السفير الروسي يدعم «جهود» الحريري
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:17 م
استبق الرئيس سعد الحريري إعلانه اليوم تبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بمشاورات ديبلوماسية مع عدد من السفراء الذين استكشفوا التوجه الذي قرر اعتماده رئاسياً ومحاذيره الممكنة.
وعكست أجواء لقاءات الحريري في هذا السياق اهتماماً خارجياً بملف حكومة العهد الجديد ورئاستها، وهو ما عبّر عنه بوضوح السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين الذي ربط بعد زيارته زعيم «المستقبل» بين رئاسة الجمهورية والحكومة العتيدة، في ما بدا حرصاً على ان تكون التسوية الرئاسية قائمة على مرتكزات متوازنة تضمن عودة الحريري الى رئاسة الوزراء.
واذ قال زاسبكين: «اللقاء كان مثمراً، ونحن نقدّر عالياً الجهود التي يبذلها الرئيس الحريري في سبيل إيجاد حلول للقضايا الداخلية، بما في ذلك انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة». وأضاف: «نتمنى الوصول سريعاً الى التوافق بين الاحزاب اللبنانية الأساسية وفقا للمصالح الوطنية الكبرى للدولة، ونؤكد أن القرار، وخصوصاً في الظروف المعقدة التي تعيشها المنطقة، يجب أن يكون لبنانياً من دون التدخلات الخارجية».
وفيما كان لافتاً صمت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد بعد زيارة الحريري الذي استقبل ايضاً السفير المصري نزيه النجاري، تردّدت في بيروت أصداء الاجتماع الذي كانت كتلة «المستقبل» عقدته عصر اول من امس وتبلغت خلاله من الحريري حسم خياره بترشيح عون.
واشارت تقارير الى ان الحريري أبلغ الكتلة في أنه أجرى مشاورات مع عون وغيره من الأفرقاء وأنه حصل على «ضمانات من الجنرال»، وهو مطمئن إليها، فضلاً عن وجود ضمانات خارجية أيضاً.
وحسب المعلومات فإن زعيم «المستقبل» قال تعليقاً على اللغط الإعلامي في شأن الموقف السعودي، إنه ليس صحيحاً أن الرياض لا توافق على هذا الخيار، ونُقل عنه قوله إنها غير معترضة على خياره.
وبعدما كرر الحريري استعراض الخيارات المطروحة رئاسية، مؤكداً ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي ومضيئاً على المخاطر التي تحيط بالبلد إذا استمر هذا الفراغ، لفت إلى أنه سبق أن جرّب كل الخيارات المتاحة بهدف ملء الفراغ، ومنها ترشيح النائب سليمان فرنجية، إلا أن هذه الخيارات اصطدمت بعوامل وعراقيل دفعته إلى خيار عون، معتبراً ان الأخير هو الأوفر حظاً للوصول إلى رئاسة الجمهورية، إضافة إلى أنه الأقوى بين المسيحيين.
وفيما كشفت التقارير انه بعد كلمة الحريري كانت مداخلات للرئيس فؤاد السنيورة وعدد من النواب لم يتجاوز عددهم خمسة الذين عارضوا خيار عون، أشارت الى ان النائب خضر حبيب لفت نظر الرئيس الحريري إلى أن يوم امس الذي كان تردد انه سيصار الى إعلان ترشيح عون فيه، «سيصادف ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن»، موضحة ان النائب أحمد فتفت أكمل في السياق نفسه متوجّهاً إلى الحريري: «بما أننا محكومون بالإعدام لدينا طلب أخير وهو أن تعفينا من هذا الأمر (إعلان الترشيح) غداً (امس)».