رواق

الخطة الروسية

1 يناير 1970 12:51 م
في رواية تم تداولها أن الولايات المتحدة كرمت عميلها الروسي الذي كان يشغل منصب وزير الخدمة المدنية في موسكو على إسهامه في خدمتها لصالح انهيار الاتحاد السوفياتي.

وفي الرواية نفسها ورد أن تكريم الوزير أثار تساؤل وكالة الاستخبارات الروسية لعدم وجود مراسلات تكشف تسريبه معلومات لها لكن ما اتضح في الرواية شبه المؤكدة ان دوره أكبر.

ما فعله وزير الخدمة المدنية الروسي وأسهم اسهاما مباشرا في انهيار الاتحاد السوفياتي يتلخص في التالي :

تعيين كل خريج في غير تخصصه وغير مجاله، تشجيع ترقية الأغبياء الى قمة الهرم مع تسليط الأضواء عليهم وتكثيف الدعاية الاعلامية لهم وفي الوقت نفسه حجبها عن الكفاءات وعرقلة صعودهم الوظيفي باختراع نقص في الشروط يسمح بتخطي من هم أقل منهم لهم.

بعد اكتمال خطوات الخطة الروسية المحكمة الإتقان بقي في رأس الدولة العجائز القدامى والأغبياء الجدد حتى أصيب الاتحاد السوفياتي بالإفلاس الفكري، ولم يعد في امكان أي رئيس ولا أي ادارة انتشاله من المستنقع الذي انزلق فيه فانهار وسقط.

ان ثبت صحة ما سبق رغم ثبوت منطقيته، فإن السؤال القائم هو ان كانت قوى عظمى شكلت قطباً ثانياً في حقبة الجبارين انهار من بضع خطوات تتكرر حولنا يوميا ماذا يمكن أن يحصل عندنا؟

فلا مختص يختص في مجاله واصحاب السبع صنايع أضاعوا حظ كل ذي حق بخس حقه في اقصائه عن مجاله وحجب ترقيته وتخطيه بمن هو أول من ينفذ وآخر من يناقش. هذا ان ناقش اصلا ولم يناطح الصياح بالصياح ليأخذ ما ليس من حقه لعله يعوض به حقه المهدور بهدر حقوق الآخرين من باب المساواة في الظلم عدالة، أما الأغبياء فلا داعي لترقيتهم أو عمل دعاية لهم فهم الدعاية وهم القمة في الوقت نفسه لقاعدة مشغولة في التسوق الالكتروني.

أما قمة طموحنا بدخول الألفية الجديدة قبل ان تنتهي فما عاد بإمكان المارد الجبار الخارج من قمقمه تحقيقه وما علينا الا ان نتواضع قليلا وتتواضع طموحاتنا كثيرا لتقف عند حد تأجيل الانهيار أو وقوعه بأقل عدد من الخسائر في الأرواح والماديات المهدورة.

@reemalmee