«ضدّ سلّة الحصص والشروط لانتخاب رئيس»
الراعي: فرنسا تبارك أي اتفاق يتوصّل إليه اللبنانيون
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:19 م
أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان الموفد الفرنسي جيروم بونافون نقل اليه «تشجيع اللبنانيين كي يأخذوا المبادرة، وهم يباركون أي اتفاق يتوصلون اليه، وينظرون الى لبنان كأنه يغرق مثل باخرة ويريدون أن ينقذ اللبنانيون هذه الباخرة ويتحملوا المسؤولية».
وقال الراعي قبيل توجهه الى روما في زيارة تستمر نحو اسبوع رداً على سؤال عما إذا كانت الطبخة الرئاسية قد نضجت خصوصاً بعد عودة الرئيس الحريري الى بيروت: «نأمل وكنا دائما نعبّر عن تمنياتنا بأن تصل كل المحاولات الجارية اليوم الى خواتيمها لما فيه خير لبنان واللبنانيين»، مضيفاً: «أكرر اليوم ما قلتُه منذ اليوم الأول، لو كانوا دخلوا الى البرلمان وبدأوا التشاور لكنا انتخبنا رئيساً منذ أول يوم، إنما لا يمكن الوصول الى نتيجة بالانتخابات إذا لم يدخلوا ويصوتوا، فكل الاتفاقات الخارجية تواجه صعوبات حيث البعض يوافق والبعض الآخر يعارض، وهذا شيء طبيعي».
سئل: بعد عودتكم الى لبنان، هل ستعملون لجمع العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية بهدف التوافق على مرشح واحد للرئاسة؟ أجاب: «هذا الأمر يعود اليهما وليس لي، فأنا أدعوهما وبفرح كبير إنما هذا يعود اليهما إذا كانا يقبلان بذلك ويتخذان هذا القرار».
وعن انتقاده المتكرر لمنطق «السلة» والتوافق المسبق على الرئاسة الأولى، فيما يُنقل عن مصادر الرئيس بري نبيه القول انه لماذا تم القبول في الدوحة أو في الطائف على الاتفاق المسبق ويتم رفضه اليوم؟ أجاب: «(...) عندما انتقدت السلة انتقدت توزيع الحصص، واليوم نسمع ان الجميع يرفض توزيع الحصص والمغانم، فأنا ضد أن تكون هناك سلة حصص وشروط من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، وان الذي بقي 11 سنة من دون إيجاد قانون للانتخاب كيف بإمكانه أن يفعل ذلك الآن؟ فليتفضلوا وينتخبوا رئيسا للجمهورية ويضعوا قانوناً للانتخاب. ونحن انتقدنا وضع شروط وقيود على رئيس الجمهورية أو شروط وقيود لانتخاب رئيس، وهذا كله ضد الدستور».
ورداً على سؤال آخر اوضح انه بحسب وثيقة الوفاق الوطني فان «كل مسلم سني بإمكانه أن يكون رئيساً للحكومة وكل شيعي بإمكانه أن يكون رئيساً لمجلس النواب وكل ماروني رئيساً للجمهورية، وبإمكاننا حسم كل هذه الأمور من خلال الاتفاق في ما بينهم والتقدم بالترشيح، وهذا أمر مهم جداً والحسم يتم من خلال عملية الانتخاب. أما إذا بقي الجميع في الخارج فليس بالإمكان الاتفاق لأن كل واحد يقول انني وحدي الأساس، لذا يجب الأخذ في الاعتبار هذا الواقع وننطلق منه. ولذلك قلت في البداية يكفينا سنتين وستة أشهر على الفراغ الرئاسي في لبنان، وبات عليهم أن يكوّنوا فكرة، وهنا أعني كل الكتل السياسية والنيابية، كي ينتخبوا رئيساً يكون مقبولا من الجميع، ولكن مثل هذا الأمر لا يأتي بالمطلق إنما يجب أن يتم من خلال الترشيحات والنتيجة تأتي من خلال عملية الاقتراع».