فرنجية المتمسّك بترشيحه على طاولة غداء برّي

باسيل: مَن يرد استدراج الخارج للتخريب فليذهب هو إلى الخارج

1 يناير 1970 11:31 م
الراعي استقبل السفيرة الأميركية وممثّلة بان كي مون
شهدتْ بيروت يوم أمس، سلسلة تحرّكات ولقاءات ذات صلة بملف الانتخابات الرئاسية الذي بدا في سباقٍ مع موعديْ 16 الجاري الذي اختاره المرشّح الأبرز العماد ميشال عون لإحياء الذكرى 26 للعملية العسكرية (شارك فيها الجيش السوري) التي أطاحتْه من القصر الجمهوري في بعبدا (بعد نحو عامين من دخوله كرئيس لحكومة عسكرية انتقالية) و31 أكتوبر الذي سيشهد جلسة الانتخاب الرقم 46.

وقد توزّعت الحركة الرئاسية في هذا السياق بين الجولة التي أطلقها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على الأحزاب والكتل النيابية، وبين مقر رئيس البرلمان نبيه بري الذي استقبل المرشّح المستمرّ في المعركة النائب سليمان فرنجية، ومقرّ البطريركية المارونية في بكركي حيث وسّع البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساعيه الهادفة الى تسهيل انتخاب رئيسٍ.

وعلى مرمى أيام من إحياء «التيار الحر» يوم الأحد ذكرى 13 اكتوبر 1990 بـ «عرض عضلات» شعبي في الشارع على تخوم القصر الرئاسي المهجور منذ 25 مايو 2014، كثّف عون، عبر باسيل، تحرّكه في اتجاه طمأنة الأفرقاء الداخليين الى الملابسات المحيطة بالمسار الجديد الذي أطلقه الرئيس سعد الحريري على قاعدة امكان انتخاب «الجنرال» رئيساً والسعي الى «تفكيك» الألغام الداخلية التي ما زالت تعترض طريق عون.

وقد زار باسيل في هذا السياق كلاً من النائب طلال ارسلان ثم قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي فحزب «الطاشناق»، معلناً ان «هناك فرصة يجب ان نحافظ عليها رغم محاولات التخريب»، ومشدداً على «ان اللجوء الى الخارج لو كان لمساعدة لبنان قد نتفهمه أما ان يكون للتخريب فهذا غير مقبول».

وحول تغريدة القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري وهل هي رسالة الى الحريري في ما خص مسعاه تجاه عون، أكد ان «موضوع تغريدة القائم بالاعمال السعودي يسأل عنه الرئيس الحريري اما نحن فمعنيون بالناحية الداخلية من الموضوع، ومَن يريد استدراج الخارج الى لبنان للتخريب فليذهب هو الى الخارج».

وكان لافتاً إعلان ارسلان بعد استقبال باسيل ان الحكم على التقارب بين الحريري وعون لا يمكن ان يحصل «قبل أن نسمع موقفاً واضحاً من الرئيس الحريري حيال ترشيح عون، ونحن بانتظار اعلان الترشيح لأخذ الخطوات اللازمة، وعندها ستكون لنا لقاءات مكثفة، خصوصا مع الرئيس بري والسيد حسن نصرالله، ورئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية لنكون صفاً واحداً».

وبينما كان رئيس «التيار الحر» يتحرّك وسط علامات استفهام اذا كان جدول زياراته سيشمل بري، الذي يتصدّر جبهة المعترضين على وصول عون للرئاسة، كان رئيس البرلمان يستقبل النائب فرنجية يرافقه نجله حيث كان لقاء تخلله غداء.

وبدا هذا اللقاء في سياق «الرسائل السلبية» الإضافية تجاه عون، ولا سيما ان بري كان اكد قبل ايام انه لا يزال عند دعمه لفرنجية «الذي يمكن الاطمئنان اليه، على كل الصعد، من الطائف وتوازناته الى خيار المقاومة وثوابته». علماً ان الوزير السابق يوسف سعادة (من فريق فرنجية) كان استبق لقاء رئيس «المردة» مع بري معلناً «ان سليمان فرنجية ترشح بعد سنة ونصف فراغ وبعد دعم قوى أساسية عابرة للمذاهب والطوائف فمن يتوهم بأنه سينسحب نؤكد له انه لا يعرف سليمان فرنجية».

أما في بكركي، فكان الأبرز استقبال البطريرك الراعي في لقاء واحد السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد والمنسقة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ العائدة منذ ايام من زيارة لطهران لم تسمع خلالها ما يشي بقرب انتهاء الأزمة الرئاسية في لبنان.

وفيما أطلعت ريتشارد وكاغ الراعي على الأفق الخارجي للملف الرئاسي، استمعتا من البطريرك الى مقاربته لهذا الملف وخلفيات «صرخته» الأخيرة في الملف الرئاسي ولا سيما بوجه بري ورْفض اقتراحه لحل السلة المتكاملة الذي يعتبره رأس الكنيسة تقييداً غير دستوري للرئيس.