اجتهادات

فشل الحكومة في تسويق نفسها!

1 يناير 1970 04:34 ص
في العادة، لا تتحقق قصص النجاح إلا بعد اكتمال كل فصولها وأركانها. فكثير من الإنجازات والأهداف والمشاريع على مستوى الأفراد والمؤسسات وبالطبع الدولة، عجزت عن تحقيق أهدافها كافة بسبب خطأ صغير أو عجز عن تغطية متطلب بسيط جداً، أو إغفال عن جانب مهم سهل التنفيذ بسبب قلة الخبرة أو سوء الإدارة!

فمثلاً لك أن تتصور عزيزي القارئ، كم هي المشاريع التي كانت تقدم خدمات مميزة للمستهلك، إلا أنها عجزت عن تسويق نفسها بالصورة السليمة وفشلت نتيجة لذلك؟ وكم عدد الأفراد الذي يملكون والموهبة والإمكانيات التي تمكنهم من الوصول إلى أعلى المراتب، إلا أن عجزهم عن إظهار قدراتهم منعهم من ذلك؟ وكم عدد المشاريع الضخمة التي فشلت لأنها لم تبرز أهدافها على الرغم من إنجازها بالطريقة المثلى؟

وكل هذه الأسئلة، وغيرها من القصص والأمثلة التي ذكرتها باعتقادي قد فشلت لأنها لم تغطِ الجانب المتعلق بتسويق الفكرة أو المشروع، الذي يعد أهم أسباب النجاح وخصوصا في عالمنا الحديث المتفتح على كل وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي!

وفي الكويت، يجب ألا ننكر أنه مثلما للسلطة التنفيذية هفوات ومثالب ومساوئ وتعاني من سوء إدارة وتخبط وعجز وغيرها من المصطلحات التي سمعناها وما زلنا نرددها، ويبدو أننا سنستمر بتكرارها، إلا أن هناك بعض الخطط والمشاريع، وإن كان البعض منها قد تعثر أو تأخر أو تعرض لإشكالات قانونية، إلا أنه سيتم استكمال تنفيذها في المستقبل القريب. علما بأن البعض منها سيكون مميزاً على مختلف الأصعدة، ليس على مستوى الكويت فحسب، بل على مستوى دول الخليج والشرق الأوسط.

لا يسع المجال لذكر وحصر هذه المشاريع في المقال، ولكن واقع الحال يقول إن هذه المشاريع الضخمة لم تحقق حتى الآن كل الأهداف المأموله من ورائها، ولكن لماذا وكيف؟ الإجابة وبكل بساطة، بسبب عجز الحكومة في تسويق نفسها ومشاريعها على المواطنين!

كثيرة هي الحكومات على مستوى دول العالم التي تهتم في إبراز إنجازاتها ومشاريعها للمواطنين ولا أجد عيباً في ذلك، وكل ذلك فقط لتسويق تلك الإنجازات والخطط عليهم، وتحديد مميزاتها وفوائدها على المجتمع والدولة، ولبيان الجهود المبذولة من قبل الأجهزة الحكومية في إتمام مراحل التنفيذ وغيرها. فهل قامت حكومتنا بالفعل بذلك؟ الجواب وبسهولة، لا، ولذلك نجد أن الكثير من المواطنين «يتحلطمون» على الوضع العام في البلد، لأنهم لا يعلمون ماذا تقوم به الحكومة بالفعل؟

ولكن السؤال الأهم، لماذا يجب بالأساس أن نلزم الحكومة بذلك؟ لأنه وبكل بساطة، يجب على الدولة أن تجعل المواطن مقتنعاً بأنه يعيش في ظل حكومة تحاول أن تنجز وتحقق العيش الكريم لمواطنيها، وأن الدولة تسعى لتحقيق تطلعات وآمال الشعب، وأن الحكومة تعمل لتلبية احتياجات ورغبات المواطن. والأهم من ذلك كله، السعي إلى تحقيق الرضا الكامل للمواطن، لأنه من دون ذلك، لن يتحقق الاستقرار في البلد! فمتى ستعي الحكومة أن عليها أن تهتم بتسويق نفسها ومشاريعها على المواطن؟

Email: [email protected]