حوار / «فاقد الشيء يعطيه أحياناً... ولا يشعر بالجرح سوى من كابد أوجاعه»
روان مهدي لـ «الراي»: لا أدقِّق في الأجر... والفن مصدر رزقي الوحيد
| حاورها حسين خليل وفيصل التركي |
1 يناير 1970
07:26 ص
«أم طلال» صاحبة قلب كبير وأعتبر إعجابها بموهبتي وسام فخرعلى صدري
الجوائز ليست هاجساً لي... فما يهمني بَصْمتي في العمل وليس الألقاب
حُزتُ جوائز عدة رغم قِصَر مسيرتي وهذا يُحمِّلني مسؤولية في اختيار أعمالي
«لا أدقق في الأجر ... والفن مصدر رزقي الوحيد»!
هذا ما أكدته الفنانة الشابة روان المهدي، كاشفة عن أنها لا تلهث وراء المال بالرغم من ارتفاع أجرها في الوسط الفني خلال الفترة الماضية.
«الراي» تحاورت مع الفنانة الحاصلة على جائزة أفضل ممثلة واعدة في مهرجان «المميزون في رمضان» عن دورها في مسلسل «بين قلبين»، فلفتت إلى أن بدايتها الفعلية كانت من خلال مسلسل «نوايا»، على الرغم من مساحة الدور الذي أدته في العمل.
مهدي أشادت بالفنانة الكبيرة سعاد عبدالله، واصفةً إياها بصاحبة القلب الكبير، ومردفةً: «إعجابها بموهبتي وسام أضعه على صدري»، وعلى قاعدة «كل فتاةٍ بأبيها معجبة»، كشفت روان عن الصفات التي تشترط توافرها في فارس أحلامها بقولها: «يجب أن يكون شبيهاً بوالدي في صفاته، خصوصاً الصدق والحنان والوفاء»، وإن كانت لا تفكر في الزواج حالياً، لأنها تركز على الفن وحده، وفقاً لتعبيرها.
مهدي تطرقت في سياق حديثها إلى دور والدها الكاتب المسرحي مهدي الصايغ، في دخولها الوسط الفني، مبينةً أنها تستعين بخبرته الفنية في بعض الأحيان، كما تنقلت بين قضايا وزوايا كثيرة أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور:
• بدايةً، مَن الفنانة روان مهدي؟
- أنا خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية (تمثيل وإخراج)، من مواليد العام 1992، وبرجي العذراء، أهوى العزف على آلة البيانو، إلى جانب السفر وركوب الخيل.
• وماذا في جعبتك من أعمال جديدة؟
- أطلِّع حالياً على عدد من النصوص الدرامية، لكننّي لم أُبدِ موافقتي النهائية على أي من هذه النصوص حتى الآن، ما عدا مسلسل وحيد للمنتج عامر الصبّاح، ومن المتوقع الكشف عن تفاصيله في الأيام القليلة المقبلة، كما انتهيتُ أخيراً من تصوير كل مشاهدي في الفيلم السينمائي الكويتي «عتيج»، للمخرج أحمد الخلف، ويتقاسم بطولته كوكبة من الفنانين، من بينهم خالد البريكي وصلاح الملا، إلى جانب باقة من النجوم الشباب، والعمل ينتمي إلى الأفلام الروائية الطويلة، ومن المقرر أن يبصر النور قريباً في دور السينما.
• وما طبيعة دورك في «عتيج»؟
- سأؤدي شخصية جديدة، تغاير ما قدمته في الفيلم السابق «كان رفيجي» للمخرج ذاته، وأكتفي بهذا القدر من الحديث عن الدور، حتى لا أحرم الجمهور من متعة متابعة الفيلم.
• حسناً، هل لك أن تحدثينا قليلاً عن مشوارك الفني القصير؟
- منذ الصغر، وأنا أعشق الفن بكل أفرعه ومجالاته، لاسيما الموسيقى والتمثيل، إذ كنتُ أهوى العزف كثيراً وقتذاك على آلة البيانو، ومع مرور الوقت ازداد لدي الشغف بالولوج في الوسط الفني، ففي العام 2011 قررت أن يكون المعهد العالي للفنون المسرحية هو المكان الذي أستكمل فيه دراستي الأكاديمية، وأثناء ذلك شاركت في بعض المهرجانات المسرحية مع فرقة المعهد المسرحي، على غرار مسرحية «العرس»، عطفاً على مشاركتي أيضاً في مسرحية «نبوءة الخلاص»، فضلاً عن مسرحية «مجرد نفايات»، إضافة إلى مشاركتي في أعمال أخرى ضمن أنشطة المعهد المسرحي.
