| د. تركي العازمي |
أعلن الطريجي لـ «الراي»: استجواب «ثلاثي» لوزير المالية في أولى جلسات دور الانعقاد المقبل في شأن قضية البنزين? والمعيوف سيستجوب الوزير الصانع مع بداية دور الانعقاد المقبل حول تجاوزات الصانع القضائية الكارثية، وهناك وزراء آخرون في مرمى سهام الاستجواب.
يقولون «حمي الوطيس» وأنا أقول «ما فيه إلا الخير»... يعني مو عاجبكم الـ 75 ليتراً!
3 سنوات مضت، وفي صيف 2016 يبدو أن تأثير الإجازة أظهر الطاقة الكامنة وهات «استجوابات»، مع أن المسألة لا تتجاوز سوء تفاهم يمكن له أن يحل قبل الوصول إلى خيار الاستجواب.
يقال إن من أهم مقومات تحقيق التفاهم بين السلطتين، وجود أرضية مناسبة للنقاش... طريقة «هات وخذ»، كما هو متبع في الألعاب الرياضية، لأن الروح الرياضية مطلوبة، ومن يتقن وسائل الإقناع يكسب الجولة.
أين «الخذ والهات»؟ نحن كسواد أعظم لم نر إلا هات... إذاً، هناك فجوة في الفهم أو هناك خلل بالعلاقة وطبيعتها بين أعضاء المجلس وأعضاء الحكومة من جهة? والمؤثرات الداخلية والخارجية من الجهة الأخرى.
كنت قد أشرت في مقال سابق إلى وجوب أخذ الحذر من الدرس الفنزويلي لتقارب ثقافة الإدارة السيئة في الاستثمارات وبين ما هو متبع هنا في الكويت.
بين حالة الوعي واللاوعي، تسقط أوراق التوت. ولأننا لم نحسن استغلال الفوائض المالية في السنوات «الخضراء» مسنا الضر في السنوات «الحمراء»، حيث وصلت حالة التقشف إلى جيب المواطن البسيط.
لم نسلم من صدمة الكهرباء. ولم نسلم من صدمة تأمين المتقاعدين. ولم نسلم من مآسي العلاج بالخارج. ولم نشعر بمآساة التعليم والتطبب والازدحام المروري ولا حتى «الحصى المتطاير»... ونأتي لنستجوب بسبب 75 ليتراً اتفق عليها الطرفانّ! والغريب، لم نجد أي متسبب تمت محاسبته!
ماذا سيضيف الاستجواب الثلاثي والاستجوابات الآخرى؟ لا شيء وستنتهي إلى «خذ وهات» سياسي محصلته العودة إلى المربع الأول.
لم يتبق سوى أشهر... وليت النواب «وسعوا بالهم» وتركوا العلاقة تنتهي من دون «شوشرة» وسوء ظن في خانة «اللاوعي» التي تدفعنا إلى امتصاص الصدمات وهو بلا شك من اختيارنا على مضض.
لمن نوجه اللوم يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي، المثقف منه وغير المثقف، الكبير منه والصغير؟
الكل من دون استثناء انتابه شعورالحزن وخيبة الأمل... فعوضاً عن إيجاد خطط إستراتيجية جديدة تتضمن سياسات مبتكرة توجد الحلول الاقتصادية المناسبة قبلنا وباختيارنا في مبدأ «الجود من الموجود»، وأصبحنا نبحث عن أسهل الحلول وإن كان المتضرر البسطاء والوطن وموارده!
لذلك? أرى أن لا الاستجواب الثلاثي ولا الاستجوابات المقبلة في آخر دور انعقاد قد تساهم في علاج لب المشكلة التي تسببت في القضايا التي نعيش فصولها ليس منذ سنوات بل منذ عقود مضت.
إنها ثقافة «الاختيار» في كل شيء، وغياب التخطيط الاستراتيجي السليم وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، تشكل أسباباً منطقية للحالة التي نعيشها، ولن نصحو من غفلتنا إلا إذا عقدنا العزم على محاسبة الذات، وكل فرد له صلة في تدني مستوى الاقتصاد والخدمات... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi