حوار / معلِّقاً على خلافه مع إليسا: «اللي بيغلّط معي بردلُّو الصاع صاعات»
فارس إسكندر لـ «الراي»: نعاني «شعوذة»... في الوسط الفني
| بيروت - من سامر القلعجي |
1 يناير 1970
10:49 م
الكويت غالية على قلوبنا... وفنانوها وشعبها محل تقدير واحترام
كل مطرب يريد تجاوُز ذاته يقصدني ليحقق هدفه... وأحمد الله على هذه النعمة
الأغنية الناجحة «بتحلى بعين الكل»... وندمتُ كثيراً على أغنيات قدمتُها سابقاً لفنانين
يجمع بين متناقضات عدة!
فهو شاعر، لكنه مشاكس... وملحِّن صنعتُه الأنغام، غير أنه لا يكف عن المشاغَبة! هذه هي حال فارس إسكندر الذي أمطر الوسط الفني وابلاً من الأعمال التي حققت - ولا تزال - نجاحات كبيرة منذ انطلاقته الفنية في العام 2003.
«الراي» حاورت إسكندر، الذي يتباهى بقدراته الإبداعية، ويفخر بالقدر ذاته بأنه ابن منطقة «بعلبك الهرمل»، وابن الفنان محمد إسكندر، ومن ثم هو لا يسكت عن حقه أبداً، ولهذا السبب ما زال يُبقي على خلافه مع الفنانة إليسا متأججاً.
الشاعر والملحن فارس إسكندر، كشف اللثام في هذا الحوار مع «الراي»، عن خصومته مع إليسا، متطرقاً إلى زوايا ونقاط أخرى تتعلق بالفن والساحة الفنية... والتفاصيل تأتي في هذه السطور:
• فلنبدأ من ظاهرة الخروج عن المألوف التي تميز أعمالك الفنية. ماذا تقول عنها؟
- التميّز ليس سهلاً. واليوم كل فنان يدقّ بابي ليحمِّلني مسؤولية عمل جديد، من واجبي أن أقدّمه له. وبعدما قدمتُ نحو 350 أغنية منذ العام 2003 حتى الآن، أصبحتُ مسؤولاً أمام الناس، خصوصاً أنهم ينتظرون مني دائماً أعمالاً جديدة ومغايرة، كما أنهم ينتظرون التميّز من خلال أغنياتٍ مختلفة عن تلك التي تكرّر نفسها على الهواء في هذا الوقت.
• هل تلعب شخصية الفنان أي دور في هذا السياق؟
- ليس دائماً. يشعر المطرب أحياناً بأنه يريد الخروج من ذاته وتقديم أعمال جديدة ومختلفة عما قدّمه خلال مشواره الفني فيقول: «ما في غير فارس». الحمد لله على هذه النعمة.
• وكأنك تقول إن فارس إسكندر أصبح مقصداً لكل فنان يبحث عن التميّز؟
- لا «مش قصة مقصد»، بل معروف أن أغنيات فارس تتضمن نكهة مختلفة، كما أن فارس مُغامِر ومُشاغِب إلى حد ما في الكلمة التي يطرحها، إذ يستطيع تحريك المشاعر من خلالها. وهنا أؤكد لك أنني أستمتع لدى اتباعي هذا الأسلوب في العمل الفني، خصوصاً بعدما أصبحتْ لديّ حنكة كبيرة فيه، «إنو إذا بدي غازل حبيبتي لا أقول لها كلمة عادية». وبالتالي إذا شعرتُ بأنني سأظهر فنياً بكلامٍ مكرَّر أفضّل السكوت.
• إلى أي مدى نجح الفنان مجد موصللي في تكملة الصورة التي أرادها فارس إسكندر من خلال أغنية «حابب حبك»، وهي الإصدار الجديد له من كلماتك وألحانك؟
- مجد وأنا «شفنا الخير على وجه بعض»... وهو يملك إمكانات فنية كبيرة وصوت مميز وجميل، ويستطيع من خلاله غناء كل الألوان. قدّمتُ مع مجد ما لم أستطع تقديمه مع فنانين كبار، وهم الذين خافوا من المغامرة نتيجة خوفهم على أرشيفهم.
• هل تعتقد أن مجد غامَر معك؟
- نعم، وأذكر أنه حين أصدرنا أغنية «ما اجتمع رجَّال ومرة إلا الشيطان ثالثهما»، لامني عدد كبير من النجوم على عدم إعطائهم إياها، وأراهنك أنني لو كنتُ أسمعتُهم الأغنية منذ البداية «ما كانوا استرجوا أخذوها».
• أي نجوم مثلاً الذين تقصدهم؟
- كبار النجوم... عندما تنجح الأغنية «بتحلى بعين الكل، لكن لما بتكون في الكواليس بيخاف الفنان انو يجازف فيها».
• ما نسبة الأعمال التي ندمتَ أنك قدمتها إلى فنانٍ ما بعد إصدارها؟
- «كثير، كثير يا خيي». وللأسف،المشكلة أن المادة تتحكم في عملنا بنسبة تتجاوز 80 في المئة.
• إذاً المال هو مَن يحكم ويتحكّم بالفنّ؟
- نعم. ولاحِظ أنه لا توجد أصوات نسائية جديدة. هناك أصوات ذكورية جديدة وجميلة «وبينشاف الحال فيها، لكن أصوات بنات... لا يوجد». لأن الفتاة تعتمد على الشكل أكثر من اعتمادها على الصوت، وبالتالي تحتاج إلى إنتاج كبير «وصرف كتير»، ولهذا ومع توقف الإنتاجات الكبيرة في الفن، اختفت الأصوات النسائية. في المقابل لاحِظ النجوم الذين تخرجوا في برنامج «ذا فويس» أو «أرآب آيدول»، مَن ظهر منهم؟ وكم عدد الأشخاص الذين عادوا إلى منازلهم؟ هذا ظلم، فهذا الموضوع يلزمه مال.
• على مَن تقع المسؤولية في رأيك؟
- محطات التلفزيون تحرق المواهب عبر استهلاكها على مدى شهرين فقط، أي خلال عرض البرنامج، وعند انتهائه ينتهي موضوعها. نحن نحزن على هذا الواقع الأليم، خصوصاً أن هناك أصواتاً ظهرت وهي التي أسمعها حتى الآن في سيارتي. أشعر بأن هذه المواهب كانت مصيدة إعلانات لمصالح محطات التلفزة، أي «إنو برنامج يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة والناس سعيدة بموهبة هذا الطفل أو هذا الفنان، فـ يللا إعلانات وهمْروجة كبيرة، وبس يخلص البرنامج يعود كل شخص إلى منزله». وهنا أسأل: «بتعرف شو بيعملوا فيه للفنان اللي بيطلع من البرنامج؟ بيقضوا على طموحه».
• ما سبب هجومك على برامج الهواة الآن؟
- «مش قصة عم هاجم، لكن هذه البرامج بتطيّر هيدا الشخص، وهو يظهر على الهواء على مدى 24 ساعة في اليوم والناس كلها عم تصبّ لعنده من خلال السوشيال ميديا، فعلى الأقل وأضعف الإيمان أن يقدموا له Geste (بادرة) أي أغنية وليس بالضرورة ألبوم ليشعر بأن لديه هوية فنية».
• بعيداً عن برامج الهواة، ما تقويمك للوسط الفني حالياً؟
- فيه «شعوذة». في هذه الفترة «في شي اسمه شعوذة» على الساحة الفنية.
• كيف؟
- هناك أغنيات تنجح «وبتكسر الدنيا»، ولا تتضمن ميلودي ولا كلمة ولا شيء.
• وكيف ستنجح بتلك المعايير؟
- هي ليست أغنيات بل تركيبة. وأقول هنا إننا ذاهبون إلى مرحلة الـ «DJ» أكثر في الفن وإلى الحالة التي تتضمن الأغنية الغربية. فعند إحضارك لأي «DJ» الآن لإحياء حفل فني، فسيتقاضى أجراً أكثر من «نجم طويل عريض لدينا».
• هل استمعتَ إلى ألبوم الفنانة إليسا الجديد؟
- لا والله.
• وهل تقصّدتَ ذلك؟
- لا، لم يكن لديّ وقت لسماعه فقط. «إنو لازم ما يكون عندي شي تاني أعمله غير إسمع ألبومها!».
• إلى أين سيصل خلافك مع الفنانة إليسا وإلى متى؟
- «أنا اللي بيغلّط معي بردلّوا الصاع صاعات»، ولا أكتفي بصاعين فقط، وفي المقابل «مَن يحترمني وبيعمل من قيمتي أضعه تاجاً على رأسي». صحيح أنني فنان «لكن أنا زلمي ابن بعلبك الهرمل يا حبيبي، يعني ما بيتعلّم عليي».
• لكن إذا اعتبرتَ أن إليسا أخطأت بحقّك فأين قاعدة «المسامح كريم»؟
- صحيح أن المسامح كريم... «لكنني زلمي ما بقدر إسكت عن حقي، وما حدا قصد يستسمحني وما سامحته. وما بقدر سامح الشخص اللي عم يؤذيني كل الوقت».
• «لكن إليسا رأسها كبير»؟
- «ونحنا راسنا كبير كثير معلّم، كثير كبير. بالضيعة عنا قاموا ع الهرمل وحين تراه ستدرك كم أن رأسنا كبير... بس قلبنا أكبر».
• بماذا تتوجه إلى دولة الكويت؟
- (هنا بادر إسكندر إلى الغناء) الكويت مني وفيني... (ثم قال) أحب الكويت كثيراً وجريدتكم الكريمة غالية جداً على قلوبنا، ونحترمها لأنها تتمتع بقدر عال من المسؤولية ومستواها راقٍ جداً.
• هل ننتظر منك أغنية كويتية في المستقبل القريب؟
- إن شاء الله، لنا الشرف بذلك. وأوجه تحية احترام ومحبة وتقدير إلى كل الفنانين في الكويت، وإلى الشعب الكويتي الغالي.