أحيت ليلة مصرع القاسم بن الحسن

المنابر الحسينية واصلت سرد وقائع الملحمة الكربلائية

1 يناير 1970 04:35 ص
فيما تقاطر محبو وعشاق سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) مساء أول أمس على الحسينيات في الليلة الثامنة من ليالي عاشوراء، واصل خطباء المنابر الحسينية سرد وقائع الملحمة الكربلائية، والمقدمات التي سبقت واقعة الطف.

وشهدت الليلة الثامنة إقبالا كثيفا، صاحبته يقظة أمنية عالية، من خلال تكثيف دوريات الشرطة والمرور بمحيط الحسينيات.

وفي الحسينية الجعفرية تحدث خطيب المنبر الحسيني صالح الفرحاني، عن محور طاعة الوالدين والأمور الواجب اتباعها لنيل رضاهما، والابتعاد عن كل ما يقع في خانة عقوقهما.

وأشار إلى جملة حقوق للوالدين على الولد «لكثرة ما قدما لابنائهما من خدمات وتفان وإحسان»، مبينا أن «هذه التضحيات العظيمة التي يقدمها الآباء لابد أن يقابلها حقوق من الأبناء ومن هذه الحقوق، الطاعة لهما وتلبية أوامرهما، التواضع لهما ومعاملتهما برفق ولين، خفض الصوت عند الحديث معهما، استعمال أعذب الكلمات وأجملها عند الحديث معهما، إحسان التعامل معهما وهما في مرحلة الشيخوخة وعدم إظهار الضيق من طلباتهما ولو كانت كثيرة ومتكررة».

وطلب الفرحاني من شباب المسلمين الاقتداء بصاحب الليلة القاسم بن الحسن «الذي أصر على قتال أعداء عمه الامام الحسين».

وفي حسينية دار الزهراء في الدسمة، تحدث الشيخ علي حسن غلوم عن حماسة الشباب. وقال ان «للحماسة ما يضر بها، فما الذي يمكن أن يسيء إليها بحيث نجد الشباب يمضون على إثر ذلك في اتجاهات لا تتناغم مع طبيعة المرحلة العمرية التي يعيشونها على مستوى العاطفة والاهتمام والعمل؟».

وتابع غلوم «هناك عدة عوامل منها: التسكع، والترف، والاستغراق في الملذات، وتلبية الشهوات، والانغماس في اللهو، وإن كان لهواً بريئاً لا يختلط بالحرام البيِّن،هذه العناوين في واقعها تمس حس المسؤولية لدى الشباب... المسؤولية تجاه الذات وتجاه الأسرة، والمجتمع، والدين، والإنسان».

وأضاف «العامل الثاني الإحباط، فالعاطفة الجياشة التي توقد شعلة الحماسة لدى الشاب، هي ذاتها كفيلة بأن تُراكم المعطيات السلبية للواقع الذي يعايشه الشاب وهو يُقيِّم حالة الفئة أو الجهة أو الدين أو المذهب الذي يتحمّس له، لتكون نتيجة ذلك الشعور بالإحباط الكبير من هذا الواقع الصادم الذي كان يتوخّى له وضعاً أفضل».

وتحدث عن العامل الثالث، فقال «إنه التعصّب، فالمتعصبون للدين أو لأي انتماء آخر يحوّلون ذلك الانتماء إلى حلبة للصراع مع الآخر المختلف، وليتحول التعصب أحياناً إلى حالةٍ خانقة، لا يشعر معها الإنسان بالقدرة على الانطلاق، وقد كانت واحدة من سلبيات الإنسان العربي التعصب للدائرة الاجتماعية التي ينتمي إليها، وهي في الوقت الذي تضيق فيه وتتسع (للأسرة، للقبيلة، للوطن... إلخ) ستجد العصبية حاضرة».