون الدعم من شعبه لا يستطيع أن يسوّق البضاعة وهذه هي المشكلة الكبيرة... ضعفه. في إسرائيل لدينا قيادة قوية مستعدة لاتخاذ كل القرارات.
• ألستم أنتم الذين أضعفتم «ابو مازن»؟
- لا لا، مشكلته أنه ليس إداريا، فلديه سلطة فاسدة وغير كفؤة ومن دون قدرة على تسويق البضاعة للشعب، ففي نهاية اليوم ما يهم الشعب الفلسطيني كأي شعب اعتيادي، فهم قلقون ازاء اطعام اسرهم وتوفير مستقبل أفضل لأطفالهم وتوفير الرعاية الصحية والامن الشخصي وتعليم أفضل.
تسلم عباس من اسرائيل قطاع غزة، لكن بعد عامين فقد السيطرة على القطاع لمصلحة «حماس»، ومرة أخرى المشكلة بالنسبة للكثير من الفلسطينيين، فإذا سألت اليوم في بيت لحم وفي زعترة - جيراني - ما المشكلة الكبرى مع السلطة الفلسطينية، يقولون الفساد.
لا أعتقد بأنه (عباس) مستعد لتوقيع اتفاق الحل النهائي من دون دعم الجامعة العربية ودعم مصر ودول الخليج، لكننا أولا بحاجة للإيمان بأنه مدير ولديه ما يكفي من القوة والشجاعة للمضي قدما،واليوم، محمود عباس ومن دون التعاون الأمني معنا لن يكون قادرا على البقاء ويجب أن يكون ذلك واضحا.
• انت تراهن على قيادة بديلة في الجانب الفلسطيني ؟
- هذا ليس عمليا فأنا لست مستشارا ولا أصنع الملوك. لكنهم (العرب) يعتقدون أن هناك ما يكفي من الأشخاص المنطقيين في السلطة الوطنية ممن يفهمون الأوضاع ويعرفون أنه في حال الاختيار بين «حماس» وإسرائيل يعتقدون أن الشراكة مع إسرائيل أفضل لهم.
• عن أي دولة فلسطينية نتحدث ونحن نرى أكثر من 450 حاجزا عسكريا يقطع أوصال الضفة والقدس ويمنع حركة الفلسطينيين؟
- كما تعلمون، فان آخر عملية ارهابية في القدس نفذها ناشط في «حماس» كان اعتقل من قبل الشرطة، والمحكمة أطلقته، لأننا لم نقدم ما يكفي من الأدلة. وبعد الافراج عنه، اختار اطلاق النار قرب مقر الشرطة. نحن هنا نحترم حكم القانون والجميع يدرك أن لدينا التوجه نفس تجاه الفلسطينيين واليهود.
أما في سورية، فهناك أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق، وخلال الحرب الأخيرة، قتل وذبح 6 آلاف فلسطيني من قبل النظام وبشار الاسد. فلم نر أي إدانة حتى من قبل السلطة الفلسطينية. ولم أر قرارا واحدا من مجلس الأمن يتعلق بقتل الفلسطينيين في سورية. والوضع اليوم لا يصدق فهو... بين شركاء قدماء.
• ألا تعتقد انكم تستفزون الفلسطينيين والعرب والمسلمين بالاستيطان الذي يلتهم المدينة المقدسة والمسجد الاقصى المبارك الذي يقتحم يومياً؟
- أنه سؤال معقد لكن ما هو واضح بأنه قبل حرب الأيام الستة كان من المستحيل على اليهود الصلاة في القدس. فهي مقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود. واذا كان هناك تمييز فهو ضد اليهود. وحتى الحائط الغربي وفي (جبل الهيكل)، فمن المستحيل على اليهود الصلاة في (جبل الهيكل) بينما يقوم المسلمون بالصلاة هناك منذ سنوات. نحن نحترم جميع الديانات وحرية العبادة كما هو حاصل اليوم في القدس... فلم تكن متواجدة في الماضي كتاريخ.
واذا سألتني عن السبب الرئيس لثورة ميدان التحرير في مصر والسبب الرئيس للربيع العربي، فلم يكن السبب الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ولم تكن الصهيونية، إنما الفقر والبؤس بين الشعب. • هل انتم مستعدون للحديث مع «حماس» أيضا؟
- لا أستطيع الحديث مع شخص يقول في كل يوم: نكرهك ونريد تدميرك وسنمحو دولة إسرائيل وسنلقيكم في البحر.
• ماذا عن حرية الصحافة الفلسطينية؟
- هنا في إسرائيل، كل المحطات التلفزيونية موجودة وحتى من إيران و«الجزيرة» علما انه ليس لدينا صحافيون إسرائيليون في إيران او قطر أو دولة عربية.
فهذا مستحيل. لكن كل المحطات العربية مثل «الجزيرة» و«العربية» فلها تمثيل هنا. نحن مجتمع منفتح وأكثر انفتاحا من أي دولة اخرى مقارنة مع اقطار الشرق الأوسط. فكل شخص يحترم التزاماته كصحافي سيتمتع بحرية الحركة.