سفير السنغال وعميد السلك الديبلوماسي في البلاد رأى أن الاستثمارات الكويتية في بلاده لا ترقى للطموح المطلوب

إمباكي لـ«الراي»: لا عمالة منزلية سنغالية في الكويت

1 يناير 1970 08:42 ص
54 دولة أفريقية ستدعم حصول الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن 2018-2019

السنغال أكثر الدول الأفريقية غير العربية استفادةً من منح وقروض الصندوق الكويتي للتنمية

أدعو المستثمرين الكويتيين للاتجاه إلى أفريقيا فهي قارة المستقبل المليئة بالخيرات

عدم وجود خط طيران مباشر بين البلدين وراء ضعف تدفق السياحة الكويتية إلى السنغال

الكويت مجتمع مفتوح وأي سفير يعمل بها يشعر بالحزن عندما يتركها وينتقل لبلد آخر

ندعم بقاء العمالة السنغالية الماهرة بالداخل فلا تجد طبيباً أو مهندساً أو صيدلانياً سنغالياً يعمل بالخارج

أوقفني عسكري عراقي خلال الغزو وسألني: أنت من سفارة أي بلد؟
فأجبت: السنغال فرد «يعني السودان ... اذهب في أمان الله»
نفى سفير السنغال وعميد السلك الديبلوماسي لدى الكويت عبد الأحد إمباكي وجود عمالة منزلية سنغالية في البلاد مشيراً إلى ان بلاده لا تشجع سفر ربات البيوت للعمل خارج البلاد لأن الرواتب التي يتقاضينها بالداخل توازي أو أعلى من التي يتقاضينها بالخارج وكذلك لتجنب وقوع أي مشكلات قد يتعرضن لها.

وأعلن إمباكي في حوار لـ«الراي» أن 54 دولة أفريقية ستدعم حصول الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن للعام 2018-2019.

وأضاف السفير السنغالي ان «بلاده حظيت بدعم الكويت للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن للعام 2016-2017 حيث لعب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد دوراً كبيراً في هذا الخطوة مشيراً إلى ان هذا النهج ليس غريباً على الكويت ولا قيادتها السياسية فسمو أمير البلاد مواقفه داعمة دائماً وأبداً لأفريقيا

وتحدث إمباكي الذي يترأس بعثة بلاده لدى الكويت منذ 28 عاماً تقلد خلالها منصب عميد السلك الديبلوماسي في الكويت عن ذكرياته في هذا البلد المضياف بحسب وصفه وبعض ما مر عليه خلال محنة الغزو العراقي للكويت وإلى نص الحوار:

• متى حضرتم للكويت ؟

- في 14 أغسطس من العام 1988 أي منذ نحو 28 عاماً.

•كيف تصف تطور العلاقات بين البلدين على مدى هذه السنوات؟

- العلاقات بين الكويت والسنغال قوية وتنمو وتتطور بشكل ملحوظ ونستطيع أن نصفها بـ(الممتازة)على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتمتد هذه العلاقات إلى العام 1975 حيث تمت إقامة علاقات ديبلوماسية متبادلة وافتتاح سفارتين في كلا البلدين. وشهدت الفترة السابقة زيارات عدة لمسؤولين سنغاليين وحتى كويتيين في وضع اطار صحيح وقوي لعلاقاتنا كما زار الرئيس السنغالي ماكي سال الكويت كأول دولة خليجية بعد انتخابه وكانت زيارة ناجحة كما شارك في اجتماعات القمة العربية- الافريقية، كما ان سمو رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد زار السنغال مرات عدة ناهيك عن زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأخيرة الى دكار، حيث عقدت اجتماعات اللجنة الثنائية المشتركة في دورتها الثانية وأسفرت عن توقيع اتفاقيات تعاون في المجالين الثقافي والرياضي.

