هل ينتهي شغور الـ 29 شهراً في جلسة آخر الشهر؟
الحريري أيّد ترشيح عون لرئاسة لبنان ونواب من كتلته يرفضون... انتخابه
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:19 م
... «فعلها» زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري وأعلن رسمياً تأييد ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في تطورٍ من شأنه الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي في لبنان الذي يدور في حلقة مفرغة من الفراغ منذ 25 مايو 2014.
وتواجه الخطوة التي اعتُبرت دراماتيكية من الحريري في تبنيه خيار عون، الذي لطالما شكّل في الأعوام العشرة الأخيرة حليفاً ثابتاً لـ «حزب الله»، معارضة شرسة من رئيس البرلمان نبيه بري (شريك حزب الله في الثنائية الشيعية) فجّرت توتراً مع كل من زعيميْ «المستقبل» و«التيار الحر»، ورسمتْ علامات استفهام حيال مآل مرحلة ما بعد انتخاب عون في جلسة 31 الجاري اذا لم يتمّ إرجاؤها لنحو اسبوعين أو أقلّ.
وما إن أعلن الحريري دعم ترشيح عون، حتى وصل الأخير الى «بيت الوسط» (دارة الحريري) في مستهلّ جولة اتصالات تشمل بري والنائب وليد جنبلاط والنائب سليمان فرنجية، لتفكيك آخر «الألغام» التي تعوق بلوغه القصر بتسويةٍ شاملة.
وعكستْ الكلمة السياسية - الوجدانية التي ألقاها الحريري عصر أمس، على وقع إشاعاتٍ عن تحركات في الشارع لأنصار بري كما لمناصرين لتيار «المستقبل» يرفضون ترشيح عون، وطأة هذا الخيار و«الأسباب الموجبة» التي دفعت زعيم «تيار المستقبل» الى السير بما وصفه «المخاطرة السياسية الكبرى» إنقاذاً للدولة والنظام، كاشفاً ان هذه الخطوة استندت الى اتفاق مع زعيم «التيار الوطني الحر» اسمه «الدولة والنظام» ومن عناوينه «إطلاق عجلة الدولة والمؤسسات والاقتصاد والخدمات وفرص العمل، وتحييد الدولة بالكامل عن الأزمة السورية»، واضعاً هذا الترشيح في سياق «تسوية سياسية بكل ما للكلمة من معنى».
على مدى نحو نصف ساعة، وبحضور نحو 200 شخصية سياسية واقتصادية وإعلامية وكوادر تيار «المستقبل»، توجّه الحريري من دارته في وسط بيروت الى جمهوره واللبنانيين، بخطابٍ كان «عصَبه» من أوله الى آخره «سؤال - بوصلة» هو: ماذا عسى الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان فاعلاً في مثل هذا الموقف أو حيال ذاك القرار؟، وهو السؤال الذي استعرض معه الحريري الابن مجمل المشهد اللبناني منذ اغتيال والده في 14 فبراير 2005 مروراً بمجمل المحطات المفصلية التي عاشتها البلاد وصولاً الى مبادراته المتتالية لإنهاء الفراغ الرئاسي وآخرها قبل نحو عام دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية.
وفيما لفت غياب نحو 8 من أعضاء كتلته البرلمانية بعضهم رفضاً لخيار عون وبعضهم الآخر لأسباب خاصة، كان بارزاً حرص الرئيس فؤاد السنيورة على الحضور رغم عدم سيره بترشيح زعيم«التيار الحر»وكذلك نائب رئيس البرلمان فريد مكاري.
وقال الحريري:«وصلنا في حوارنا مع العماد عون إلى مكان مشترك، اسمه الدولة والنظام. هو لا يريد للدولة والنظام أن يسقطا، ولا نحن نريد لهما ذلك. واتفقنا بصراحة أنّ أحداً لن يطرح أي تعديل على النظام قبل إجماع وطني من كل اللبنانيين على هذا الطرح (...) ووصلنا لاتفاق على تحييد الدولة اللبنانية بالكامل عن الأزمة في سورية، وهذه أزمة نريد حماية بلدنا منها، وعزْل دولتنا عنها، حتى إذا ما انتهت الأزمة واتّفق السوريون على نظامهم وبلدهم ودولتهم، نعود إلى علاقات طبيعية معها».
واضاف:«بناء على نقاط الاتفاق التي وصلنا إليها، أعلن أمامكم عن قراري تأييد ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية. وهذا قرار نابع من ضرورة حماية لبنان والنظام والدولة والناس (...) وهذا اتفاق يسمح لي أن أعلن تفاؤلي، بأنّنا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، سنتمكّن من إعادة شبك أيدينا معاً لنقوم بإنجازات يستفيد منها كل مواطن ومواطنة ولنعزز أمننا الداخلي ووحدتنا الوطنية في وجه كل الحرائق المشتعلة حولنا (...)».
وتابع:«العماد ميشال عون، وفق القواعد التي التقينا عليها مرشّح ليكون رئيساً لكل اللبنانيين، وحارساً لسيادتهم وحريتهم واستقلالهم وخيارات الإجماع بينهم، لا خيارات الانقسام، سواء جاءت من حليف له أو خصم اختار مواجهته. وسيحرص، كما سنفعل نحن، على الانفتاح على كل القوى السياسية القادرة على دعم مسيرة بناء الدولة بالمزيد من اسباب نجاحها».
وتوجّه الى جمهوره«أعلم أنّ الكثير منكم غير مقتنع بما أقوم به، وبعضكم خائف من مخاطره عليّ، شخصياً وسياسياً، ويشكك، بناء على تجارب الماضي، بنيات حزب الله الحقيقية بعد إعلاني هذا، ويقول لي: هذه ليست تسوية، هذه تضحية بشخصك، بشعبيّتك، وربما بأصوات ناخبين لك في الانتخابات النيابية المقبلة. ولكل هؤلاء أقول: نعم انها مخاطرة سياسية كبرى، لكنني مستعدّ ان اخاطر بنفسي وبشعبيّتي وبمستقبلي السياسي ألف مرّة لأحميكم جميعاً، ولست مستعدّاً لأخاطر مرة واحدة بأي واحد منكم لأحمي نفسي أو شعبيّتي أو مستقبلي السياسي. ولو كان هدفي الشعبيّة لكان الأمر اسهل بكثير! أرفع صوتي، وألوّح بإصبعي وأحقن الشارع، بالتحريض الطائفي والمذهبي الرخيص».
وإذ أعتبر«ان الوضع اليوم أخطر وأصعب بكثير ممّا قد يكون ظاهراً للكثير منكم،لأن هناك لغة وطروحات من شأنها أن تؤدّي إلى حرب أهلية»، أكد«اننا من مدرسة، تاريخها وحاضرها ومستقبلها بإذن الله قائم على التضحية من أجل الناس، لا التضحية بهم»، مضيفاً:«لو أردتُ الثروة لما دخلتُ الحياة السياسية أصلاً وأنفقتُ فيها كلّ ما ورثتُ دفاعاً عن حلم مَن أورثني».