| د. تركي العازمي |
أمضيت قرابة 13 عاماً في مجال الإدارة والقيادة، سواء بالعمل في منصب إداري وقيادي، أو من خلال البحوث الأكاديمية في القيادة الجيدة والأخلاقية وعلاقاتها بتطوير العمل المؤسسي وتحسين الأداء.
أهم ما أثير حول الخصال التي تميز القيادي المؤثر انه محفز وداعم للتابعين له، ناهيك عن تفانيه بالعمل وحسه الأخلاقي وهو ما ينتج عنه تحقيق الأهداف المرسومة في الرؤية.
وفي هذا السياق? شهدت الكويت في أغسطس/سبتمبر إنجازات استثنائية في مجال الرياضة... إنجازات تعد مفخرة للكويت حيث حقق البطل الأولمبي فهيد الديحاني، الميدالية الذهبية خلال مشاركته في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ونال زميله عبدالله الطرقي، الميدالية البرونزية، وتبعهما البطل أحمد نقا المطيري، الذي انتزع الميدالية الذهبية في سباق الكراسي المتحركة جري 100 متر.
أذكر هذا بعد قراءتي لمقال لكوفي أند جونز حول القيادة المؤثرة وسبل الإقناع وعلاقتها بالنتائج بأثر رجعي، بعد ما لفت انتباهي شكر البطل الديحاني الذي وجهه إلى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، حيث قال «شكراً على دعمكم يا بو صباح لمسيرة فهيد الديحاني من الألف إلى الياء? هذه الميدالية جاءت بفضل جهودكم».
ماذا تعني هذه الإنجازات لنا على المستوى القيادي؟
إنها تعني تحقيق رؤية القيادي الناجح المؤثر... والقيادي هنا هو بو صباح الشيخ سلمان الحمود في جانب يحظى بأهمية كبيرة في الأوساط العالمية... جانب الرياضة وتحديدا في الرماية ورياضة المعاقين الأصحاء معنويا وأخلاقيا.
وزير كوزير الإعلام والرياضة سلمان الحمود أسندت إليه مهام متشعبة ومختلفة (الإعلام بشقيه المرئي والمسموع والإعلام الإلكتروني والإعلام الخارجي وكونا? وهيئة الشباب والرياضة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب)... مهام في غاية الصعوبة وكل جهة منها تحتاج جهودا استثنائية.
عندما تتحقق الإنجازات فهذا موشر إلى سلامة خط القيادي. ومن يعمل يخطئ، لكن بريق الإنجازات يضفي أثرا طيبا على إنتاجية القيادي، وبالتالي أصبحت محل اهتمام للباحثين في مجال القيادة.
يقصد من الإنجازات التركيز على الجوانب الإيجابية، وقول الديحاني «من الألف إلى الياء»، إنما هو دليل بيّن على سلامة الرؤية التي رسمها بو صباح واستمر في التواصل مع القائمين عليها إلى لحظة تحقيق هذه الإنجازات التي رفعت اسم الكويت في المحافل الدولية، وهو فخر لكل كويتي يبحث عن الجوانب الإيجابية بعيدا عن الجوانب السلبية من البحث عن أخطاء وخلافة. فهذا يعني ثبات الرؤية والإستراتيجيات المرسومة لها حتى بعد مغادرة القيادي للمنصب.
من منا معصوم من الخطأ: لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون».
أعتقد إننا بحاجة إلى مراجعة ذاتية. فعلى كل فرد منا البحث عن ماذا يريد؟ فإن وجد نفسه ذات ميول للبحث عن الأخطاء فعليه أن يعود إلى تهذيب نفسه من خلال البحث عن الجوانب المضيئة.
سلمان الحمود أضاء لنا جانب الرياضة في الإنجازات التي حققها أبطال الكويت، ونتمنى من المولى عز شأنه أن نجد قياديين يرسمون رؤيتهم «من الألف إلى الياء»، كي تنعم مؤسساتنا بإنجازات مماثلة في القريب العاجل. وشكراً للشيخ سلمان الحمود بو صباح، والشكر موصول للأبطال وجميع القائمين على الرياضة في المجالات التي حققت الإنجازات حفظهم الله ورعاهم وجميع أبناء هذا البلد الطيب الذي نتمنى له كل خير وأن يرسم أبناؤه من مختلف الأطياف والفئات نهجا جديدا فيه تكون سمعة ومستقبل الكويت فوق كل اعتبار... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi