القرآن الكريم ذكر أن الشيطان سينجح في دفع أوليائه إلى

تغيير خلق الله تغيير الجنس... جراحة آخر الزمان

1 يناير 1970 06:55 ص
| بقلم د. أحمد سامح |
ذكر القرآن الكريم انه سيأتي الزمان الذي يحاول فيه الانسان تغيير خلق الله، لان الشيطان، لعنه الله، قد قال في سورة النساء «إن يَدْعُونَ منْ دُونه إلاَّ إنَاثاً وَإن يَدْعُونَ إلاَّ شَيْطَاناً مَريداً (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخذَنَّ منْ عبَادكَ نَصيباً مَفْرُوضاً (118) وَلأضلَّنَّهُمْ وَلأمَنّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَام وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيّرُنَّ خَلْقَ اللَّه وَمَنْ يَتَّخذْ الشَّيْطَانَ وَليّاً منْ دُون اللَّه فَقَدْ خَسرَ خُسْرَاناً مُبيناً (119) يَعدُهُمْ وَيُمَنّيهمْ وَمَا يَعدُهُمْ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُوراً (120) أُوْلَئكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجدُونَ عَنْهَا مَحيصاً» النساء 117 - 121._
ويقول العلماء في التفسير العلمي لهذه الآيات الكريمة في تغيير خلق الله المقصود به عمليات تغيير الجنس.
وتغيير الجنس من رجل كامل الرجولة التي تثبت بفحص الكرموسومات «الصبغيات» والجينات الوراثية والأعضاء التناسلية الداخلية والظاهرة والغدد الصماء الى انثى والعكس صحيح، أي تحويل أنثى كاملة الأنوثة الى ذكر أصبح خطرا داهما طالت خطورته مجتمعاتنا العربية والاسلامية، فهذه العمليات تجرى في بعض البلدان العربية والاسلامية سرا وعلنا، ويسافر أشخاص الى الخارج لاجراء جراحة تغيير الجنس في الدول الأوروبية واميركا يعودون الى اوطانهم بجنس مخالف لجنسهم الاصلي ويثيرون المشاكل الشرعية والقانونية والطبية.
ونناقش في هذه الدراسة الحالات الطبية، وهي نادرة، التي يسمح الشرع والدين والطب باجرائها، بل ويحضون على اجرائها لتصحيح الجنس عند بعض الحالات النادرة جدا مثل الخنثى الحقيقية التي تحمل الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى في جسدها، وهي نادرة جدا جدا.
كذلك تسمح الشريعة ويقر الطب اجراء عمليات تصحيح الجنس لحالات الخنثى الكاذبة أي التي تحمل أعضاء تناسلية بداخلها لجنس الذكر وأعضائها الخارجية تشابه الأعضاء التناسلية للانثى والعكس صحيح.
اما عمليات تغيير الجنس لرجل مكتمل الرجولة إلى انثى والعكس لمجرد رغبات مكبوتة فان علماء الشريعة أفتوا جميعا بان هذه العمليات من الكبائر ومحرمة شرعا ومجرمة قانونا ويعدد الاطباء المخاطر الصحية الجسدية والنفسية التي تواجه من تجرى له عملية التحول ويحاول بعض رجال الدين الترويج لجواز اجراء عمليات تغيير الجنس مكتملي الرجولة الى اناث والعكس لاسباب نفسية الا ان العلماء والاطباء ورجال الدين يردون على هذه الفتاوى ويرفضون هذه الدعاوى ويعتبرونه فتحاً لباب المفاسد.
جراحة تغيير الجنس يقصد بها تغيير الجنس الكامل، أي تحويل الرجل الكامل الرجولة إلى امرأة أو العكس، وهذا يختلف عن عمليات تغيير الجنس التي تُجرى للاشخاص الذين يحملون المظاهر الخارجية للجنس الآخر منذ ولادتهم والمناسب ان تُسمى جراحة تصحيح الجنس التي تجرى في حالات الخنثى الكاذبة أو حالات الخنثى الحقيقة.
