حوار / تخلّى عن صمته وفتح النار على التنظيم: الأمم المتحدة برّأتني وماكينة بشّار وإيران الإعلامية شوّهتني

شافي العجمي لـ «الراي»: «داعش» اتّخذ «الفتنة الطائفية» وسيلة لإسقاط الأنظمة في الخليج

1 يناير 1970 10:14 م
أتباع التنظيم في الخليج خطر قائم وينتظرون الفرصة لينفذوا تفجيراتهم الإجرامية

أنصاره في الكويت قنبلة موقوتة لا ندري متى تنفجر... ومحاورتهم ضرورية جداً لإقناعهم

التنظيم وجد تفجير المساجد الشيعية أفضل وسيلة للفتنة كما حدث في «صادق» الكويت و«رضا» الأحساء

للأسف كياناتنا مهددة باختراق التنظيم لأننا لم نقم بجهد كافٍ لحماية أنفسنا وأولادنا من خطره

هيكل التنظيم 3 طبقات: مجلس شورى «بعثي» وقادة «خوارج» وجنود «مغفّلون»

منذ 2013 حذّرت عبر وسائل الإعلام من التنظيم ودولته المتوهمة كما حذرت من «النصرة»

في الكويت لا متابعة فكرية للمتأثرين بفكره سوى دروس لمن في السجن لا تغني ولا تحقق الهدف

العلمانيون العرب ركبوا موجة التنظيم وأخذوا يستثمرونه للنيل من خصومهم السياسيين

الدول الكبرى لا تريد إنهاء «داعش» حتى تنتهي من توزيع سورية والعراق طائفياً

«داعش» خرج من رحم «القاعدة» وينسجم معها في أكثر أصوله... ويشتركان بتكفير الحكومات الخليجية

أعددت مشروعاً لتفنيد أفكار «داعش» وقدمته للمسؤولين وأنتظر الجواب عنه

من السهل استرجاع الخليجيين من «داعش» حتى لا يكونوا خناجر مسمومة بخواصرنا
في حوار لم يخل من الصراحة والجرأة، شن الداعية الدكتور شافي العجمي هجوماً عنيفاً على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، واصفاً اياه بـ «التنظيم الإجرامي» الذي يسعى من خلال إثارة الفتنة الطائفية إلى تحقيق هدفه في إسقاط أنظمة دول الخليج.

وقال العجمي، في حديث خص به «الراي»، إن التنظيم وجد بغيته في تحقيق هدفه، ووجد أن أفضل وسيلة لذلك تفجير المساجد الشيعية، لإثارة الرأي العام كما حدث في تفجير مسجدي الإمام الصادق في الكويت والإمام الرضا في الأحساء، مشددا على أن أنصار التنظيم في دول الخليج يتحينون الفرصة لتنفيذ تفجيراتهم.

العجمي، الذي تخلى عن صمته وأطل بعد فترة عزوف اعلامي طالت لأكثر من عام، كشف عن كتاب صادر من الأمم المتحدة يبرئه من أي اتهامات حول علاقته بتنظيمي «داعش» و«القاعدة» ويقول الكتاب أن بينه وبينهما مسافات بعيدة. كما برأ ساحته بتأكيد ان الماكينة الإعلامية لنظام بشارالأسد وإيران قامت بتشويه سمعته واتهامه بعلاقته بـ «داعش». وبين العجمي ان «(داعش) و(القاعدة) يعتقدان ان الحكومات الخليجية وجيوشها كافرة، لافتاً إلى انه أعد مشروعاً لتفنيد أفكار (داعش) وقدمه للمسؤولين وينتظر الجواب عنه.

وفيما شدد العجمي على ان «المتأثرين بفكر (داعش) قنبلة موقوتة لا ندري متى تنفجر»، أكد في الوقت ذاته ان «الجماعات الإسلامية فشلت فشلاً ذريعاً في العمل السياسي والإعلامي».

وأشار إلى ان «مستقبل (داعش) مرتبط بالدول التي وظفته واستثمرت وجوده»، معتبراً انه «من السهل استرجاع الخليجيين من هذا التنظيم حتى لا يكونوا خناجر مسمومة بخواصرنا»، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• ما علاقة الدكتور شافي العجمي بـ «داعش» ؟

- داعش تنظيم اجرامي مكون من ثلاث طبقات: الطبقة الأولى وهي مجلس الشورى، تتكون من رموز من حزب البعث العراقي الراغب في اعادة ترتيب نفسه وهو مستعد تماماً للتنازل عن كثير من حقوق السنة في سبيل الحصول على حكم ذاتي لكيانه ورجاله.

أما الطبقة الثانية فهم كثير من القادة والأمراء الخوارج المتطرفين الذي يستبيحون دماء المسلمين وأعراضهم ويكفرونهم بغير حق، والطبقة الثالثة هم الجنود المغفلون والمساكين الذين صدقوا دعاية داعش الإعلامية.

وعلاقتي بهذا التنظيم أنني حذرت منه من منتصف 2013 وتكلمت عن دولتهم المتوهمة وحذرت من أفكار جبهة النصرة منذ ذلك الوقت، وقلت: إن ما يسمى بدولة العراق الإسلامية دولة متوهمة ليس لها وجود حقيقي ولا شرعي. وظهرت في حلقات تلفزيونية للحديث عن «داعش» من بداية سنة 2014 وحذرت من تفجيرات محتملة سيقوم بها التنظيم منذ ذلك الوقت وقد نشر ذلك عبر قناة العربية الإعلامية.

ومع كل ذلك فقد قامت الماكينة الإعلامية لنظام بشار الأسد وإيران بتشويه سمعتي واتهامي بداعش، والغريب أن الأمم المتحدة أرسلت لي كتابا خاصا يبرئني من داعش والقاعدة، ويقول إن بيني وبينهم مسافات بعيدة.

• هل تظن أن داعش سيقوم بتفجيرات في دول الخليج ؟

- هذا أمر مفروغ منه ومتداول في حسابات داعش على الانترنت، وهم يهددون دول الخليج كثيرا لعدة أسباب باطلة، أولها أنهم يعتقدون أن حكام دول الخليج كفار ورجال الأمن كفار وجميع مؤسسات الدولة كافرة. وبعضهم يقول «من لم يكفرهم فهو كافر»، وعلى ذلك فكل منطقة الخليج كافرة.

وأما السبب الثاني أن الدواعش يقولون إن دول الخليج تحالفت مع قوات التحالف الدولي الذي يقصف داعش في العراق وسورية. والسبب الثالث أنهم يقولون إن اثارة الفتن والاضطراب في دول الخليج سيكون أرضا خصبة لإسقاط هذه الأنظمة، وأفضل ما يثير الفتن في دول الخليج تفجير مساجد الشيعة، ولذلك نلاحظ أنهم يفجرون المساجد التي ستثير الرأي العام مثل مسجد الصادق بالكويت ومسجد الرضا بالإحساء.

• هل تعتقد أن حصوننا مهددة من تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات ؟

- للأسف نعم حصوننا مهددة، ولم نقم بالجهد الكافي لحماية أنفسنا وأولادنا وأموالنا من خطر داعش وغيره. وخذ هذه الأمثلة: لا يوجد حساب واحد في «تويتر» يفند أفكار داعش ويناقش أصحاب هذا الفكر، إلا حساب واحد سعودي متميز وهو حساب «السكينة». وهو من الحسابات المتميزة الموفقة وله جهود وانجازات كبيرة وهو يعمل منذ سنين، أما عندنا فليس هناك حساب واحد، وذلك أن أتباع داعش ينتشرون عبر «تويتر» و«فيس بوك» و«انستغرام» ويتأثر بهم المساكين والمغفلون، فإذا لم نقم بتخصيص حساب متميز لمناقشة أفكارهم والحوار مع المتأثرين بهم فقد يخرج من أولادنا من يقتل والدته وأخاه كما حصل في الكويت والسعودية وغيرهما، وقمت بكتابة مشروع لهذا الحساب على «تويتر» وقدمته للمسؤولين ليتم النظر فيه وعرضه على المستشارين وفي انتظار الجواب عن هذا المشروع.

المثال الثاني انه لا توجد مجالس للمناظرات مع المتأثرين بهذا الفكر، وقد قامت وزارة الشباب مشكورة بتخصيص مجالس للمناظرات. وليت أنها تولي هذا الباب عناية، أما المثال الثالث انه ليست هناك متابعة فكرية للمتأثرين بهذا الفكر في الكويت وزيارتهم ومناقشتهم في بيوتهم أو في السجن، والذي يجري الآن تقديم دروس لهم، وهذا لا يغير من الأمر شيئا، بل يجب الحوار معهم بصدق ومعرفة شبههم بأدلتهم ومناقشتهم نقاشا علميا صحيحا لأنهم يستدلون بأدلة من الكتاب والسنة ويذكرون أقوال العلماء، فإذا لم يكن النقاش معهم على قدر ذلك فلن يغير أفكارهم، وعلي بن أبي طالب قد أرسل ابن عباس للخوارج فكلمهم فرجع منهم أربعة آلاف، ولذلك فالحديث مع المتأثرين بفكر داعش مهم جدا لأنهم قنبلة موقوتة لا تدري متى تنفجر، ولا يستطيع أي رجل أمن أن يمنع شخصا من تفجير نفسه.

• ما جذور نشأة داعش؟ وهل هناك توافق بينه وبين تنظيم القاعدة، وبينه وبين وجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) ؟

- تنظيم داعش خرج من رحم القاعدة، وهو منسجم مع تنظيم القاعدة في أكثر أصوله. والخلاف بينهما اختلاف في الآليات فقط.

أما جبهة النصرة فقد كانت تابعة لداعش في العراق، ثم تم ارسالها للشام لقتال نظام بشار الأسد، فلما قويت جبهة النصرة قرر داعش أن يدخل الشام ويعلن عن انشاء دولة العراق والشام، فرفضت جبهة النصرة وكان ذلك في منتصف 2013، ووقع بينهما القتال في بداية 2014 واستمر الحال على ذلك وصدر منشور عن داعش قبل شهرين بتكفير جميع المقاتلين في سورية بمن فيهم جبهة النصرة.

• وهل يتفق تنظيم «داعش» مع السلفية الجهادية ؟

- السلفية الجهادية مصطلح يعني السلفيين المعتنين بالجهاد، وكان يحمل رايته الجماعة الإسلامية في مصر، وقامت بعدة اغتيالات ثم أعلنت مراجعتها لفكرها بعد أن سجن كبار الجماعة عشرين سنة.

• وهل يتفق داعش مع الجماعات الإسلامية ؟

- الجماعات الإسلامية كان لها دور كبير في الإصلاح الاجتماعي والعمل الخيري والتربوي، ولكنها فشلت فشلا ذريعا في العمل السياسي والإعلامي، وهذا ليس خاصا بالجماعات الإسلامية بل هو شائع في الجماعات الأخرى لأسباب كثيرة، والخلل الموجود بالجماعات الإسلامية يمكن اصلاحه بالعمل والصبر والطعن بالجماعات الإسلامية من أجل هذا الخلل كالطعن بالحكومات من أجل وجود الخلل سواء بسواء.

اشتراك الجماعات الإسلامية مع داعش كان في أشياء قليلة، وينبغي المبادرة بعلاجها قبل أن تزداد وتنتشر، لأن الشاب المتحمس المنتمي للجماعات الإسلامية إذا وجد أرضا خصبة وقضايا مشتركة بين أفكار الجماعات و«داعش» فإنه قد ينتقل لـ «داعش».

• هل ثمة أوجه توافق بين «داعش» من جهة والعلمانيين والليبراليين من جهة أخرى ؟

- للأسف ان بعض أتباع المدرسة العلمانية والليبرالية ركبوا موجة «داعش» وطفقوا يستثمرونها للنيل من خصومهم السياسيين، ويستغلون ذلك للطعن في العلماء والجماعات الإسلامية، بل ويطعنون بالدين ومسلماته كأحكام القرآن والسنة القطعية مثل الحدود والكبائر.

