| د. تركي العازمي |
مشهد محزن في بلد الإنسانية... نحن نريدها إنسانية لكن بعض القيادات افتقدوا أدنى حس من المستوى الأخلاقي المهني.
ذلك المشهد المتكرر لعمال يضربون بحثاً عن حل لأجورهم الشهرية... يمر شهر ويطوف شهر ثانٍ وتنفجر «مرارة الغلابة» بحثاً عن مبلغ زهيد حسبوا توفيره ليرسلوه لذويهم من بلد قصدوه بحثاً عن لقمة العيش.
فوق هم الغربة، وهم الراتب المتدني والمتأخر دوماً، يظهر لنا قيادي الشركة أو المؤسسة بتبرير غير مستساغ من الناحية العملية لأن عملية تحويل الرواتب لا تحتاج إلى ابتكار.
تكررت مناظر إضرابات عمال النظافة نتيجة تأخر صرف مستحقاتهم لأشهر ما يتطلب توجيه الأسئلة لكل مسؤول عن هذا الملف: لماذا التأخير في صرف رواتب العمال؟ وما السبب الفعلي؟ ولماذا لم تتم معالجة الملف في حينه؟
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف «اعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، وهذا الحديث فيه تأكيد على وجوب الاستعجال في صرف الأجر/الراتب... لكن لا حياة لمن تنادي.
في الإضراب الأخير لعمال النظافة في وزارة التربية، عزا الوكيل المساعد للشؤون المالية سبب تأخر الرواتب لوجود مشكلة في النظام، حيث يتعطل كلما حاولوا الصرف والمشكلات في النظام «أوراكل» ظهرت منذ تطبيقه («الراي» عدد الاثنين 3 أكتوبر 2016).
كل الحق على «أوراكل» هكذا ببساطة... وهي الحال في كل نظام يتعطل تجد اللوم يرمى على التكنولوجيا الحديثة... واسألوا كل مراجع وقف أمام «الكاونتر» منتظرا إنجاز معاملته وقوبل برد «النظام عطلان»!
ما علينا... بالنسبة إلى قضية الرواتب تحديداً كان يفترض أن يتم تدريب العاملين على النظام قبل التطبيق وأن يتم تخصيص مهندس دعم فني لمعالجة الخلل على الفور وقضية استمرار المشكلة منذ أشهر عدة، لهو بحد ذاته مثار استغراب بعيد كل البعد عن أهداف الحكومة الإلكترونية.
وإن تعطل النظام لا يعفي المسؤولين عن واجبهم تجاه العمال، ومن المؤكد أن هناك بدائل للصرف، كالصرف اليدوي أو حوالة للبنك وينتهي الموضوع.
نحن في بلد الإنسانية... نقطة سطر جديد.
لذلك علينا أن ندفع بالحفاظ على سمعة الكويت من خلال المحافظة على حقوق العمالة وصرف المستحقات المالية لهم من باب إنساني وشرعي يوجبان عدم التسويف في الصرف لأي سبب من الأسباب. وزد على ذلك، ان التكنولوجيا الحديثة في طبيعتها المتجددة تمنحك عبر تطبيقات معينة الفرصة في اختيار ما تريد ومتى ما أردت بما فيها التحويلات المالية وكل المعاملات الآخرى.
لذلك? نتمنى ألا يستمر الوضع ولا نود أن تظهر صورة لعمال مضربين بحثاً عن رواتبهم المتأخرة في القريب العاجل، فسمعة الكويت فوق كل اعتبار... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi