أكد ان الدول العربية والإسلامية تبقى جميعها في القاعة جاهزة لطلب الرد في حال الإساءة إليها
صباح الخالد: لا ننسحب من اجتماعات الأمم المتحدة عندما يتحدث أي مسؤول إسرائيلي
1 يناير 1970
02:08 م
الانسحاب من الاجتماعات موقف شكلي والمواقف المعلنة والرسمية هي التي يعتد بها ويتم اعتمادها
عار عن الصحة ولا يستند إلى أساس التعاون الاستخباراتي بين الكويت وإسرائيل ولم ولن يحصل على الإطلاق
ما يدعو للاستغراب أن يستند النائب في معلوماته إلى إعلام إسرائيلي يهدف للتشكيك بموقف الكويت وإحداث الفتن
كونا - فيما شدد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، على التزام الكويت بالموقف الذي تنتهجه الدول العربية في تعاملها مع اسرائيل في المحافل الدولية، متمثلا في ان يكون وجود وفودها عندما يتحدث مسؤول اسرائيلي «ليس بالمستويات العليا»، أعاد إلى الأذهان أن الكويت ملتزمة بقانون 25 يونيو 1967، باعتبارها في حالة حرب مع العصابات الصهيونية.
وقال الخالد أمس، ردا على سؤال لأحد نواب مجلس الأمة، ان الممارسة المتبعة في الأمم المتحدة منذ سنوات طويلة هو بقاء الدول العربية في قاعة الاجتماعات، عندما يتحدث ممثل إسرائيل باعتبار الأمم المتحدة محفلاً دولياً.
واضاف ان العادة جرت لدى الدول العربية، بأنه عندما يتحدث مسؤول اسرائيلي في المحفل الدولي، أن يكون وجود وفودها ليس بالمستويات العليا، مبينا ان ذلك ما التزمت به تلك الدول في الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة ومنها الكويت.
واوضح انه «عندما انضمت الكويت والدول العربية الأخرى إلى الأمم المتحدة، كانت تدرك ان اسرائيل عضو في هذا المحفل ولديها بيانات وخطابات ومواقف تعبر عنها من خلال عضويتها»، مضيفا «لذلك فإن الدول العربية والدول الإسلامية ودول حركة عدم الانحياز تبقى جميعها في القاعة عندما يتحدث أي مسؤول إسرائيلي ولا تترك مقعدها، وتحرص على أن تكون ممثلة ومتواجدة وجاهزة لطلب الرد في حال الإساءة إليها».
وذكر ان الانسحاب من الاجتماعات هو بشكل عام مواقف شكلية، علما بأن المواقف المعلنة والرسمية، هي التي يعتد بها ويتم اعتمادها.
وقال «يمكن الاستدلال على مواقف الكويت الرسمية تجاه إسرائيل، من خلال البيانات الرسمية والكلمات التي يتم إلقاؤها من قبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في الأمم المتحدة، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، إضافة الى كلمات عديدة من المسؤولين وعلى كل المستويات سواء كان ذلك في الأمم المتحدة أو منظمة التعاون الإسلامي أو حركة عدم الانحياز».
واضاف ان ذلك تم من خلال كلمات تضمنت إدانة للحكومة الإسرائيلية، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية حول القضية الفلسطينية.
وأفاد بأن الكويت قادت بصفتها رئيسة المجموعة الإسلامية في نيويورك حملة ضد ترشيح مندوب إسرائيل لرئاسة اللجنة القانونية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر يونيو الماضي، وألقت كلمة نيابة عن المجموعة.
واوضح ان الكويت تصوت ضد إسرائيل في جميع القرارات التي تقدمها فلسطين والمجموعة العربية والإسلامية في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى ولا تكتفي بذلك، بل تعمد إلى تبني القرارات التي تساند القضية الفلسطينية .
وقال ان المقاطعة العربية لإسرائيل تحكمها قوانين في إطار الجامعة العربية والتزمت الكويت ولا تزال تلتزم بها من خلال تشريعاتها الوطنية التي أصدرتها تنفيذا لتلك القوانين.
واضاف الخالد انه في الآونة الأخيرة تعرضت الخطوط الجوية الكويتية وهي مؤسسة رسمية إلى ضغوط من السلطات الأميركية لإجبارها على قبول راكب يحمل جوازا اسرائيليا في رحلتها من نيويورك إلى لندن.
وذكر ان المؤسسة لم تقبل طلب السلطات الأميركية، بحجة أنها لا تضمن سلامة هذا الراكب على طائراتها، باعتبار أن الكويت ملتزمة بالقانون الذي صدر في 25 يونيو 1967، والذي ينص على اعتبار الكويت في حالة حرب مع العصابات الصهيونية.
وافاد بان الحديث الذي أشارت له صحيفة اسرائيلية حول تعاون استخباراتي بين الكويت والحكومة الإسرائيلية عار عن الصحة، ولا يستند إلى أساس فلم يحصل ولن يحصل هذا التعاون على الإطلاق.
وقال ان سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد كان له قول مأثور بهذا الصدد، حيث قال (إن الكويت ستكون آخر دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل)، مضيفا ان الكويت اليوم ملتزمة بهذا الموقف الذي عبر عنه سموه ولن تحيد عنه.
واكد ان موقف الكويت من قضية الصراع العربي - الإسرائيلي ينطلق من الموقف العربي بشكل عام من هذه القضية ويلتزم بكل معطياته، وهو يستند الى مطالبة مجلس الأمن بالقيام بمسؤولياته بالضغط على إسرائيل بما يفضي إلى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه السياسية المشروعة .
وذكر ان ما يدعو إلى الاستغراب أن يستند النائب في معلوماته الى اعلام اسرائيلي معاد عبر تلك الصحيفة، وهو إعلام يهدف إلى التشكيك في موقف الكويت، كما يدعو إلى إحداث الفتن في أوساطنا وهي أغراض تخدم في النهاية إسرائيل.