| د. تركي العازمي |
نص الخبر المنشور في «الراي»، عدد الخميس 29 سبتمبر 2016، إن مجلس الوزراء يتجه إلى تجميد تعيينات الصانع الأخيرة في «العدل»، وهذا الخبر يؤكد وجود فجوة في النظم الإدارية المتبعة بتعيين القياديين وغير القياديين، ولم نتصور أن يصل الأمر إلى العدل بتجاهل رد المجلس الأعلى للقضاء على ترشيحات الوزير.
وكنا قد طالبنا بمراجعة التعيينات كافة وأن تكون ميكانيكية العمل واضحة وفق عملية اختيار وفرز للطلبات بطريقة عادلة، ولنا في تعيينات «إدارة الخبراء» مثال آخر لم تنكشف تفاصيله.
نحن تجمدنا منذ عقود... فالتعيينات وطريقة العمل تحتاج إلى تسخين بعد أن تم تجميد المعايير الصحيحة المطلوب اتباعها.
نحن تجمدنا منذ عقود... فلا مشاريع تنفذ ولا عقول تدرك خطورة الوضع المؤسسي وما يحيط جوانب عمله من إدارة مشاريع وإدارة موارد بشرية وإدارة مالية وغابت «الشيمة» يا سيدي فلا تعجب من تأخرنا في كل الميادين.
الله يرحم «مع حمد قلم»... حتى طفل المرحلة الإبتدائية ضاع التعليم وحاولوا ترقيعه بـ «تأنيث المدارس الإبتدائية» ولو حاولت أن تسأل طفلا صغيرا عن حمد لأخرج لك شهادة الوفاة.
والصحة تجمدت... يقولون لك العلاج متوافر والمريض يشتكي من سوء حالته وعندما يجد العلاج في الخارج ويطالبهم برد تكلفة العلاج، تجد الأقلام قد جفت عن توقيع إذن الصرف بقرار!
نحن تجمدنا ولم نستطيع الخروج من الأزمات المتعاقبة وإن حاولنا غرس روح التفاؤل يأتي لنا في الصباح من يعيد حال التفكير إلى حالة الجمود وإن كانت درجة تفكيرة بلغت حد الغليان.
نحن تجمدنا ولم نستطع أن نستخرج من المحفظة مبلغ الزيادة في سعر البنزين وقبلها الزيادة في الكهرباء والآن وغدا الزيادة في الأسعار من دون رقيب... وتشعر بأن كلتا اليدين قد أصابهما ما أصاب العقل من حالة الذهول والارتعاش، وهي تدفع قيمة إضافية ما كان لها أن تقر.
وفي المقابل... تسيل الأموال يمنة ويسرة، ولا نعلم عن حالة التجمد التي أصابت استثماراتنا ولم تساهم في زيادة الإيرادات لمواجهة العجز المالي.
تجمدنا... بعد أن سالت الفوائض المالية ولا نعلم بأي صندوق آلت إليه، وتجمدت بعد أن أصابتنا مصيبة من الله كان سببها من صنع أبناء جلدتنا هداهم الله إلى سواء السبيل.
يقال عن كل فرد يختلف معهم «معارض»، وهو وصف خالفه الصواب بعد أن اختلطت معايير المعارضة مع الموالاة عند البعض.
نوجه النصيحة ونواجه النقد البناء ونحترمه وعند استقبالنا نقدا لا طعم له ولا لون نقف عند الآية «وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد».
إن كنا نريد التغيير... فالتغيير يجب أن يبدأ من المكاشفة والمصارحة وأن نمد اليد للكفاءات وأن نوقف بالتجميد والمحاسبة كل من يتجاوز الأطر المعمول بها في كل المجالات عبر حوكمة تجعل من أي قرار يصدر يجب أن يدقق عليه للتأكد من انسجامه مع روح المساواة والعدل آخذين في الاعتبار المواد الدستورية التي أوجبت ذلك حماية للمؤسسات والعاملين بها ولتكن البداية من الأعلى إلى الأسفل... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi