وجهة نظر
الصالح... وحقائب «الوزن الثقيل»!
كتب محمد الحايك
1 يناير 1970
08:35 م
ليس غريباً ولا نادراً في «عُرْف» تشكيل الحكومات أن يتولى وزير واحد حقيبتين في آن واحد معاً. فذلك دأب العديد من الحكومات في الكثير من البلدان حول العالم.
غالباً ما تبادر الحكومات إلى إسناد حقيبتين إلى وزير أو أكثر في الحكومة نفسها، بهدف الخروج من «مأزق» (إن وُجد) عملية التشكيل، أو في محاولة لقصْر أعداد الوزراء على رقم محدد، بما يحول دون تضخمها، وربما بهدف تعيين بديل «موقت» لوزير مستقيل، ريثما يتم تكليف وزير أصيل مجدداً.
غير أن عملية الإسناد المذكورة تتم وفق أسس وقواعد «غير نهائية وغير ثابتة»، ولكنها في الغالب تقضي بإعطاء الوزير المعني حقيبتين، واحدة «سيادية»، وأخرى «غير سيادية» (خدمية) بغية تسهيل مهامه و«تخفيف الحمْل» عليه طوال فترة توليه مسؤولياته في الوزارتين.
قبل نحو عام تقريباً، اقتضت «التسوية النفطية» تكليف نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، أنس الصالح، حقيبة «النفط» بالوكالة، لنزع فتيل أزمة كان من شأنها أن «تشعل» القطاع آنذاك.
بيد أن تولي أبي ناصر مقاليد «النفط» جاء في لحظة حرجة جداً وغير تقليدية، إذ إن أسعار «الذهب الأسود» كانت قد هوت بالفعل إلى أدنى مستوياتها منذ نحو 14 عاماً، وهو ما يستدعي «خطة طوارئ» عاجلة لإنقاذ مشاريع القطاع الاستراتيجية والضخمة في ظل التراجع الحاد في الإيرادات، فضلاً عن السعي لتأمين أسواق جديدة لتسويق الخام الكويتي في ظل حرب الحصص السوقية المستعرة، ناهيك عن اجتماعات ومفاوضات منظمة «أوبك» الماراثونية، دون أن ننسى معركة «البديل الاستراتيجي» وغيرها من ملفات التدوير والتعيين والتمديد الساخنة في أروقة مؤسسة البترول والشركات التابعة.
ربما كانت المهمة «سهلة» نسبياً، لو أن الصالح نفسه لا يتولى شؤون وشجون حقيبة ثقيلة بحجم «المالية»، التي تمر بواحدة من أسوأ مراحلها على وقع بلوغ العجز مستويات غير مسبوقة منذ أمد بعيد.
يحاول أبو ناصر جاهداً إيجاد المخارج الملائمة لضبط أرقام الموازنة العامة عبر تقليص نفقات الوزارات والإدارات العامة، وشطب بضع مزايا ومكافآت، إضافة إلى فرض بعض الضرائب ورفع تسعيرة وتعرفة الماء والكهرباء والبنزين، وبعض الخدمات المحددة، إلا أن محاولاته ليست كافية لإخراج الكويت من نفق العجز «الأسود».
يبدو أبو ناصر في موقف لا يُحسد عليه البتة، فهو يصارع حتى الآن في حمل «بطيختين» أو ثلاث من الوزن الثقيل، وربما الأثقل، ولكن إلى متى يمكنه الصمود أمام الأعباء الهائلة التي تثقل كاهل بلد بكامله؟!