الفرقة المكسيكية احتفلت بالذكرى 206 للاستقلال

سحر «المارياتشي»... تفشّى على خشبة عبدالحسين عبدالرضا

1 يناير 1970 07:08 ص
رقصة «رعاة البقر» لاقت تفاعلاً وانسجاماً كبيرين من الجمهور
أمسية فولكلورية ساحرة، أحيتها فرقة «المارياتشي» المكسيكية مساء أول من أمس، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وضمن فعاليات «الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016».

شهد الحفل، الذي واكب احتفالات المكسيك بالذكرى 206 لعيد الاستقلال، حضور حشد جماهيري غفير، يتقدمهم السفير المكسيكي لدى البلاد ميغيل انغيل أسيدرو، إلى جانب كوكبة من سفراء الدول والديبلوماسيين، وقيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فضلاً عن حضور باقة كبيرة من محبي الموسيقى والفنون الاستعراضية.

في مستهل وصلتها، قدمت فرقة «المارياتشي» لوحة فنية بعنوان «ساحرة»، وكانت بحق اسماً على مسمى، فسرعان ما تفشى مفعول سحرها الأخاذ في أركان المسرح، خصوصاً حينما أدى ثلاثة من الاستعراضيين رقصة شعبية تقليدية من الموروث المكسيكي، وهم يرتدون الزي المزركش ويعتمرون القبعات الكبيرة، لتشتعل المدرجات مرة أخرى على أنغام الآلات الوترية والنفخية كالغيتار، والغيتار باص والكمان والبوق والترومبيت.

إلى ذلك، تألقت الفرقة بتقديمها لرقصة «رعاة البقر»، وهي إحدى أجمل الرقصات التي لاقت تفاعلاً وانسجاماً كبيرين من جانب الجمهور، الذي قضى أوقاتاً ممتعة للغاية خلال مشاهدته لذلك العرض المبهر، حيث بدا كما لو أنه مشهد سينمائي لأحد أفلام «الكاو بوي» للممثل الأميركي الشهير كلينت إيستوود، وهو يقذف بالحبل بعيداً ليمسك بأحد خصومه.

ولعل ما يميز «المارياتشي» أيضاً هو تدوينها لتاريخ المكسيك في أغانيها، منذ احتلالها من قبل إسبانيا في القرن السادس عشر ولغاية يومنا هذا، ففي كل حدث هناك أغنية أو لوحة فنية تعبّر عن حالة معينة، إما عن الحب والحرب أو الموت والحياة أو القوة والضعف أو عن الإنسان والحيوان.

وبالعودة إلى الأمسية، فقد أدت«المارياتشي»أغنية بعنوان«قرطبة»، تخللتها رقصة إسبانية مثيرة، تبعتها بلوحة فنية أخرى بعنوان«الجرس»، ثم أغنية بعنوان«الصقر»، عطفاً على غنائها للعديد من الأغاني الشهيرة في الفولكلور الشعبي، التي تكشف عن الوجه الثقافي المشرق للمكسيك، خصوصاً تلك التي يتراقص على أنغامها البسطاء من الشعب كالعمال الكادحين والفلاحين، القاطنين في القرى والأرياف.

بعدها ألهبت الفرقة المدرجات بلوحة فنية بعنوان«قصة حب»، وتتناول فصولها العادات والتقاليد المشهورة في المكسيك بين العشاق المتخاصمين، وهي أن يصطحب العاشق إلى منزل معشوقته فرقة«المارياتشي»، وتسمى هذه العادة«سيريناتا»لتعزف الألحان بالقرب من نافذة الحبيبة لاستعطافها والتغزل بجمالها، فإذا أضاءت الفتاة نور الغرفة، فمعنى ذلك أنها قبلت اعتذاره وسامحته، وإن لم تفعل فإنها لا تزال غاضبة.

يذكر أن«المارياتشي» هو الفن الفولكلوري السائد في جمهورية المكسيك، وتقدمه عشرات الفرق الفنية العريقة في القارة الشمالية، فلا يخلو حفل في المكسيك مهما كان نوعه أو حجمه من هذه الفرق الموسيقية، التي غالباً ما تستقبل بالهتاف والتصفيق من جانب الجماهير.