والحق أننا في سفينة واحدة إذا غرق طرف السفينة غرق الآخر، ومن شق خرقا في مكانه غرقنا معه، ولذلك ينبغي أن نتعاون جميعا لحفظ هذه السفينة وبذل الجهد لتصل إلى بر الأمان بأهلها وأموالها. ومشكلة المدرسة العلمانية والليبرالية أنها تعتقد أنهم أصحاب الحق الوحيد في العالم، ولذلك يستجهلون الآخرين ويسقطونهم ويستهزئون بهم وهذا قدر مشترك بينهم وبين «داعش».

• إذا أردنا أن ننتقل لـ «داعش» في العراق وسورية فكيف تنظر إلى مستقبل التنظيم هناك؟

- الحديث عن مستقبل «داعش» طويل وكبير لأنه متشعب وله جذور عديدة، ولكنني سألخصه في ما يلي: نشأ تنظيم «داعش» في العراق في 2006 وكان وريثا لتنظيم القاعدة في العراق، وقد أعلن عن نفسه وسمي بدولة العراق الإسلامية، وكان يقوم بتفجير بعض البيوت والأسواق ويغتال بعض الشخصيات. واستمر على هذا الحال من 2006 حتى 2011 ثم أوفد مجموعة من شبابه لسورية لإنشاء جبهة النصرة.

أعلن تنظيم داعش عن اسمه الجديد وهو دولة العراق والشام الإسلامية في عام 2013، ثم صار اسمه الدولة الإسلامية، واستحوذ على السلاح والمال في مواضع من سورية عن طريق الخدعة والمكر والقتل، وكان ذلك تحت مسمع ومرأى العالم بمن فيهم نظام الأسد.

انتقل داعش للموصل وهي من أكبر المدن السنية ويقدر تعداد السكان فيها بـ4 ملايين، وكان ذلك في منتصف 2014، حيث انسحبت فرقتان من الجيش العراقي تاركتين سلاحهما الذي أخذه داعش واستولى على الموصل بيوم واحد وأخذ من بنوك الموصل 500 مليون دولار، وكان ذلك عونا له ليحتل مدن وقرى العراق الشمالية.

احتل داعش المدن والمحافظات السنية والكردية فأخذ محافظة نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى والأنبار، وكان منهجه في الاحتلال إيهام السنة أنه جاء لتحريرهم من ظلم الميليشيات الإيرانية والعصابات العراقية، وفرض نفسه بقوة السلاح للسيطرة على مفاصل المحافظات وإلزام الناس بمتابعته ومن يرفض يعتقل أو يطرد أو يقتل.

أعلن النظام الدولي الحرب على داعش، وكان المنفذ على الأرض هو الجيش العراقي مدعوما بميليشيات الحشد الشعبي وهو خليط من العشائر العراقية والمنظمات الإيرانية العسكرية، وكان التنظيم ينسحب من المدن والقرى تاركاً أهلها بلا رؤوس ولا قدرة على الدفاع عن أنفسهم حتى جاء الحشد الشعبي واحتل مناطق السنة.

تم تشكيل التحالف الدولي لمواجهة داعش، وقالوا إنه قد يستغرق ثلاثين سنة، ويحرص التنظيم على تأليب الأكراد والشيعة لاحتلال مناطق السنة، ويتفنن بأساليب التحرش كما جرى مع النساء الإيزيديات والإعلان عن السبي، الأمر الذي جعل الأكراد يقفون صفا واحدا ضده، وكذلك فعل التنظيم الشيء نفسه مع الشيعة مثلما حدث في تفجير الكرادة.

تنظيم «داعش» عبارة عن ميليشيات همجية تم توظيفها لمشروع تقسيم العراق والشام وهذا ما يجري الآن لإعطاء الأكراد حكما ذاتيا في شمال سورية، وأخيرا أقول مستقبل «داعش» مرتبط بالدول التي وظفته واستثمرت وجوده.

• هل معنى كلامك أن مستقبل سورية والعراق مرهون بمستقبل داعش ؟

- للأسف نعم، لأن الدول الكبرى لا تريد أن تنتهي معاناة الشعبين العراقي والسوري إلا بتوزيع الدولتين طائفيا من خلال الحكم الذاتي، كما هو الحال في كردستان العراق الآن.

• هل أرسلت أحداً من الشباب الكويتي لداخل سورية ؟

- من بداية الثورة السورية أعلنت من خلال «تويتر» أن الشعب السوري غير محتاج لأي أحد إلا الأطباء والكوادر الفنية التي تخدم الشؤون المدنية.

• هل تستطيع الحكومات الخليجية استرجاع الشباب الخليجيين ؟

- إذا أرادوا استرجاع الشباب الخليجيين فإن ذلك ممكن وسهل، من خلال الجمعيات الخيرية التركية وغيرها، وذلك أن كثيرا من الشباب يريد ان يرجع عن داعش بعد أن اكتشف خطره وكذبه، ولكن ما يمنعه أنه يخشى السجن والتعذيب، ولذلك أناشد المسؤولين أن يحتووا الشباب الذين ذهبوا لسورية ويحاوروهم لئلا يكونوا جنودا لداعش وخناجر مسمومة في خاصرتنا.

• لماذا يتأثر الشباب بفكر «داعش» عبر «تويتر» وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي ؟

- هناك أسباب عدة من بينها الدعاية الإعلامية الضخمة لداعش وتزوير الحقائق. فالإعلام ساحر يسحر العين، وكذلك اليأس وفقد الأمل في كل السبل المطروحة لتفريج كربة المسلمين، بالإضافة إلى الحسابات تنادي الشباب وترغبهم بالقدوم وتغريهم بالحضور.

على الهامش



أرجعت كويتيين من سورية



بسؤاله عن مستقبل الشباب الخليجي المنضم لداعش، أجاب العجمي «قام داعش بإفساد عقولهم وجندهم لخدمة مصالحه، ولذلك نجد في حساب هؤلاء الشباب في تويتر تهديدات كثيرة لدولهم ومشايخهم، وهذا يعني أن هؤلاء إذا رجعوا سيقومون بتنفيذ خطط داعش، والحل يكون باحتوائهم ومد الجسور معهم والحديث معهم ومناقشتهم وبذل كل السبل لاسترجاعهم إلى أهاليهم، وقد قمت بحمد الله بإرجاع عدد من الشباب الكويتيين من داخل سورية».

المقدسي... جاهل ظالم



في معرض حديثه عن مظاهر الاتفاق بين تنظيم «داعش» وجبهة فتح الشام «النصرة سابقاً»، قال العجمي «يتفق الفريقان على الرجوع لأبي محمد المقدسي الأردني وهو شخص جاهل ظالم يجمع نصوص الكتاب والسنة لينزلها على غير محاملها».

كلية الشريعة وأمن البلد



رداً على سؤال عما إذا كان في كلية الشريعة أساتذة ارهابيون أو مناهج ارهابية، قال العجمي: كلية الشريعة تأسست قبل 35 سنة وقد تخرج فيها وزراء وقضاة ومستشارون وأساتذتها يتميزون بالفهم العميق لقواعد ومقاصد الشريعة والطعن بكلية الشريعة، كالطعن في كلية الحقوق إذا وقع خطأ من عضو من هيئة التدريس.

وأضاف أن الحملة على كلية الشريعة تخدم جهات خارجية دولية تهدف لزعزعة أمن البلد، وإذا قبلنا الطعن بالكلية فقد قبلنا الطعن في جامعة الكويت. مشيرا إلى ان وقوع الأخطاء الفردية من بعض أعضاء هيئة التدريس موجود في جميع كليات العالم، ولكن هذا الخطأ لا يصل لدرجة وصف الشخص بأنه ارهابي.

رأي العلماء في التكفير



سألت «الراي» العجمي عن واجب العلماء في النوازل العامة، فأجاب بالقول «قال تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيّننه للناس ولا تكتمونه)، وقال سبحانه ( لولا ينهاهم الربانيون عن قولهم الإثم وأكلهم السحت)، وقال عز وجل ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وقال ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير)، والأمة بحاجة لبيان العلماء في ذهاب هؤلاء الشباب وفي مسائل التكفير،لاسيما في عالمنا اليوم فقد أصبح كثير من المسائل متداولة وتحتاج إلى تحرير وبيان».

هكذا نحمي أولادنا



عن كيفية حفظ أولادنا من الفكر الداعشي والتكفيري، قال العجمي: يتم ذلك بالوقاية والمناعة والعلاج، فالوقاية تعني التنحية والإبعاد فنحرص على ابعاده عن مواطن الفتن والجماعات المغالية. والمناعة تعني غرس الأصول الشرعية والمقاصد النافعة من خلال الدروس العلمية والمحاضرات الهادفة. والعلاج وهو خاص بمن تأثر بأفكار الغلاة وتكون بالحوار والمناظرة والتأليف وسماع حجة الطرف الآخر واحتوائه قدر الإمكان.

«داعش» والتنظيمات الأخرى



التوافق مع «القاعدة»



• الأول: يعتقد كلا التنظيمين بضرورة حرب النظام الدولي كله وقتاله في كل مكان.

• الثاني: يعتقدان أن المرجعية العلمية للجهاد هي للمجاهدين المشتغلين بالعلم فقط، ولا يرجع لمن لا يجاهد بأرض المعركة في قضايا الجهاد.

• الثالث: يعتقد التنظيمان أن الحكومات الخليجية كافرة وجيوشها كافرة ويجب إسقاطهم جميعاً.

• الرابع: يعتقد كل منهما أنه الناطق الرسمي الوحيد للجهاد في العالم، وكل من حمل راية الجهاد يجب عليه الانضمام لرايتهم، وهذا يشهد له ما يجري في الصومال واليمن ونيجيريا وغيرها. وأما في أفغانستان فإن تنظيم القاعدة انضم لطالبان للمصلحة.

التوافق مع «النصرة»



الأول: يتفق الفريقان على ضرورة توليهما القيادة لأرض المعركة وللإمارة الإسلامية، ولا يستبيحان أن يكونا تابعين لغيرهما.

• الثاني: يتفق الفريقان على الطعن بالمقاتلين الآخرين، لأن مناهجهما مغشوشة وفاسدة، بسبب مناهج المقاتلين، ويصفونها بالمواقف المتميعة من الديموقراطية.

• الثالث: الفريقان يتفقان على مواجهة النظام الدولي وحربه في كل مكان، وفيما داعش يستعجل ذلك، فإن جبهة النصرة تؤجله، ولكنهما متفقان على المبدأ.

الاشتراك مع السلفية الجهادية



• الأول: التكفير غير المنضبط، فالتكفير باب كبير من أبواب الدين، وله شروط وضوابط محددة في كتب العقائد والفقه في باب الردة وغيره.

• الثاني: تشويه المخالفين وتسفيه آرائهم.

• الثالث: العناية بالكتب دون الرجوع لأهل العلم الراسخين بالعلم.

• الرابع: التصدي للحديث عن السياسة الدولية مع الجهل المركب بتفاصيل ذلك وأحكامه.

المشتركات مع الجماعات الإسلامية



• الأول: الديكتاتورية وعدم الأخذ برأي أهل الرأي والعقل، والرجوع فقط للمكاتب العلمية في كل جمعية.

• الثاني: الموقف السلبي من الحكومات واعتقاد أنهم أفضل من يتولى المنصب.

• الثالث: كتابات سيد قطب الذي يذكر في كتابه ظلال القرآن جاهلية المجتمعات التي تعيش في بلاد تحكم بغير ما أنزل الله وأن الناس إذا لم يغيروا ذلك فهم في جاهلية وليسوا مسلمين.