جراحة اخر الزمان
في المجتمعات الغربية التي تسمح قوانينها وثقافتها وقيمها بإجراء عمليات تغيير الجنس من ذكر مكتمل الذكورة من الناحية الجينية والاعضاء التناسلية إلى انثى والعكس صحيح من امرأة لرجل استجابة لمشاعره النفسية وأحاسيسه وهو ما يطلقون عليه في الغرب اضطراب الهوية الجنسية فإن الراغبين في عمليات تغيير الجنس الكامل لابد ان يخضعوا إلى فحص وعلاج نفسي دقيق ولمدة كافية، بالاضافة إلى فحص الغدد والهرمونات ودراسة تركيب الجينات، أي يخضعون للفحص الطبي الشامل. ويمر الاشخاص الذين يجرون عمليات تغيير الجنس بمراحل معيشية خاصة ولفترة طويلة قبل اجراء العملية، وفي هذه الفترة تُعطى للشخص المتحول الهرمونات المناسبة، كأن يُعطى هرمون الانوثة اذا كان الشخص رجلا ويرغب في التحول إلى امرأة، وعندما تظهر علامات الأنوثة يُسمح للشخص المتحول بارتداء ملابس المرأة، ثم يُسمح له بأن يعيش في دور الجنس الآخر والمرأة قبل اجراء عملية التحويل الجراحي والعكس بالنسبة إلى المرأة التي ترغب في التحول إلى رجل.
فإذا أثبت الشخص ارتياحه التام للحياة الجديدة بعد استمراره فيها لفترة مناسبة يمكن اجراء عملية التحويل.
والهرمونات التي تعطى في مرحلة الاعداد النفسي والجسدي قبل اجراء الجراحة تُعطى بجرعات معتدلة ويختلف مفعولها من شخص إلى اخر. لذا فإن مدة استعمالها تختلف ايضا وليس المناسب زيادة كمية الجرعات المستعملة للوصول إلى نتيجة سريعة، لأن هذه الزيادة تكون لها اثار جانبية ضارة، ولذا فإن استعمال هذه الأدوية يجب ان يكون تحت اشراف طبي دقيق.
اما بالنسبة إلى عملية التحويل الجراحي فإنها تختلف في حالة تحويل الرجل إلى امرأة أو العكس. ففي تحويل الرجل الكامل إلى امرأة تجرى العمليات الآتية:
1 - جراحة تحويل الرجل إلى امرأة: هي عملية تغيير الاعضاء التناسلية الخارجية وعملية تكبير للثديين وعمليات ثانوية لاستكمال مظاهر الأنوثة.
أ - تغيير الاعضاء التناسلية: بعمل جرح مناسب في منطقة العجان وعن طريق هذا الجرح يتم استئصال الخصيتين والعضو الذكري مع الاحتفاظ بالجلد.
وفي الوقت نفسه، يتم استئصال الجزء الخارجي من قناة مجرى البول الموجودة داخل العضو الذكري، ثم يقوم الجراح بعمل فراغ أو تجويف داخل الانسجة بين الجهاز البولي من الامام والشرج والمستقيم من الخلف ويكون هذا التجويف بحجم مناسب لحجم تجويف المهـــــــبــــــــل ثـــــم يبطن هذا التجويف بجلد العضو الذكري الذي احتفظ به الجراح لهذا السبب.
وبهذا يتم عمل قناة مهبل جديدة ثم بعد ذلك يحدد الجراح المكان المناسب لفتحة مجرى البول ويتم توصيل القناة البولية لهذا المكان، وأخيرا يتم عمل الشفرتين الكبيرتين من جزء من جلد الصفن «كيس الخصية» ويستأصل الجلد الزائد ثم يتم رتق الجروح.
ب - تكبير الثديين وذلك بزرع جهاز من مادة السليكون في جدار الصدر خلف الثدي الطبيعي، وعادة تُجرى هذه العملية في مرحلة منفصلة بذاتها، اذ ان استعمال الهرمونات الانثوية قبل العملية لمدة طويلة كثيرا ما يحقق زيادة حجمه إلى الحجم المعقول لثدي الانثى.
•جراحات ثانوية: تجرى هذه الجراحات لاستكمال مظاهر الاثونة مثل استئصال جزء من غضاريف الرقبة او التي يطلق عليها اسم تفاحة ادم، وهذه العمليات الخاصة بتحويل الذكر إلى انثى تستغرق وقتا طويلا وذلك لكثرة الخطوات الجراحية اللازمة ودقتها.
ولاتوجد مواصفات او مقاسات محددة لتحديد حجم الشفرتين او المهبل عند اجراء هذه العملية ويعتمد الجراح على خبرته وعلمه لتحديد هذه الاحجام.
وبعد اجراء هذه العملية الاساسية لا يختلف شكل الاعضاء التناسلية كثيرا عن الشكل الطبيعي للانثى.
•استخدام الهرمونات: بعد عملية تحويل الرجل الكامل إلى انثى يلزم الاستمرار في استعمال الهرمونات الانثوية. ولكن بكميات اقل من الكميات التي كانت تستعمل في مرحلة الاعداد قبل اجراء العملية الجراحية، ذلك لان استئصال الخصيتين يقلل الحاجة إلى استعمال هرمونات الانوثة.
والرجوع عن هذه الحالة إلى الوضع السابق اي تحول المرأة الجديدة إلى جنسه الاصلي «الرجولة» فان هذا يستدعي اجراء عمليات عدة دقيقة ومعقدة، بالاضافة إلى انه لا يمكن زرع خصيتين طبيعيتين وحتى اذا تم التحويل بنجاح فان النتيجة تكون دائما اقل كثيرا جدا من الوضع الطبيعي السابق لاجراء عمليات التحويل.
-2 تحويل الأنثى إلى ذكر: عملية تحويل الانثى إلى ذكر اصعب بكثير من تحويل الرجل الكامل إلى امرأة، اذ يحتاج الامر إلى اجراء مراحل عدة دقيقة لتغيير الاعضاء التناسلية الانثوية إلى اعضاء ذكرية.
وذلك يستلزم بناء عضو ذكري ذي حجم وشكل مناسب وقابل للانتصاب لاداء الوظيفة الجنسية الطبيعية، وللوصول إلى هذه الاهداف جميعها تجرى عمليات عدة على مراحل، كما ان نسبة النجاح في هذه العمليات اقل من عملية تحويل الرجل الكامل الرجولة إلى انثى. اذا ان عملية تكوين قناة المهبل تجري على مرحلة واحدة فقط ونسبة نجاحها مرتفعة. وخطوات تحويل الانثى كاملة الانوثة إلى رجل هي كما يلي:
•يتم عمل انبوبة تشكل العضو الذكري من الجلد والانسجة الموجودة بالجزء السفلي من جدار البطن.
•لانشاء قناة مجرى البول يتم عمل انبوبة جلدية رقيقة وتوصل هذه الانبوبة بالعضو الذكري وتجري هذه الخطوة على مراحل دقيقة.
•بعد استكمال تكوين العضو الذكري وقناة مجرى البول بنجاح يقوم الجراح بجعل هذا العضو قابلا للانتصاب ويتم ذلك باحدى طريقتين.
- الطريقة الاولى: ان يتم زرع عضو ذكري من مادة السليكون داخل العضو الذكري الجديد حتى يصبح في وضع انتصاب دائم.
- الطريقة الثانية: ان يتم وضع جهاز خاص من مادة السيلكون ايضا ويكون هذا الجهاز على صورة اسطوانة تملأ بمحلول معقم من جهاز اخر تحت الجلد في منطقة اسفل البطن، وهذا الجهاز ذو تركيب معقد دقيق وبه صمامات لتنظيم مرور السائل المعقم من الخزان إلى الاسطوانة الموجودة داخل العضو الذكري الجديد.
وبهذا يتم التحكم في الانتصاب الذي يتم بواسطة ملء هذه الاسطوانة بالمحلول المعقد، ثم تعريفها إلى الخزان عند اللزوم. ولقد تطورت مثل هذه الاجهزة تطورا كبيرا او تستخدم كأجهزة تعويضية في حالات العجز الجنسي الذي لا يستجيب للعلاج الطبي.
والمدة التي تستغرقها عملية تحويل الانثى إلى رجل تستغرق وقتا طويلا ولايمكن تحديد هذا الوقت في جميع الحالات على ان بعض الحالات قد تستغرق اعواما حتى تتم جميع العمليات اللازمة بنجاح.
وحالات التحول من الرجل الكامل الرجولة إلى انثى ثلاثة أضعاف تحول النساء كاملة لانوثة إلى رجال.
لكن هذا الرجل المصطنع لا يستطيع الانجاب لعدم وجود سائل منوي طبيعي، ولاتوجد ايضا مقاسات محددة في عملية تحويل الانثى إلى رجل ويعتمد الجراح على عمله وخبرته في تحديد مقاسات الاعضاء التناسلية الجديدة.
وتستلزم بعض الجراحات الثانوية لاتمام تحويل الانثى إلى رجل مثل استئصال الثديين مع الاحتفاظ بالجلد والحلمات وقد يستلزم تصغير الحلمتين كذلك يستأصل الجراح المبيضين والرحم وهذا الرجل المصطنع لايملك غدة البروستاتا ولا خصيتين ويحتاج إلى العلاج الهرموني بهرمون الذكورة التستوستيرون.