• وماذا عن التعاون الاقتصادي بين البلدين؟

- على المستوى الاقتصادي تعتبر السنغال الدولة الأفريقية الأولى من غير الدول العربية من حيث الاستفادة من قروض الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية حيث بلغ عدد المشاريع التي مولها في السنغال 29 مشروعاً بقيمة 110 ملايين دولار في مجالات البنى التحتية والتعليم وهي قروض ميسرة من الصندوق لبلدنا كما تلعب الجمعيات الخيرية الكويتية دوراً مهماً وفعالًا في بلادنا حيث سبقت الكثير من الدول في دعم المشاريع الخيرية من بناء مساجد ومستشفيات وبنى تحتية وغيرها.

• كيف ترون التواجد الكويتي في السنغال، وما التسهيلات المقدمة للمستثمرين الكويتيين؟

- تواجد المستثمر الكويتي في السنغال لم يصل إلى مستوى الطموح المطلوب، والأخوة في منطقة الخليج عموماً يرون أفريقيا غير مستقرة، فالسنغال من الدول النادرة في أفريقيا التي لم تتعرض لانقلابات، وجاءت عملية تسليم الرؤساء السنغاليين للسلطة بصورة سلمية، ما يؤكد استقرارها وأمنها، والدليل تدفق الاستثمارات الغربية المتنوعة عليها، وانتهز الفرصة لدعوة الأشقاء الكويتيين بالاتجاه إلى أفريقيا، فهي قارة المستقبل المليئة بالخيرات وتنتظر من يستفيد منها.

وسعياً لزيادة الفرص الاستثمارية هناك العديد من التسهيلات التي تقدمها الحكومة السنغالية للمستثمرين، فالمستثمر الأجنبي يستطيع إنشاء شركة أجنبية خلال 48 ساعة، من خلال ما يسمى بالنافذة الموحدة لمن يريد الاستثمار، كما يستطيع المستثمر الأجنبي امتلاك شركات 100 في المئة، وتحقيق الأرباح مع تقديم كل الضمانات من الحكومة السنغالية، في العديد من المجالات، الزراعية والعقارية والصناعية.

كما ان هناك استثمارات كويتية خاصة أشهرها فندق انتركونتننتال الذي تنفذه مجموعة الخرافي بقيمة 65 مليون دولار ويحتوي على عدد كبير من الفيلات في أجمل مناطق العاصمة السنغالية دكار وسينتهي العمل به العام 2017، وبسبب موقع السنغال في القارة الافريقية وما ينعم به من أمان فإنه لا يكاد يمر عليه أسبوع دون استضافة مؤتمر أو اجتماع دولي ما يجعله المكان الافضل في الاستثمار في قطاع الفنادق والسياحة وفي المجالين العقاري والزراعي خصوصاً لوجود 5 أنهار تمر فيها، وقد بدأ العديد من القطريين والصينيين الاستثمار في هذه المجالات.

• مامصادر الدخل القومي في السنغال؟

- 70 في المئة من الدخل القومي السنغالي يعتمد على الزراعة مثل الأرز والخضراوات والفواكه، حيث اننا من الدول الأولى في تصدير المانجو والأناناس والباباي، فيما تحتل السياحة المرتبة الثانية كأحد مصادر الدخل القومي للبلاد.

• ماذا عن التعاون في المجال الثقافي وتبادل الطلبة بين البلدين؟

- تقدمنا بطلب لوزارة التربية والتعليم العالي الكويتية لرفع عدد المنح المخصصة للطلبة السنغاليين مع تنوع الاختصاصات، حيث لدينا الآن 5 منح دراسية موزعة ما بين هيئة التعليم التطبيقي والتدريب والمعهد الديني وكلية الآداب في جامعة الكويت، ونحن نرغب في تنوع المنح الدراسية لتشمل تخصصات أخرى، كما خصصنا منحة دراسية لتعلم اللغة الفرنسية واقترحنا أيضاً على الوزارة الاستعانة بأساتذة سنغاليين لتدريس اللغة الفرنسية، ولدينا مذكرة تفاهم في مجال الشؤون الدينية لتبادل الزيارات بين رجال الدين في البلدين.

• ماذا عن السياحة للسنغال؟

- زار السنغال هذا الموسم نحو 750 الفا من السياح الأميركيين والأوروبيين وبالذات السود منهم معظمهم جاؤوا لزيارة جزيرة غوريه التي تشكلت منذ القرن الخامس عشر ولغاية القرن التاسع عشر المركز التجاري الأكبر لتجارة العبيد في الساحل الأفريقي، والتي تحتوي على بوابة يطلق عليها بوابة اللاعودة والتي لايستطيع أحد الخروج منها الا للعبودية في أميركا، والتي تتميز هندستها بالتناقض بين أحياء العبيد المظلمة ومنازل تجار الرقيق الأنيقة ولا تزال جزيرة غوري تجسّد حتى اليوم رمزاً للاستغلال البشري وموطناً للمصالحة وفي العام 1978 اعتبرت منظمة اليونسكو هذه الجزيرة من مواقع التراث العالمي كما تحتوي السنغال على 700 كيلو متر من الشواطئ السياحية.

وتكمن مشكلة قلة السياحة من الكويت إلى دكار بسبب عدم وجود خط طيران مباشر بين البلدين ولكن هناك خطا مباشرا يوميا ينطلق من دبي وأيضاً من تركيا وبروكسل.

• هل هناك عمالة منزلية سنغالية في الكويت؟

- نحن في السنغال لا نشجع سفر ربات البيوت للعمل خارج البلاد لأن الرواتب التي يتقاضينها بالداخل توازي أو أعلى من التي يتقاضينها بالخارج وكذلك لتجنب وقوع أي مشكلات لهن وكل ما نفعله هو تصدير العمالة الذكورية وفي الكويت لا توجد لدينا عمالة سنغالية بسبب حاجز اللغة كما اننا ندعم بقاء العمالة الجيدة بالداخل، فلا تجد طبيباً أو مهندساً سنغالياً أو حتى صيدلانياً يعمل بالخارج فالعمالة لدينا متميزة.

• كيف ترى الدعم المتبادل بين البلدين في المحافل الدولية ؟

- بيننا وبين الكويت تعاون مميز في هذا المجال ولقد حظيت السنغال بدعم الكويت للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن للعام 2016-2017 ولعب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد دوراً كبيراً في ذلك وهذا النهج ليس غريباً على الكويت ولا قيادتها السياسية فسمو أمير البلاد مواقفه داعمة دائماً لأفريقيا، ولا ننسى تخصيص سموه مبلغ مليار دولار لدعم التنمية في إفريقيا خلال القمة العربية ـ الأفريقية ومن هنا أود أن أوضح أن 54 دولة أفريقية ستدعم حصول الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن 2018-2019.

• ما الذي يميز منصب عميد السلك الديبلوماسي الذي تتولاه حالياً؟

- تتميز مهمة عميد السلك الديبلوماسي في الكويت بأنها سهلة جداً فمنذ ان كان عدد السفراء في الكويت لايتجاوز 65 سفيراً إلى ان أصبحوا الآن نحو 135 سفيراً وما تزال المهمة سهلة أيضاً حيث ان الاتصال مع وزارة الخارجية وهو أساس عمل العميد ولا توجد به عوائق فالكويت تعتبر من أكثر الدول راحة لمن يتبوأ هذا المنصب مقارنة مع جميع دول العالم وهذا ما تلاحظه من حزن على وجه أي سفير يغادر الكويت بعد انتهاء مهام عمله فيها، فالكويت مجتمع مفتوح عبر ديوانياته المتاحة للجميع.

ذكرياتي عن الغزو العراقي



روى السفير عبد الأحد إمباكي ذكريات مثيرة وأليمة عايشها خلال محنة الغزو العراقي للكويت حيث قال«قبيل الغزو بأيام شاركت في احتفال السفارة المصرية لدى الكويت في مناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو في فندق ساس وكنا نسمع أخباراً عن وجود حشود عسكرية عراقية على الحدود الكويتية، وكنت أقف وقتها مع وزير النفط الكويتي السابق عيسى المزيدي الذي سأل السفير العراقي في الكويت آنذاك عن مدى صحة هذه الحشود فرد علينا بأنها مجرد مبالغة من وسائل الإعلام وبعدها بأسبوع اجتاح الجيش العراقي الكويت».

وتابع إمباكي «أتذكر انه في يوم 2 أغسطس استيقظت من النوم مبكراً وفتحت التلفزيون فلم يكن هناك ارسال فأدرت مؤشر الراديو وكان الإعلامي الكويتي يوسف مصطفى يلقي بياناً عن وقوع الكويت ضحية اعتداء خارجي فاستدعيت سائقي وخرجنا بسرعة حتى وصلنا جسر مبنى الإذاعة والتلفزيون وفوجئنا بسيارة عسكرية كويتية قامت بإيقافنا وطلب مني أحد العسكريين الذين كانوا يستقلونها العودة للمنزل دون ذكر السبب، وعند عودتنا عن طريق الدائري الخامس أوقفتنا سيارة عسكرية تابعة للجيش العراقي وسألني ضابط كان بداخلها :أنت من سفارة أي بلد؟ فقلت له: السنغال فرد علي «يعني السودان...حسناً اذهب في أمان الله».

وأضاف «بعد الاحتلال العراقي بأسبوع استدعيت أنا وعميد السلك الديبلوماسي آنذاك السفير اللبناني عدنان بدرة ونائب العميد السفير الهولندي لمقر السفارة العراقية في الكويت وأبلغنا السفير العراقي وقتها ان آخر موعد لتواجدنا في الكويت سيكون 14 أغسطس وعلى الجميع المغادرة قبل هذا التاريخ، لأن الحصانة ستلغي عنهم بعد هذا التاريخ فرد عليه السفير الهولندي«نحن لا نتلقى تعليماتنا منكم وسوف نبقى طالما حكومتنا قد أمرتنا بالبقاء وافعلوا ما تريدونه».

وزاد «كنت قد اتصلت بالرئيس السنغالي قبلها بأيام وأبلغته بما جرى وسألني عن حال صديقه سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر فقلت له انه بخير وقد ذهب معظم أفراد الأسرة الحاكمة إلى السعودية وأبلغته عن استشهاد الشيخ فهد الأحمد، وأعطاني تعليمات بالبقاء في الكويت مع محاسب السفارة وعدم المغادرة والطلب من الجالية السنغالية الرحيل من الكويت وبالفعل جمعنا أبناء الجالية وبعض الأفارقة في (باصين) بتاريخ 9 أغسطس لمغادرة الكويت عن طريق بغداد وبعدها قطعت جميع الاتصالات من الكويت مع الخارج باستثناء السفارة الفرنسية، فيما بقيت أنا في الكويت حتى 24 أكتوبر 1990 وجاءتني أوامر بمغادرة البلاد مع محاسب السفارة مع بقاء العلم السنغالي مرفوعاً فوق مبنى السفارة حيث كنا ضمن آخر 6 سفارات بقت في الكويت حتى هذا التاريخ.

وتابع «استغرقت رحلتنا الى سفارتنا في منطقة المنصور في بغداد نحو 10 ساعات وبعدها سافرت للأردن عبر مطار بغداد وتفاجأت عندما قدموا لنا مياه الروضتين على متنها، وكنت قد تعرضت لمشكلة في المطار عندما أخذ عسكري عراقي مني بطاقتي الكويتية ومزقها فصرخت في وجهه وقلت له إن هذا لا يجوز وعليه ان يكون محترماً وتدخل ضابط كبير كان متواجداً وطلب من العسكري الاعتذار لي واصطحبني لمكتبه لتهدئتي».