افتتاح معرض «أحمد الجابر للنفط والغاز» في الأحمدي
صدفة «الأمونيت» تروي قصة «الكويت والنفط»
| كتب إيهاب حشيش |
1 يناير 1970
04:27 م
الصالح: الجولة بالمعرض تحكي كيفية بداية النفط ومراحل تطوره كافة
جعفر: 4 سنوات عمل بكلفة إجمالية بلغت 18.6 مليون دينار
في خطوة غير مسبوقة، دشنت شركة نفط الكويت معلماً تاريخياً جديداً يضاف إلى سجل الكويت الذهبي.
حلمٌ تحول إلى حقيقة واقعة بعدما دقت ساعة افتتاح معرض ومركز «أحمد الجابر» أول من أمس، والذي افتتحه نائب رئيس الوزراء وزير المالية، وزير النفط بالوكالة، أنس الصالح، بحضور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول، نزار العدساني وعدد من قيادات القطاع.
والمعرض هو الموقع الرئيسي والأول من نوعه في الكويت، حيث يمكنك بجولة بسيطة الحصول على كافة المعلومات المتعلقة بكيفية تشكّل واكتشاف وإنتاج وتصدير النفط والغاز في ربوع «الديرة».
ساعة ونصف الساعة داخل أروقة المعرض الكائن في الأحمدي، كفيلة بأخذك في رحلة مشوقة وممتعة على «متن» تاريخ النفط الطويل مع الكويت.
وقد اعتبر الصالح أن الجولة بالمعرض رائعة وتحكي برشاقة كيفية بدايات النفط في كل مراحلة والأحداث التي مرت بها الكويت، والجهود التي بذلت خلال 17 شهراً لمكافحة حرائق الآبار والحادث السيئ إبان الغزو الغاشم.
وأشار إلى أن المعرض الاول كان في العام 1956، والآن تم تجديده ليواكب العصر وسيكون مفتوحاً للجمهور للقيام بجولة رائعة، تعد فرصة للاطلاع على المعلومات والتثقيف حول تاريخ الكويت وأهم سلعة ومورد للاقتصاد الكويتي.
جعفر
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي في شركة نفط الكويت، جمال جعفر، أن فكرة إقامة المعرض تأتي بهدف خلق تجربة تعليمية فريدة من نوعها لكافة الزائرين من كافة الأعمار، قائلاً «المعرض تقني تعليمي أكثر منه يتحدث عن أمور جامدة ويستهدف شريحة الطلبة ويضم مكتبة إلكترونية للباحثين من طلبة الجامعة والمهتمين بصناعة النفط كويتياً أو خليجياً».
بكثير من الحماس يبين جعفر أن مفهوم المركز المميز قائم على فكرة جديدة تسرد قصة النفط مع الكويت عبر «نزهة» تعليمية خلّاقة، تعمل على رفع مستوى التوعية والوعي بالنفط كمورد طبيعي، إلى جانب توفير المعلومات الكافية للزوار عن كيفية وماهية طرق وآليات العمل في الصناعة النفطية، بما ينعكس على ذاكرة ووعي أجيال المستقبل.
ويوضح جعفر أن تدشين هذا المعْلم «المعلّم» والجولة داخل أجنحة المعرض، تستغرق ساعة ونصف الساعة فقط، وعبر 9 مواقع، تروي كل واحد منها سيرة حقبة قائمة بحد ذاتها. حقبة مجبولة بدم وعرق الأجداد والآباء الذين حفروا بسواعدهم السمراء أرض الصحراء المقفرة، ليخرجوا «ذهباً أسود» لا يزال يلمع حتى يومنا الحاضر.
وقال «سنسعى مع وزارة التربية لوضع المعرض على خطط الرحلات المدرسية لطلبة المدارس».
وحول تسمية المعرض قال جعفر عندما بدأنا البحث عن التسميات كانت هناك طروحات كثيرة، لكن تم التوافق على اسم معرض «أحمد الجابر للنفط والغاز» تيمناً بالحاكم العاشر لدولة الكويت، والذي تولى منصب أمير البلاد من عام 1921 إلى عام 1950، لما له من فضل كبير، حيث تم اكتشاف النفط في الكويت وتصدير أولى شحناته.
وقال إن معرض «أحمد الجابر للنفط والغاز» أقيم بأعلى المواصفات العالمية، يسعى لأن يكون صرحاً متقدماً ومعلماً إقليمياً وعالمياً رائداً وجاذباً يضاف الى المعالم الإقليمية والعالمية المهمة وتكون الكويت مركزاً له.
واعتبر جعفر أن المعرض يشكل متحفاً وطنياً للنفط والغاز حيث يأخذ الزائرين في رحلة تغوص بهم في عالم النفط والغاز وتغطي كافة المعلومات الهامة المتعلقة بصناعة النفط، من النظريات الجيوفيزيائية المتعلقة بتشكيل النفط والغاز إلى اكتشاف النفط والغاز في الكويت.
وأكد أن المعرض سيكون المصدر الأولي للتربية النفطية في الكويت، من خلال التركيز على التعليم الترفيهي عبر توفير تجربة تعليمية ترفيهية لا تنسى، وأن يقدم التعليم الإبداعي، من خلال قيادة عملية الحث على دمج التربية النفطية في المناهج المدرسية الوطنية، كما يشكل صرحاً وطنياً ومعلماً رائداً «من الضروري مشاهدته» ودوره تعليمي وطني، قائلاً «نسعى ان يصبح المركز المفضل لاستضافة المؤتمرات والمعارض النفطية، وأن يوفر الفرص لشبكات تواصل بارزة ورائدة تجمع كافة المعنين والمهتمين، ويصبح متحفاً يحكي قصة النفط في الكويت».
وحول تصميم المعرض، قال جعفر انه يستند في تصميمه على شكل صدفة من «الأمونيت» المتحجر، والتي تمثل حيواناً بحرياً منقرضاً عاش قبل نحو 120 مليون سنة، حيث يعتقد العلماء بأن «الأمونيت» وغيرها من الحيوانات البحرية التي عاشت في العصر نفسه، ساهمت في تكوين الاحتياطيات النفطية الموجودة اليوم.
وأوضح ان إتمام المشروع بكافة مرافقه ومراحله استغرق نحو 4 سنوات، بكلفة إجمالية 18.6 مليون دينار، بما فيها التصميم والبناء على مساحة إجمالية 65.120 متر مربع.
وقال ان الزائر سيمر بمراحل حيث القاعات تمثل كل منها مرحلة تبدأ من المنطقة الأولى «تجربة الدخول»، ثم المنطقة الثانية «أصل النفط» ثم المنطقة الثالثة «الاستكشاف»، ثم المنطقة الرابعة «قاعة المشاهدة»، ثم المنطقة الخامسة «من الاستخراج إلى التكرير»، ثم المنطقة السادسة «المنتجات».
أما المنطقة السابعة «فريق الإطفاء» والتي تحكي عن أهمية فريق الإطفاء في شركة نفط الكويت حيث يعتبر من الأفضل على مستوى العالم، ويتمتع بسنوات طويلة من الخبرة، ما جعله قادراً على الاستجابة لأي حريق أو حادث قد يقع، وهذه المنطقة تخبر قصته، في حين تكرم المنطقة الثامنة أبطال الإطفاء، حيث شجاعة وتصميم فرق الإطفاء التي واجهت جريمة حرق الآبار، والذي حصل خلال الانسحاب العراقي من الكويت في عام 1991، حيث واصلت فرق الإطفاء التي بلغ عددها 27 فريقاً الليل بالنهار لإطفاء الحرائق التي اندلعت في نحو 700 بئر نفطية.
وتأتي المنطقة التاسعة «مستقبلكم» وتتضمن سؤالاً يطرح على الزائرين، وهو «ما هو رأيكم بالدور الذي يمكن أن تلعبوه في صناعة النفط بالكويت؟»، والجواب تقدمه هذه القاعة ويتمثل في ان النفط والغاز لا يزالان من الموارد المحدودة، وسيواصلان دورهما في دعم التنمية بالكويت وتقديم الكثير للمواطنين و المقيمين على ارضها الطيبة.
اتفاق الجزائر انعكس إيجاباً على أسعار النفط
على هامش الافتتاح، أكد الصالح أن اتفاق منتجي النفط في الجزائر انعكس إيجابا على الأسعار، لافتاً إلى أن هناك اجتماعاً ثان للجنة الفنية المكلفة بمتابعة الاتفاق قبل اجتماع «أوبك».
وقال الصالح «هناك تفاؤل مستمر ينعكس على أسعار النفط التي صعدت بشكل ملحوظ منذ اجتماع الجزائر، وأنا متفائل والمؤشرات الأولية تظهر أن هناك نتائج ايجابية ستكون واضحة، وهو ما يؤدي إلى التوصل إلى تفاهم على الأقل.
وحول رضاه عن أسعار النفط، قال الصالح «صعب استدامة هذه الأسعار مع ما نراه من إلغاء للاستثمارات في إنتاج النفط في العالم خلال 2015، حيث تراجعت بنسبة 26 في المئة عن المبالغ المرصودة للاستثمار، وكذلك 26 في المئة خلال 2016، كما أن التوقعات بنسبة مماثلة أو أكثر بقليل في 2017 كلها ستسهم في معادلة الكفة بين الطلب والعرض، ويفترض أن تصبح الأسعار مقبولة، وهدفنا أن تكون هذه الأسعار مقبولة للمنتجين والمستهلكين.
وعن السعر العادل، أكد الصالح «الجميع يتحدث أن أسعار المرحلة المقبلة، والمتوقعة بين 50 و60 دولاراً للبرميل خلال الـ 10و15 شهراً المقبلة، واعتقد انها توقعات منطقية ومقبولة ما لم يحصل أي أحداث في الدول المنتجة».
افتتاح مستشفى الأحمدي بحلول يناير
أشار جعفر إلى أن الطاقة الإنتاجية للشركة حاليا تصل إلى 3.075 مليون برميل يوميا، متوقعاً أن تصل إلى 3.1 ملايين قبل نهاية العام على ان تصل الى 3.150 قبل نهاية مارس المقبل.
وأوضح جعفر أن مشاريع شركة نفط الكويت مستمرة حسب الخطة، وهي متعددة بالنسبة للمشاريع الفنية التي تساعد على الوصول للنسب المستهدفة، مشيرا الى ان هناك مشاريع أخرى على وشك الانتهاء والتشغيل.
وأضاف من المشاريع الجديدة، مستشفى الأحمدي الجديد التي ستفتح في يناير 2017، ومن ثم يبدأ تشغيله الفعلي، كما أن هناك مشروع مبنى التعمير والذي سيفتتح في شهر يوليو المقبل، ومشروع مركز الحاسب الآلي الجديد الذي سينتهي بنهاية 2017.
باقة ورد
باقة ورد وشكر لقطاع العلاقات العامة والإعلام في شركة نفط الكويت على التنظيم والاستقبال المميز لجميع حضور الحفل.