وجع الحروف

إيجابيات «بالونات الاختبار»!

1 يناير 1970 08:13 ص
انخفاض سعر برميل النفط ليس بجديد... وارتفاع الأسعار مع زيادة سعر البرميل بالنسبة إلى البضائع المستوردة ليس بجديد. لكننا نحن ما بين انخفاض لا يواكبه تكليف المواطن بتحمل تبعات الانخفاض وما نواجه الآن من زيادات غير مبررة، نتساءل: ما الذي تغير؟

بالأمس، كان الاقتراب من «جيب المواطن البسيط» أمراً مرفوضاً? واليوم نصبح على رسوم وزيادات غير مبررة، حتى في الجانب العقاري، ارتفعت قيم العقار والإيجارات في شكل مخيف مقارنة بالأسواق الآخرى.

ما الذي يميز مجتمعنا، هو اننا مع كل تغيير نعاتب الحكومة ونرمي عليها كرة المسؤولية، متجاهلين دورنا نحن كشعب صار امتصاص الصدمات خصلة تميزه عن بقية الشعوب.

بدأنا بـ «شد الحزام»، ومررنا بزيادة الرسوم على الخدمات والسلع التي ارتفعت مع ارتفاع سعر البرميل، ولم تنخفض إلا سلع لا تذكر، ويتردد كل يوم بين الأوساط «المتحلطمة»، خبر عن زيادة أو خدمة لم تقدم في شكل مدروس وكان آخرها «التأمين على المتقاعدين»!

هكذا هي الحياة... يرمون «بالون اختبار»، ونحن كذلك نرمي وكل فريق ينتظر ردة الفعل، وقضية زيادة البنزين و«قانون تأمين المتقاعدين»، يعتبران اختبارا لقاعدة الناخبين، ليعرفوا إن المعضلة الرئيسية تبدأ جذورها منّا نحن. والنتيجة أن «سلكت» رموا علينا بالون اختبار آخر... والغريب أن معظمها في ساحة ملعب المواطن البسيط الذي اشتهر بـ «التحلطم».

فهل هناك من إيجابيات في منهج «بالونات الاختبار»؟

قد يقول قائل: «أي إيجابيات الله يرحم والديك»...!

الإيجابيات موجودة في كل شيء، أعني كل شيء بما فيها «بالونات الاختبار»، حيث إنها من وجهة نظري تمنح المراد منهم الإصلاح، الفرصة لمعرفة أوجه الخلل قيادياً وإدارياً لأن «شد الحزام» ينبغي أن يتم توجيهه من الأعلى إلى الأسفل وليس العكس، ويتطلب كذلك مراجعة لتلك الأوراق التي رميناها بلا حس أخلاقي في صناديق الاقتراع والتي أنتجت نواباً استقبلنا منهم التصريح بأن زيادة البنزين ستخفف من «فرارة وقز» الشباب للشوارع. وآخر يقول: لا زيادة إلا عبر المجلس. وثمة من يقول إن الكويت أفضل دول العالم في التخطيط.

إذن? نفهم أن «العلة» باطنية في نطاق دائرتنا نحن السواد الأعظم، ولا عذر أمامنا إن استمر الوضع على ما هو عليه.

ولهذا السبب? نريد صحوة اجتماعية. فمن دونها لن نستطيع الخروج من عنق زجاجة البرميل الذي هبط، وكل المؤشرات الآخرى المرتبطة بـ «جيب المواطن» في زيادة... والله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi