حروف باسمة

الدشة

1 يناير 1970 09:52 ص
تجمعت المحامل قريبا من اليال، وتوافد أبطال البحر وهم مستعدون لبدء رحلتهم وفي أعينهم بريق الجد وقلوبهم تخفق كي يحققوا ما يصبون اليه ويرجعوا الى اهليهم مزودين بالخير.

هذا المشهد يطلق عليه اهل هذه الديرة الطيبة، «الدشة»، وهو يشبه دشة التلاميذ الى مدارسهم ايذاناً ببدء عام جديد... في هذا الاسبوع اكتملت دشة التلاميذ الى مدارسهم على مختلف مراحلها.

مشهد جميل والكل يحمل في قلبه املاً وفي ذهنه فكر وفي عينيه بريق واذناه صاغيتان لدروس مفيدة واوقات كلها تنمية ونماء نحو مستقبل افضل.

فلعل المتخصصين التربويين استعدوا لهذه الدشة الكبرى، فهيئت بيئة التعليم كي تشمل مستلزمات متطورة تواكب روح العصر حتى يستغلها المربون في تحسين عملية التعليم والتعلم.

وعسى ان يكون المربون الذين توافدوا على مدارسهم واعدادهم تربو على مئة الف معلم ومعلمة، استعدوا استعداداً طيباً وبذلوا جهوداً حثيثة في استنباط الطريقة الطيبة التي تمكنهم في توصيل الحقائق والمعلومات الى اذهان تلاميذهم، مستغلين كتباً مدرسية مشوقة ومناهج مستنبطة من بيئتهم وتحاكي روح المجتمع وما يهدف اليه من وحدة وطنية تشير الى طريق واضح لا يشوبه غموض.

عام دراسي مبارك ممتلئ بالخير وتحقيق الامل لكل ابناء هذا الوطن الحبيب، من رياض الاطفال حتى آخر مرحلة في الجامعات.

وتحية خاصة لابنائي طلاب وطالبات مدارس التربية الخاصة في مدارس التربية الفكرية، متمنياً لهم استقراراً طيباً لتلقي حقائق تتلاءم مع اذهانهم.

وفي مدارس تأهيل التربية والأمل متمنياً لهم تخصصات مهنية تتلاءم وقدراتهم وتحاكي احتياج اسواق العمل المحلية.

وفي مدارس النور، عسى ان تتوافر لهم مستلزمات تعينهم على ان يشقوا دروبهم التحصيلية جنبا الى جنب مع اقرانهم في مدارسهم التعليم العام هم واقرانهم في مدارس الرجاء.

وفي مدرسة السلوك التوحدي وروضة العطاء.

امل كبير مع مدارس الأمل في تحقيق آمالهم الى مستقبل زاهر بالخير والنماء.

وتحية خاصة اخرى لابناء مدرسة التربية الفكرية للبنين هذه المدرسة التي تحتل من قلبي وتفكيري منزلة خاصة حيث قضيت فيها اكثر من ثلاثين عاماً، أباً ومعلماً ومشرفاً ووكيلاً وناظراً.

تعاون معي مجموعة من المخلصين للذين وفدوا الى الله منهم الرحمة وللذين هم على قيد الحياة طول البقاء في نعمة ورخاء ودعنا نتأمل ما كنا ننشده ونحن صغار:

صباح الخير مدرستي

صباح الخير والنوري

إليك اشتقت في أمسي

فزاد اليوم تبكيري

صدى ناقوسك العالي

يصوغ إليّ ألحاناً

فسرت إليه في طربٍ

أمد الخطو جذلانا