نكهات البشر

1 يناير 1970 01:13 م
يشبه البعض نكهات الطعام في شخصيته وحبه للحياة، تجد من هو حلو ذو شخصية راقية من الداخل قبل الخارج يبتسم ويساعد ويبادر ويعطي بحب ويعكس ذلك على ظاهره، وتجد ذا الشخصية الكئيبة الغليظة ترى ان الدنيا اكبر همه، قويا من الخارج وضعيفا جداً من الداخل لا توازن في شخصيته وتجد من هو اناني ينفر منه الآخرون من شدة انانيته وحقده يريد كل شيء له فقط كالطفل صاحب الثلاثة أعوام، سنذهب عزيزي القارئ في رحلة مع الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله وادخله فسيح جناته يتحدث فيها عن نكهات البشر ويقول فيها لقد رأيت من خلال دوراتي وانتقالي بين البلاد أن البشر ستة أنواع:

الأول: نوع يعيش في الدنيا ولا يعرف ما الذي يريده، ولا يعرف أهدافا يحققها، كل هدفه أن يوفر الطعام والشراب على قدر الكفاف، ومع ذلك لا يكف عن الشكوى من ضيق العيش.

الثاني: نوع يعرف ما الذي يريده، ولكن لا يعرف كيف يصل اليه، و ينتظر من يوجهه ويأخذ بيده، وهذا النوع من الناس أكثر شقاء.

الثالث: نوع يعرف غايته ويعرف وسائل تحقيقها، ولكنه لا يثق في قدراته، يبدأ خطوات لتحقيق شيء ولا يتمها، يشتري كتابا ولا يقرؤه... وهكذا دائما، لا يبدأ في خطوات النجاح، وان بدأها لا يكملها، وهذا النوع أكثر شقاء من النوعين السابقين.

الرابع: يعرف ما الذي يريده، ويعرف كيف يصل اليه، واثق في قدراته، الا انه يتأثر بالآخرين، فكلما انجز شيئا سمع لمن يقول له: هذا الاسلوب غير مفيد، انما عليك أن تعيد هذا الامر بشكل آخر.

الخامس: نوع يعرف ما الذي يريده، ويعرف كيف يصل اليه، واثق في قدراته، ولا يتأثر بآراء الآخرين الا ايجابيا، ويحقق النجاح المادي والعملي، الا انه بعد تحقيق النجاح يصيبه الفتور، ويهمل التفكير الابداعي ومواصلة النجاح.

السادس: هذا النوع يعرف هدفه، ويعرف وسائل تحقيقه، ويثق في ما أعطاه الله سبحانه وتعالى من مواهب و قدرات، ويسمع الآراء المختلفة فيزنها ويستفيد منها، ولا يضعف أمام التحديات والعقبات، وبعدما يبذل كل ما في وسعه، ويأخذ بجميع الاسباب يعزم في طريقه متوكلا على الله سبحانه وتعالى، ويحقق النجاح تلو النجاح، ولا تقف همته عند حد. نستطيع معاً ان نستنتج من خلال رحلتنا البسيطة هذه ان الحياة بسيطة كبساطة الأحلام ان نظرت لها بصعوبة لن تقوم بشيء وان نظرت لها بيسر وسهولة وعملت بجهد واجتهاد وبذلت فيها وجدت ثمارا جميلة ونجاحا يلي الآخر، لا تسمع لمن يراك لا شيء وانت شيء كبير لا احد يولد كبيرا جميعنا نولد صغارا ونكبر، اما نكبر على نجاحات وتحقيق اهداف واحلام وطموح أو كسل وفشل بسبب ضعف منا، انت من تصنع وتكون نفسك لا أحد يصنع أحدا «أفكارك هي من تصنعك»، تعلم كل يوم شيئا جديدا وطور من ذاتك لا تقف عند حد وتقول انا وصلت الى النهاية فلا نهاية لهذه الحياة، ماذا افعل ان اخبرني شخص بأني لا استطيع عمل شيء ما؟ انظر حولك ولمن هم كانوا لا شيء واصبحوا شيئا أولاً بتوكلهم على الله ثانياً بثقتهم بما يملكون من قوة وعزيمة، لا تكُن فاشلا وكُن كما تُريد ان تكون، حدث معي في مراهقتي موقف بسيط وها أنا الآن اضعه أمامكم، كتبت مقالا بسيطا حول ما يحدث في القدس المحتلة وهاجمت أعداء الإنسانية، نظر من هو قريب جداً الى قلبي إلى ذلك المقال وقال لي انا فخور بك فالمقال جميل وأحد اصدقائي محرر في صحيفة مشهورة سينشره لك، عندما رأى ذلك الشخص المقال قال للشخص القريب الى قلبي «شتبي بالسياسة وعوار الراس صغيرة عليها». حزنت جداً لاعتراضه على مقالي ولكن لم اقف هناك تخرجت في الثانوية العامة وفي بداية مشواري الجامعي شاركت في دورة صحافية، وتعلمت منها الكثير وقابلت احدى الكاتبات وهي الاستاذة سعدية مفرح احببت اسلوبها ولباقتها وتمنيت ان يكون لدي شيء بسيط من ثقافتها وها انا الآن اضع مقالي الخامس بين ايديكم. الطموح نعمة من الله ينعم بها على عبده ليعمل ويجتهد ويري الناس ما لديه لا تقف في مكانك، اعمل وازرع واجتهد ستجد في المستقبل ثمار جهدك وعطائك، اسأل الله التوفيق لي ولكم وان يرزقنا سرعة الفهم والحفظ وان يكون معنا دائماً وابداً.

اتمنى ان يصل المقال الى قلوبكم قبل عقولكم وتكونوا نكهة جميلة في هذه الحياة الجميلة البسيطة واخيراً لا ننسى قول غسّان كنفاني: «لك شيء في هذا العالم فَقِم» وكُن خفيفا لطيفا

في هذه الحياة تزرع الابتسامة في وجه احبتك واحبة الله من الفقراء والمساكين فالابتسامة صدقة والكلمة الطيبة حسنة.