حوار / في حوار مزج بين الشخصي والفني أكدت خلاله «أن الجمهور الكويتي صعب وصريح»
ميس قمر لـ «الراي»: مررتُ بمطبات خطيرة... في مسيرتي
| حاورها حمود العنزي |
1 يناير 1970
08:59 ص
أمي تحملت مسؤولية أسرتنا بعدما تركنا والدي ونحن صغار
لا أقبل بأي دور أقل من البطولة... وفي طفولتي ترعرعت على فن الكويت
أجمل اللقاءات ما يأتي بالمصادفة!
وأحلى الحوارات هو غير الخاضع للتخطيط المسبق!
هذا اللقاء بين «الراي» والفنانة ميس قمر كان من هذا النوع... التقينا في جولة خارج إطار الفن وكواليسه، فتحوّل مشهداً من «الدردشة» والبوح، والشكوى أحياناً. قمر أماطت اللثام عن أنها عانت في حياتها سنواتٍ حتى أصبحت تحمل قدراً مناسباً من الاستيعاب والتمييز لما يدور حولها، مردفةً: «لا ألتفت إلى ما يقال عني ولا أنشغل بما يملكه الناس، وشديدة الاقتناع بما أملكه في هذه الدنيا، وأحمد الله عليه».
واستطردت قمر قائلةً: «إن الجمهور الكويتي صعب وصريح... وهذا ما وجدتُه حين عملت على خشبة المسرح وعلى شاشة التلفزيون هنا، لكنني لم أخشَ من مواجهة الجمهور في بدايتي»!
قمر كشفت عن أن والدتها اضطرت إلى أن تتولى مسؤولية إعالة الأسرة، بعدما تركهم والدها وهي لا تزال صغيرة، مردفةً: «الآن جاء الدور لكي أرد بعض الجميل لأمي، وألبي احتياجات أسرتي التي أراني متعلقةً بها للغاية»!
ميس قمر ملأت هذا الحوار بكلمات صادقة تنتمي إلى دائرة البوح... أما التفاصيل فنكشفها في هذه السطور:
• كثيرون يتوقعون أنك ستعملين فترة في الكويت، خصوصاً أنك هنا منذ ثلاث سنوات؟
- هذا من حسن حظي... وقد استطعتُ أن أجعل لي بصمة خاصة بي في بلدي الثاني الكويت الحبيبة، وبدأت الطلبات تأتيني من الإخوه المنتجين للمشاركة في أعمال كثيرة.
• قدمتِ شخصيات متنوعة، هل من شخصية معينة قريبة من نفسك؟
- قدمتُ شخصيات عدة، منها الفقيرة والعجوز والبشعة والثرية وغيرها... لكن ليس من بينها دور مطابق لشخصيتي الحقيقية، لكنها جميعاً قريبة من قلبي، لأن لها عندي ذكريات جميلة، وبذلت فيها الكثير من الجهد!
• القريبون من حياتك الشخصية يعرفون أنك زاهدة في كل الماديات، رغم أنك مررتِ في مطبات عدة خلال مسيرتك الشخصية؟
- بالفعل، مررتُ بمطبات خطيرة على المستوى الشخصي، وكنتُ في بلدي سنين معززة ومكرمة والحال المادية جيدة جداً وقنوعة، ولكن أزمات الحروب أخذت منا الكثير، وفي كل بلد أعيش فيه بعد خروجي من العراق أبدأ من الصفر.
• وبالطبع غالباً ما تكون البدايات صعبة؟
- بالفعل، لأنه في البداية لا بد أن يكون القلب صلباً كي يبني من جديد.
• وحالياً، ماذا عن أحوالك المعيشية؟
- أستطيع القول إني أتنقل من وقت إلى آخر بين أربيل والكويت ولبنان.
• أنتِ تحملتِ مسؤولية كبيرة منذ الصغر؟
- لأن والدي تركنا ونحن صغار، تعلمتُ تحمل مسؤولية أسرة كاملة، وكانت والدتي في البداية تولت مسؤولية إعالتنا سنوات طويلة، وظللت أنا أيضاً أتحمل المسؤولية.
• وهل لديكِ أزمات وصراعات في الوسط الفني والحياة الشخصية؟
- بصراحة، أنا جسلت مع نفسي واتخذتُ قراراً: «بس خلاص»... أترك الكثير من التفاصيل وراء ظهري، ولا ألتفت لما يقال عني، ولا أنشغل بما يملك الناس، وقليلاً ما تجدني في المحافل والسهرات وغيرها، كما أنني قنوعة إلى آخر مدى بما قسمه الله لي وأحمده سبحانه عليه وأشكره.
• قبل اللقاء، قلت لي إنك عشتِ حياتك في الشغل ونسيتِ نفسك؟
- ومع ذلك ليس في شكل قوي ألتفت لروحي ولكنني أريد أن أستقر بشكل صحيح. وحالياً، بعد الغربة بدأتُ أجد الاستقرار وأحس به بعد الخراب.
• وهل من أعمال جديدة للتلفزيون للفترات المقبلة؟
- هناك تعاون مع الفنان طارق العلي والمنتج عيسى العلوي... ورغم معرفتي القصيرة بهما فقد وجدتُ التعاون الراقي منهما، ولمست الاحترام في شخصيهما.
• كيف ترين آخر تجربة مسرحية لك «قلب للبيع» التي عرضتموها في إمارة العين؟
- كانت تجربة ناجحة، ولقيت ردات فعل إيجابية من الجمهور هناك، وهذا النجاح يعود إلى اجتهاد جميع إخواني الذين يشكِّلون فريق العمل.
• هل هذه أول تجربة لك على خشبة المسرح في الإمارات؟
- لا، بل لي تجربة سابقة كمنتجة من خلال مسرحية «نجوم تالي وقت»، وكنا قدمناها في عجمان قبل أربع سنوات... وكمستوى خليجي أول مرة من خلال «قلب للبيع» وقبلها عرضنا في «أبو ظبي».
• تقدِّمين في «قلب للبيع» شخصية امرأة ثرية ومادية، وكل همها الكشخة، عكس شخصيتك الحقيقية التي تتسم بالبساطة، كيف إذاً جسدتِ الشخصية؟
- كانت شخصية أقل ما توصف به أنها «معجرفة»، وهي صحيح عكس شخصيتي تماماً، وقد شبعتُ من هذه التفاصيل كلها، وعلى الرغم من أنني في الحياة الطبيعية بسيطة جداً - كما تعلم - فإنني في مجال التمثيل لا بد أن أُنوِّع في أدواري.
• أثناء وجودك في الكويت، هل لمستِ مشاعر غيرة من البعض؟
- لا يمكن أن أقبل بدور أقل من البطولة، وعلى راسي وعيني، ولكنني لم آتِ إلى الكويت كي أنافس أحداً... ونحن منذ صغرنا ونحن نتابع فناني الكويت، وإلى الآن حافظين مقدمة «خالتي قماشة». لذا، عندما عملتُ في بلدي الثاني الكويت أتيت لأني تابعت الفن هنا، ووعينا وترعرعنا على هذا الفن، وأنا مؤمنة بأن الأرزاق مقسمة، وكل فنانة لها طابعها وأداؤها الفني.
• يلاحظ الكثيرون أنكِ تتمسكين باللهجة العراقية رغم وجودك في أعمال محايدة؟
- أتقن اللهجة الكويتية وهي ليست غريبة عنا، ولكن الجمهور أحبني بهذه الشخصية، وأديتُ دوراً في «حكايات»، وتحدثتُ بالكويتي، والمنتجون يعرضون عليّ أدواراً أكون على طبيعتي فيها. وإن قدموا لي عملاً مطلوباً فيه أن أتحدث بالكويتي فسوف أقبل الدور وأتقنه... ما عندي مشكلة.
• ألم تشعري بالخوف من جمهور الكويت في بداية وجودك هنا؟
- لا، مطلقاً... فلم أشعر قط بأن بيني وبين جمهور الكويت أي حواجز.
• هناك ممثلون من العراق عملوا في الكويت حتى العام 1990 ورحلوا وأتيتِ أنت الآن، هل تعتبرين نفسكِ امتداداً لهم؟
- بالعكس، لستُ امتداداً لهم، وأنا أتيتُ لأقدم مهمتي في التمثيل، وفوجئتُ بقمة الذوق الراقي من الجمهور الكويتي منذ بدايات حضوري إلى الكويت، وهو جمهور صريح ويصعب إرضاؤه بأقل من مستوى القمة في العمل الفني. وهذا دليل أنه جمهور مثقف وواعٍ بالفن وأصوله.
• كلمة أخيرة؟
- أحييكم على متابعتكم لي يا أسرة «الراي»، وحقيقة أقولها بعيداً عن المجاملات: أكون سعيدة للغاية حين أتابع أخباري معكم. وتحية للجمهور الغالي في الكويت، وأتمنى لكم التوفيق.