شعر / هنا القاهرة
| ندى يوسف الرفاعي* |
1 يناير 1970
12:59 م
حمى اللهُ أفياءَكِ الزاهره
ودامت مسيرَتُكِ العاطره
صغاراً سمعنا وعبر الهوا
هديرَ المذيع:«هنا القاهره»
كباراً أتينا لنُحييْ الهوى
وشائجَ قُربٍ لنا آصِره
وقالوا إلى أين تغدو الخُطى
إلى أين تمضي بكِ الطائره؟
فقلتُ إلى حيثُ نيلٌ سقى
بلاداً بخيراته الوافره
إلى مصرَ أمِّ الدُنى والسنا
إلى أمِّنا إنني سائره
لإخوةِ خَيرٍ وبلدتِهِ
لقومٍ ذوي طيبةٍ غامره
بناكِ الصِّقليُّ دِرعُ الوفا
فكنتِ مدى الدهرِ كالناصره
ومن قبل كنتِ منارَ الهدى
ومهدَ الحضارةِ في الدائره
وأرضاً عليها مشى الأنبيا
ءُ، عينُ الإلهِ لهم ناظره
وفيكِ أبو الأنبياءِ بنى
بهاجر زوجته الناضره
ويوسفُ أضحى عزيزاً بها
ويعقوبُ ذو الأيدِ والباصره
وأسباطُهُ قد أقاموا بها
ولاذوا من الملةِ الكافره
وموسى وهارونُ عاشوا هنا
ومروا بأبوابكِ الشاهره
وعيسى ابن مريمَ بعداً أتى
وأمٌّ بتولٌ به زائره
حظيتِ بآلِ نبيِّ الهدى
وفُزتِ بذي العِترةَ الطاهره
فهذا الحُسينُ ابنُ بنت النبيْ
وأختٌ له زينبُ الصابره
نفيسةُ بنتُ الإمامِ الحسنْ
نجومٌ أنارت سما الساهره
وفي كلِّ جنبٍ علا شاهدٌ
مساجدُ هاماتُها عامره
تعاهَدَكِ الغُرُّ أُسدُ الحمى
وما زلتِ في عُهدةٍ حاضره
وفي حُضنِكِ النيلُ يسري بنا
كما روضةٌ آيُها ظاهره
ومحروسةً دمتِ يا أمَّنا
وفوقَ الرُبى، سدرةً وافره
ودمتِ العزيزةَ رمزَ الثنا
ورغمَ أنوفِ العدا ظافره
فكم حام حولك من طامعٍ
فلقنتِهم ضربةً باكره
ففروا يجرون ذيلَ الونى
وخابوا بأقنعةٍ ماكره
وصلى الإلهُ على المصطفى
شفيعِ البريةِ في الآخره
وآلٍ وصحبٍ لخير الورى
بهم نرتجي الجنةَ الزاخره
* شاعرة كويتية