• ما أهم الجوائز التي حصلتِ عليها خلال مشاركتك في تلك الأعمال؟
- حصلت على جائزة أفضل ممثلة دور ثان في بعض الأعمال المسرحية، منها مسرحية «العرس»، ومسرحية «نبوءة الخلاص»، إلى جانب حصولي على جائزة أفضل ممثلة دور أول في مسرحية «مجرد نفايات»، أما على صعيد الدراما فقد حظيت بجائزة أفضل ممثلة واعدة في النسخة التاسعة من مهرجان «المميزون في رمضان» عن دوري في مسلسل «بين قلبين».
• هل يهمك اقتناص الجوائز في كل أدوارك، وهل يضايقك حصول فنانة أخرى على جائزة كنت أنتِ الأولى بها؟
- الجوائز والألقاب ليست هاجساً بالنسبة إلي، ولا تعدو كونها وجهاً آخر من أوجه الدعم المعنوي، في حين ما يهمني حقاً هو أن أضع بصمة مؤثرة في كل دور أقدمه، فما فائدة الألقاب والجوائز ما لم أترك أثراً واضحاً في أعمالي!
• حصولك على كل هذه الجوائز في بداية مشوارك، ألا يحمِّلك المزيد من المسؤولية ويجعلك تقعين تحت الضغط؟
- بكل تأكيد، فإن هذا الأمر يجعلني أفكر ملياً، قبل الشروع في أي عمل فني، ويدفعني بقوة إلى تقديم أعمال أفضل من تلك التي قدمتُها في السابق، فهناك مقولة صحيحة شهيرة مُفادها أن النجاح سهل، لكن الصعوبة تكمن في المحافظة عليه.
• شاركت في حلقات محدودة في بعض المسلسلات، منها «نوايا»، سداسيات «حكايات حب»، و«مسافات» غير أن مساحة دورك في مسلسل «بين قلبين» كانت الأكبر من بين تلك الأعمال، فهل يعد المسلسل المذكور هو بدايتك الفعلية في الدراما؟
- «بين قلبين» من أجمل الأعمال التي عُرضت في الموسم الرمضاني الفائت، خاصة وأن العمل قد حظي بنسبة مشاهدة مرتفعة جداً إبان عرضه على شاشة «الراي»، لكننّي أعتبر أن مسلسل «نوايا» هو بدايتي الفعلية، بحكم أنه أول أعمالي التلفزيونية، بالرغم من صغر مساحة الدور الذي جسدته فيه.
• كيف وجدت العمل مع الفنانة سعاد عبد الله في مسلسلها «نوايا»؟
- «أم طلال» صاحبة قلب كبير، وتمتلك شخصية ودودة للغاية، وأعتبر أن اعجابها بموهبتي بمنزلة وسام فخر واعتزاز على صدري، لكن مع الأسف لأنه لم يحالفني الحظ بالوقوف أمامها في أي مشهد من مشاهد العمل، لكوني أديتُ دوراً محدود المساحة بالرغم من تأثيرة الشديد في الأحداث.
• لكونك فنانة أكاديمية، هل تقع المسؤولية عليكِ بشكل أكبر من زميلاتك الفنانات غير الأكاديميات، بمعنى أن الخطأ غير مبرر بالنسبة إليك؟
- أنا أعتبر أن الفنان بشكل عام يتعين عليه أن يتحمل المسؤولية على أكمل وجه، سواء كان فناناً عادياً أو فناناً أكاديمياً، كما أننا جميعاً مُعرضون للخطأ، وهذا أمر طبيعي، قد يحدث بين الحين والآخر ومن كبار الفنانين أيضاً، لذلك أنا ضد مقولة الخطأ مسموح لفنان، وممنوع على آخر.
• هل كان لوالدك الكاتب المسرحي مهدي الصايغ دور في تشجيعك على الانتماء لهذا الوسط؟
- بالفعل، فإن والدي هو أحد الداعمين الأساسيين في حياتي، إلى جانب والدتي التي تتولى إدارة أعمالي، كما أنني أتلقى منهما المشورة في بعض الأمور.
• هل يتدخل أي منهما في بعض اختياراتك الفنية؟
- لا على الإطلاق، ولكن الأمر لا يخلو من بعض الاستشارات والنصائح التي يقدمها إلي والدي، بحكم مشواره وخبرته في الوسط الفني.
• شاركتِ في المسرح التجاري من بوابة مسرحية «الفيران»، فهل المسرح التجاري أسهل نسبياً من نظيره الأكاديمي؟
- لكل مسرح جمهوره وأجواؤه الخاصة به، فبالرغم من تخوفي الشديد في البداية من المسرح التجاري، فإن تجربتي في مسرحية «الفيران» كانت أكثر من رائعة، خاصة وأن فريق العمل كان يعمل بروح الود والتعاون، إضافة إلى أنني «أخذت راحتي» في الشخصية التي أديتها، عطفاً على التفاعل الكبير من جانب الجمهور، الذي غصت به مدرجات مسرح تنمية المجتمع في منطقة القصور طوال فترة العروض الماضية، وأنا آمل أن يحالفنا النجاح أيضاً عند استئناف العروض في عيد الأضحى المبارك.
• ما الأدوار التي تفضلين تجسيدها؟
- أحب الأدوار الصعبة والمركبة التي تحمل في طياتها عمقاً إنسانياً وفلسفياً، فهذه النوعية من الأدوار تستفز موهبتي بقدر كبير.
• بعد نجاحك اللافت في الفترة الماضية، هل تقبلين الآن بالمشاركة كضيفة شرف؟
- لا أجد بداً من تقديم دور «ضيفة شرف»، فأنا لا أعتبر نفسي نجمة، بل ما زلت في أول المشوار، مع العلم أنه ليس بعدد المشاهد أو الحلقات تتحدد نجومية الفنان، بل قد تكون بعض المشاهد البسيطة أكثر تأثيراً من المشاهد المكثفة، فلا أكترث بالكم، بقدر ما يهمني الكيف.
• وماذا عن الأدوار التراثية؟ أم إنها خارج حساباتك الفنية؟
- سبق أن قدمت دوراً تراثياً في مسرحية «العرس» وقد نال الدور استحسان الجمهور وقتذاك، في حين أنه لم يعرض علي دور مشابه في الدراما التلفزيونية، ولو وجدت الدور المناسب في الدراما التراثية لوافقت على الفور.
• يتساءل البعض عن سبب اعتذارك عن عدم المشاركة في مسلسل «جود»، فما تفسيرك؟
- الاعتذار كان خارجاً عن إرادتي، بحكم ارتباطي بتصوير مشاهدي في مسلسل «بين قلبين» وتعارضه مع تصوير مسلسل «جود».
• غالباً ما يشكو الفنانون من الغيرة والحسد، فماذا عنك؟
- أنا متصالحة مع نفسي ومع الجميع، وهذه الميزة اكتسبتها من والدتي، فلم أتعرض لأي موقف معاد من أحد سواء داخل الوسط الفني أو خارجه.
• هل تعرضت لإشاعة ما؟
- عمري الفني لا يتجاوز العام الواحد، والحديث عن ظهور إشاعات عني مبكر جداً، عدا إشاعة واحدة راجت أخيرا حول أنني شقيقة الفنان حسين المهدي، الأمر الذي أود أن أنفيه من خلال «الراي».
• متى يدق قلبك وتُشرع أبوابه لشريك العمر؟
- لا أفكر في الزواج حالياً، لأن تركيزي كله موجَّه صوب الفن.
• ولو غيرتِ نظرتك للزواج، فما مواصفات فارس أحلامك؟
- أحب أن يحمل فارس أحلامي المواصفات ذاتها التي يتصف بها والدي، من صدق وحنان ووفاء.
• ألا تفكرين في دخول عالم «البيزنس» كبقية الفنانات من بنات جيلك؟
- لا، فأنا لا أمتلك الخبرة لدخول هذا المجال، لذلك أعتمد على التمثيل كمصدر رزق وحيد.
• هل ارتفع أجرك المادي في الأعمال الفنية؟
- «نعم»، ومع ذلك أنا لا أدقق كثيراً في الأجر.
• هل تؤيدين ظاهرة «الغروبات» في الوسط الفني؟
- أرفض «الغروبات» رفضاً قاطعاً، وأحب أن أعمل مع الجميع بلا ستثناء.
• يتهمك البعض بالغرور والنرجسية، فيما يجملّك البعض الآخر ويصفك بالانطوائية، فما تعليقك؟
- لا هذا و لا هذه ولا تلك، والقريبون مني يدركون جيداً أنني إنسانة مسالمة وطيبة واجتماعية، لكن قد يبدو الأمر مختلفاً إلى حد ما بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يعرفونني من قرب، لاسيما وأن ملامحي وتعابير وجهي غالباً ما تعطي انطباعاً خاطئاً عن شخصيتي الحقيقية، لذلك يشعر البعض أحياناً بأني «منفسة عليهم» وهذه ليست من طباعي وأخلاقي على الإطلاق.
• بعيداً عن خشبة المسرح وبلاتوهات التصوير، فما أقصى طموحاتك؟
- أطمح بأن أكون وجهاً إعلامياً للأعمال الخيرية والإنسانية، لمد يد العون والمساعدة لكل الأشخاص المحرومين، الذين فقدوا أشياء عزيزة في طفولتهم، كتلك التي فقدتها في طفولتي.
• لكن، أليس «فاقد الشيء لا يعطيه»؟
- لا، ليس هذا الحكم صحيحاً دائماً، فإن فاقد الشيء في طفولته قد يتمكن من إعطائه إذا توافر لديه بعد حين، إذ لا يشعر بالجرح إلا من كابد أوجاعه وذاق مرارته، وأنا أتمنى حقاً أن تتحول هذه الأمنية إلى واقع ملموس في القريب العاجل.